شرطة الطرامواي…الأمن في خدمة الركاب

اللباقة والظهور الجسماني سلاحهم لتأمين راحة المواطن وضمان سلامة وسيلة النقل اللباقة والظهور الجسماني سلاح شرطة الطرامواي لأداء مهمة من نوع خاص، ولتقديم شكل آخر من أشكال خدمة الأمن للمواطن... 70 عنصرا جندوا لمرافقة الركاب طبلة رحلات الطرامواي حتى تمر بدون مشاكل يرتديان صدريتين ناصعتي اللون كتبت عليهما كلمة شرطة. تبدوان من بعيد ويمكن تمييز حامليهما من وسط راكبي الطرامواي، يقفان جنبا إلى جنب. يلتفتان يمينا ويسارا، ولا يترددان في التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، إنهما من عناصر شرطة الطرامواي التي أوكلت لها مهمة حماية المواطن والوسيلة التي يتنقل عبرها. "حوالي 70 عنصر أمن تم تجنيدها لهذه المهمة، واختيرت من أجود العناصر بناء على مجموعة من المعايير التي تتطلبها مثل هذه المهمة" يقول مسؤول أمني بالدار البيضاء، قبل أن يضيف "مهمة شرطة الطرامواي وقائية بالأساس لكن يمكن أن تكون جزرية في حال ما إذا تطلب الأمر ذلك".الغاية الأولى من شرطة الطرامواي هي الوجود الجسماني داخل وسيلة النقل الجديدة بمدينة الدار البيضاء، وذلك حتى يتحقق لدى بعض مستعملي هذه الوسيلة ردع مسبق عن اقتراف جرم أو مخالفة، يضيف المسؤول ذاته. "اللباقة ضرورية في مثل هذه المهام التي يحتك فيه الأمن بالمواطن في فضاء ضيق" يقول أحد عناصر شرطة الطرامواي قبل أن يضيف " هدفنا الحفاظ على راحة المواطن وضمان سلامة وسيلة النقل التي يستعملها وذلك بطريقة لبقة". وبينما كان الرجل يتحدث صعد راكب، يبدو أنه كان في حالة سكر. كان الرجل يتمايل كمن مسه الجن، وبين الفينة والأخرى كان يمسك بتلابيب راكب ويدقق النظر في عينه قبل أن يطلب منه ترديد عبارة " الله يعفو عليه". أسرع رجل الأمن الخطى في اتجاه الراكب الذي أزعج راحة الباقي، توجه نحوه ومسكه من يديه ثم طلب منه التزام الهدوء، ليرد الراكب بأنه "غير ناشط شويا وصافي، وراها ما كاين حتى شي مشكل"، أجابه الشرطي بأنه بالفعل لا يوجد مشكل لكن عليه التزام الصمت، قبل أن يطلب من شاب النهوض من مكانه وتركه يجلس حتى يهدأ ويكف عن الكلام.بقي رجل الأمن واقفا أمام الرجل السكران، وبين الفينة والأخرى كان يتبادل معه ابتسامة خفيفة، أو يشير إليه بأصبعه بعد أن يضعه على شفتيه، مطالبا إياه بالسكوت، ليستجيب الرجل ويتبع ذلك بإشارة تقدير واحترام موجها تحية له، ليتواصل المشهد إلى أن نزل الرجل في محطة قريبة من المكان المتجه إليه."المشكل الأول عندنا هو الفوضى التي يحدثها بعض السكارى، أما ما تبقي فمقدور عليه" يقول أحد رجال شرطة الطرامواي، قبل أن يضيف "المخالفات المسجلة قليلة ولا تخرج عن التحرش الجنسي أو تبادل السب والشتم نتيجة التسابق عن كرسي داخل الطرامواي خاصة خلال فترات الذروة". الغريب في الأمر أن السرقة تكاد تكون منعدمة داخل الطرامواي، فلم يتم تسجيل أي حالة منذ حوالي شهر على بدء العمل بالطرامواي، وهذه مسألة يعتبرها رجال شرطة الطرامواي عادية، بالنظر للدور الذي يلعبه وجودهم، فالسارق لا يغامر باقتراف جرمه في مكان يعلم أن إمكانية إلقاء القبض عليه فيه كبيرة.عبر المواطنون عن ارتياحهم لوجود شرطة داخل الطرامواي، ويعتبرون أن لها الفضل الكبير في نجاح التجربة "كون ما كانوش البوليس في الطرامواي كون ولا ابحال الطوبيس" يقول أحد الراكبين، قبل أن يضيف " الفكرة مزيانة وخاصها تبقى لمدة من الزمن على الأقل".