لشكر أمام امتحان وحدة الحزب

يمر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي انتخب قيادة جديدة بزعامة ادريس لشكر، من أوضاع تنظيمية مقلقة قد تكون لها انعكاسات غير محسوبة على مستقبله السياسي، خصوصا أن بعض الأحزاب الكبرى شرعت في إعداد نفسها للاستحقاقات المقبلة.واستبعدت مصادر متطابقة تعرف جيدا التضاريس التنظيمية لحزب الشهيد المهدي بنبركة، أن يتعرض إلى انشقاق، تماما كما حدث في محطات سابقة، عرفت خروج «جمعية الوفاء للديمقراطية» بزعامة محمد الساسي ورفيقه محمد حفيظ، وخروج الذراع النقابي القوي بقيادة محمد نوبير الأموي، وخروج تيار عبد الكريم بنعتيق الذي سارع مباشرة بعد انشقاقه عن الحزب الذي تربى بين أحضانه، إلى تأسيس «الحزب العمالي».ويغالب ادريس لشكر، الكاتب الأول الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الزمن من أجل إيجاد تسوية عاجلة، للضربة «المخدومة» التي تعرض لها تيار أحمد الزايدي الذي حرم أبرز عناصره من الوصول إلى كراسي المسؤولية داخل المكتب السياسي، وذلك بفعل عدة عوامل، أبرزها التكالب على أصدقاء الزايدي من طرف بعض أنصار لشكر، الذين عملوا وناضلوا بشكل متواصل خلال اجتماع فعاليات اللجنة الإدارية، على صناعة لائحة سوداء تتضمن أسماء غير مرغوب فيها داخل قيادة الحزب، وهي اللائحة التي يقول مصدر مقرب من ادريس لشكر إنه لم يكن بعلم بها، ما جعله في وقت لاحق يثور على اسمين من أبرز مدعميه، محملا إياهمها مسؤولية المساهمة في إقصاء أصدقاء أحمد الزايدي من نيل مكان لهم في تشكيلة المكتب السياسي. ورغم أن صناديق الاقتراع حسمت في أمر أسماء المكتب السياسي ديمقراطيا، فإن بعض الأطراف داخل حزب «الوردة» تسعى إلى إبرام اتفاق مع الكاتب الأول للحزب، مفاده إبعاد بعض الأسماء المحسوبة على جناحه من المكتب السياسي، واستبدالهم بآخرين من المغضوب عليهم من طرف أغلبية أعضاء اللجنة الإدارية، ضمانا لتوازن مرحلي داخل قيادة الحزب. وبرأي العديد من المهتمين بالشأن الحزبي والتنظيمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فإن ادريس لشكر، إذا قبل بهذه التسوية بعيدا عن سلطة برلمان الحزب الممثلة في أعضاء اللجنة الإدارية، فإنه سيكون دشن مسؤولية على رأس حزب القوات الشعبية لفضيحة سياسية وتنظيمية لن تغفرها له الأجيال الاتحادية الصاعدة. ويحس جمهور غفير من الاتحاديين القدماء الذين قرروا وضع مسافة بينهم وبين حزبهم بمرارة وهم يتابعون عبر مختلف و سائل الإعلام، كيف تمت عملية اختيار المؤتمرين، وكيف اندلعت المعارك، ليست الفكرية بطبيعة الحال، ولكن معارك استعمل فيها العنف في بعض الأحايين، كما تابعوا كيف تم وضع حد لبعض الأسماء المحسوبة على جناح محمد اليازعي، بما في ذلك نجله الكبير الذي كان يسعى إلى الحصول على العضوية في المكتب السياسي.وانطلاقا من الأخبار التي تتسرب من اجتماعات الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، فإن الأمور التنظيمية للحزب لا تبشر بخير، وتحتاج إلى أناس يملكون الرزانة والشجاعة السياسية وعدم تصفية الحسابات، لإنقاذ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات من "السكتة التنظيمية" التي باتت تهدده في أي لحظة وحين. ولم يكشف تيار أحمد الزايدي عن أوراقه، ولم يبادر إلى حدود اللحظة في اتخاذ موقف صادم، وينتظر رد الطرف الآخر. وكانت أنباء راجت بقوة في كواليس الفريق الاشتراكي الذي يرأسه أحمد الزايدي، تفيد أن الأخير بصدد تأسيس لفريق جديد، الأمر تبين مع مرور الوقت أنه مجرد شائعات، لأن الزايدي لا يمكن له أن يسقط في مثل هذه الأخطاء، ولكنه في المقابل، سيخلق مشاكل كبيرة للقيادة الجديدة، انطلاقا من موقعه على رأس الفريق، حيث بدأ يميل رفقة عبدالعالي الدومو وأحمد رضا الشامي إلى الدفاع عن التجربة الحكومية، عكس لشكر الذي يستعد رفقة حليفه حميد شباط ومصطفى الباكوري للإطاحة بحكومة بنكيران التي غالبا ما كان الدومو والشامي يترافعان داخل فريقهما للدفاع عنها.ويتساءل أكثر من مصدر اتحادي عن أسباب صمت عبدالواحد الراضي، الكاتب الأول السابق لحزب الوردة، حيال الأزمة التنظيمية التي يمر منها حزبه، خصوصا أن الأسماء الغاضبة من نتائج المؤتمر كانت من أشرس المدافعين عنه، بل ساندته في محطة المؤتمر الوطني الثامن ودعمته بقوة، وعلى رأسها أحمد الزايدي الذي فتح فيلته في ضواحي بوزنيقة له، وداخلها كانت خريطة التنظيم تصنع في المؤتمر الوطني الثامن، قبل أن يضع رئيس جماعة القصيبية مسافة بينه وبين التيارات المتصارعة في المؤتمر الوطني التاسع، معتبرا في تصريحات متفرقة أن جميع الاتحاديين سواسية لديه، ولا فرق بين هذا وذالك، إلا بالأصوات المحصل عليها ديمقراطيا خلال الانتخابات التي جرت وفق مسطرة ديمقراطية، كان من الواجب الأخلاقي القبول بنتائجها، بدل الطعن فيها. عبد الله الكوزي

لشكر أمام امتحان وحدة الحزب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شرطة الطرامواي...الأمن في خدمة الركاب

الاتحاد يعاني أزمة تنظيمية مستحكمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات