ارتفعت وتيرة احتجاجات سكان إقليم خريبكة، بسبب الانقطاع اليومي للماء الشروب، من صنابير المنازل والمحلات التجارية، دون سابق إنذار، تزامنا مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ما أصبح يشكل خطرا صحيا وأمنيا يتهدد مدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد. واشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي، والصفحات الخاصة، بعبارات الاحتجاج والملتمسات الكتابية، الموجهة إلى المسؤولين عن تدبير الشأن العام، سواء بالمجالس المنتخبة، أو ممثلي الإقليم بالبرلمان، أو مسؤولي إدارة المكتب الوطني للماء الشروب، من أجل التدخل الفوري، لإيقاف معاناة السكان اليومية، والاعتراف بآدميتهم، بسبب تعنت إمعان القرار في إذلالهم، بالقطع اليومي لمادة حيوية، وأساسية للحياة، في منطقة تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، تصل إلى 47، ما اعتبرته تدوينات آلاف سكان الإقليم احتقارا وانتقاما منهم. وعاينت "الصباح"، خلال جولة بالأحياء الشعبية، والأكثر كثافة سكانية بالمدينة الفوسفاطية، (لبريك وليراك والقدس، وغيرها)، احتجاج عشرات الأشخاص أمام أبواب منازلهم، حاملين قارورات بلاستيكية، في حين اختارت بعض النسوة، رفع تحدي إخراج الغسيل إلى قارعة الطريق. وغاب المنتخبون وبرلمانيو الإقليم، كعادتهم، عن مشاركة ناخبيهم معاناتهم، وتركوهم وجها لوجه مع العطش، في حين اضطر سكان أحياء الرياض والخوادرية والنهضة والمسيرة، حيث تقطن طبقات متوسطة، إلى اقتناء قارورات المياه المعدنية، لمواجهة الارتفاع المهول لدرجات الحرارة، حتى خلال الفترات الليلية، ولجأ مئات المواطنين، الذين حولتهم الأزمة إلى مدونين، إلى نقل معاناتهم عبر "فيسبوك"، لعلها تصل إلى المسؤولين. والتمست عريضة كتابية، انتشرت بسرعة قياسية، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تدخل عامل الإقليم، باعتباره المسؤول الوحيد، الذي يتحرك ويستمع لنبض السكان، دون أهداف انتخابية أو اقتصادية، من أجل تجنيب السكان خيار الخروج الجماعي، للاحتجاج في زمن كورونا، رغم أن بعض الأصوات باتت تستغل الأزمة، لتجييش المواطنين، ودفعهم للخروج الجماعي، للاحتجاج أمام إدارة توزيع الماء الشروب، وما يشكله هذا التسرع، من تهديد حقيقي للاستقرار الأمني والاجتماعي بالمدينة. ومن جهتها، اضطرت مديرية الماء الصالح للشرب بخريبكة، للخروج صبيحة الجمعة الماضي، بتوضيح عمومي، توصلت "الصباح" بنسخة منه، تعتذر فيه عن مواصلة قطع الماء الشروب عن مدن الإقليم، خلال أوقات متفرقة من النهار، بسبب "عطب تقني بإحدى النقط الأساسية لتوزيع الماء، بمدخل جماعة تاشرافت". حكيم لعبايد (خريبكة)