بعض المواقف تتطلب التدخل الزجري، وهنا لا يتردد رجال الشرطة في إيقاف بعض المشتبه فيهم، وتسليمهم إلى عناصر شرطة عند أقرب محطة، من خلال الاتصال بهم عبر الجهاز اللاسلكي المزودين به.يسلم رجال الأمن المشتبه فيه إلى زملائهم ويعودون إلى الطرامواي لمواصلة رحلة السهر على راحة المواطنين مجسدين بذلك شعار "الشرطة في خدمة الشعب". مطالب باحترام أسبقية الطرامواي حرصت سلطات البيضاء، تجنبا لأي مشاكل أمنية يمكن أن تحدث داخل عربات الطرامواي، على تكليف رجال الأمن، خلال الشهور الأولى، بعد اشتغال الطرامواي، بالتتبع اليومي لسير الطرامواي عن طريق الكاميرات، وكذا وسائل التواصل الداخلي.كما أعلنت الشركة المسؤولة عن تشغيل 250 رجل أمن خاص، سينتشرون في أهم المحطات التي سيمر منها الطرامواي بالبيضاء، مشيرة إلى أنها سجلت 21 حادثة سير عرضية، وأن بعض تلك الحوادث وعمليات العرقلة المسجلة، تعود إلى مشاكل تتعلق بعملية السير، تسببت فيها بشكل خاص سيارات وراجلون، إضافة إلى عمليات الارتباك التي تسببت فيها مجموعة من العربات.وشددت الشركة على ضرورة احترام قانون السير، باعتبار أنها لا تحترمه، إلى جانب احترام الأسبقية بالنسبة إلى قاطرات الطرامواي، مؤكدين أن مجموعة من السائقين والراجلين تغيب لديهم حس المواطنة واليقظة فضلا عن عدم احترام الأسبقية، مشيرين إلى أنهم اضطروا إلى تقليص مدة اشتغال الطرامواي، من أجل ترك مساحة من الوقت لإنجاز بعض الأشغال ليلا على طول مسار خط الطراموي، على أن يتسع المجال ليصل من الخامسة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا.إلى ذلك، أكدت شركة "كازا طرامواي"، أن عدد الزبناء المستعملين لطرامواي البيضاء، منذ إعلان انطلاقته في 12 دجنبر الماضي، يتراوح ما بين 40 و45 ألفا يوميا، أي ما يعادل مليون و200 ألف زبون، معتبرة أن العدد رقم هام جدا بعد شهر من الاستغلال، وذلك مقارنة مع مشاريع مماثلة بشمال إفريقيا.وأوضحت الشركة المسيرة لوسيلة النقل الجديدة التي شهدتها البيضاء، أن المشروع خلق أزيد من 4 آلاف فرصة عمل، ألفي فرصة منها مباشرة، مشيرة إلى أن 100 سائق، 12 في المائة منهم نساء يؤمنون سير القاطرات، مضيفة أن ما بين 350 و400 شخص يسهرون على جانب السلامة والوقاية، على طول سير الطرمواي.وأضافت الجهة ذاتها أن الرفع التدريجي من عملية استغلال الطرامواي من طرف البيضاويين يتطلب تشغيل المزيد من القاطرات، إذ تسعى الشركة إلى نقلها من 26 قاطرة مزدوجة حاليا، إلى 37 قاطرة، مشيرة إلى أن العملية ستساهم في تقليص الوقت في ما يتعلق بمسار الرحلات، والفترات الفاصلة بين القاطرات المحددة في 15 دقيقة خلال انطلاق الطرامواي.وفي سياق متصل، وصلت الكلفة الإجمالية لطرامواي البيضاء، الذي يندرج في سياق المشاريع الضخمة الخاصة بعصرنة وتحسين شبكة النقل الحضري بالعاصمة الاقتصادية، وفقا لأهداف المخطط المديري الجديد للتهيئة الحضرية للمدينة، 5 آلاف و900 مليون درهم٬ علما أن الميزانية المبدئية كانت حددت في 6 آلاف و400 مليون درهم. إنجاز: الصديق بوكزول

شرطة الطرامواي…الأمن في خدمة الركاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوردي يعترف باستمرار أمراض معدية

لشكر أمام امتحان وحدة الحزب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات