العمل الاحترافي والوضع المادي وراء هجرة الإعلاميين

صحافيون مغاربة يطرقون أبواب القنوات الفضائية تطل يوميا على مشاهدي القنوات الفضائية العربية والدولية، عشرات الوجوه الإعلامية المغربية، لتقديم نشرات إخبارية أو برامج تلفزيونية موجهة إلى مختلف فئات المجتمع.من بين هذه الوجوه، عزيزة نايت سبأ، مقدمة إحدى الفقرات الإخبارية بقناة "فرانس 24" التي اختارت التوجه إلى الجمهور العربي، عبر إطلاق نسختها العربية، إلى جانب الوجهين الإعلاميين عبد الصمد ناصر ومحمد رجب، مقدما النشرات الإخبارية بقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، ومريم سعيد إحدى خريجات برنامج "15 سنة 15 موهبة" على القناة الثانية، التي استقرت بقناة "إم بي سي" لتقديم النشرات الصباحية، قادمة من قناة "إ آر تي"، فضلا عن سعيد الهدرة مقدم النشرات الإخبارية بتلفزيون الكويت، وعلي بادو مقدم البرامج الحوارية في قناة "كنال بلوس"، الذي اشتهر بتقديم فقرات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فضلا عن هشام نزال المشتغل في القناة ذاتها، وسبق له أن شارك في مجموعة من الأعمال الفنية من بينها الفيلم السينمائي "الدار الكبيرة".من بين الوجوه الملتحقة بالعمل في القنوات الفضائية، أمين السبتي، مقدم النشرات بقناة «الجزيرة الرياضية» الإخبارية، الذي اعتبر أن الأسباب الإدارية وتحسين وضعه القانوني من أهم الأسباب التي دفعت به إلى الهجرة من تقديم «الموجز الرياضي» اليومي على القناة الثانية، مبرزا في حديث إلى «الصباح» أنه اشتغل لمدة فاقت ثلاث سنوات في «دوزيم» كمتعاون، غير مثبت في الوظيفة، وما يخلف ذلك من تبعات من بينها غياب التغطية الصحية، والأوراق الرسمية، دون الحديث عن الأجر الشهري الهزيل الذي لا يتماشى وطبيعة المهنة، في الوقت الذي كنت أطل على المشاهدين يوميا لتقديم النشرة الرياضية، مرتديا أحيانا ملابسي الشخصية.وأضاف السبتي، أن من بين العوامل التي دفعت به أيضا إلى الهجرة، هو الصراعات الداخلية التي تعرفها أروقة "دوزيم"، خاصة بين الجيلين، إذ هناك أشخاص بالقناة عمروا لسنوات، يعملون على محاربة كل وجه جديد.وأشار الإعلامي المغربي المقيم بالديار القطرية، في الحديث ذاته، إلى أن عندما اختار الهجرة نحو قناة "الجزيرة الرياضية" الإخبارية، عند بحثها عن الإعلاميين العرب لتعزيز فريقها مع إطلاقها، وضع أمام أعينه مجموعة من الجوانب منها الجانب الاجتماعي المتعلق بعائلته، فضلا عن مساره المهني، مضيفا أنه لا مجال للمقارنة بين التجربتين، على جميع المستويات، إذ أن في قناة "الجزيرة" ظروف العمل متوفرة، إلى جانب الراتب المحترم والامتيازات العديدة، إضافة إلى الاشتغال إلى جانب أكبر الإعلاميين عربيا، والتعرف عن قرب على عدد من الوجوه الرياضية المعروفة عالميا.ولم يخف السبتي رغبته في العودة إلى المغرب، لكن ليس في الوقت الراهن، يضيف، في حديثه إلى "الصباح"، نظرا للظروف التي يمر منه الإعلام السمعي البصري الوطني، في ظل غياب المنافسة سواء داخليا أو خارجيا.وانتقد السبتي في الآن ذاته، الوجوه الأجنبية التي أضحت تغزو القنوات الوطنية، في الوقت الذي يضم المغرب مجموعة من الكفاءات تحتاج إلى الفرصة إلى إبراز قدراتها ومؤهلاتها المهنية، مؤكدا أن مجموعة من الوجوه المغربية كانت غير معروفة في القنوات الوطنية، أو عانت تهميشا من قبل بعض المسؤولين، قبل أن تهاجر نحو الخارج لإثبات ذاتها.كما يوجد ضمن لائحة الوجوه الإعلامية الشهيرة بديار المهجر، علي بوكمة، المقدم السابق لبرنامج "عالم فريد"، على "دوزيم، والمنشط الحالي لفقرات برنامج "ساحة الفنون" على شاشة "الجزيرة أطفال"، فضلا عن سمير بحاجين، منشط برامج الأطفال في "الجزيرة أطفال" الذي سبق له أن قدم فقرات برنامج "نادي المرح" على القناة الأولى، الذي أبرز في حديث إلى "الصباح"، أن الهجرة نحو الخارج غالبا ما ترتبط بمجموعة من الأسباب من بينها تحسين الوضع المالي، والبحث عن فرص للعمل الاحترافي، مضيفا أن الاشتغال على برامج الأطفال يعد من أصعب الأجناس التلفزيونية، على اعتبار الفئة الموجه إليها تتميز بمكانة خاصة في المجتمع، وهو ما توليه القنوات الفضائية اهتماما كبيرا، على عكس القنوات الوطنية.من جهته قال الإعلامي المغربي عبد الكامل الأمراني، مقدم البرامج الفنية بقناة "سجايا" الفضائية الإماراتية، إنه يسعى من خلال فقراته الفنية إلى التعريف بالتراث والثقافة المغربية، عبر استضافة مجموعة من الوجوه الفنية، مشيرا إلى أن هذا يبقى من المهام التي يجب أن تميز الإعلاميين المغاربة بالخارج، على اعتبارهم سفراء لبلدانهم في المهجر. ياسين الريخ

العمل الاحترافي والوضع المادي وراء هجرة الإعلاميين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدولة لا تنوي إصلاح الإعلام العمومي

المال ليس وحده سبب هجرة الإعلاميين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات