تجري مصالح الأمن بالبيضاء، أبحاثا للوصول إلى خادمة وعشيقها، تورطا، قبل أسبوع، في التخطيط لاختطاف رضيع والسرقة، كما سبق أن سجلت ضدهما جريمة مماثلة نفذت بالعاصمة الاقتصادية، وشوهدت في دار بوعزة، أخيرا، ما رجح أنها تتحرك بين عمالتي أنفا والنواصر. وحسب معلومات استقتها "الصباح"، من مصادر متطابقة، فإن مصالح الأمن استعانت بشريط لكاميرا منصوبة عند بوابة العمارة التي نفذت الجريمة في إحدى شققها، والتي تقع في حي بنجدية بالبيضاء، يظهر المتهمة تسير بالشارع، وهي تجر حقيبة، ويظهر في يمينها شخص آخر، يجر حقيبة أخرى، ما استنتج معه أن الحقيبتين تحملان المسروقات، سيما أن تاريخ وتوقيت الشريط يتزامنان مع ظروف ارتكاب السرقة. وفي تفاصيل الواقعة، فإن الخادمة، وهي في الآن نفسه مربية، تحينت فرصة التنفيذ المادي للجريمة بتنسيق مع الشخص الثاني، الذي يرجح أن يكون عشيقها، واغتنمت فرصة مغادرة ربة البيت للمنزل لقضاء حاجيات، فألحت عليها بإبقاء الرضيع لديها للاعتناء به، وكادت المشغلة تستجيب لها، لولا أنها في آخر المطاف، اتصلت بزوجها لإخباره وأخذ المشورة منه بخصوص الإبقاء على الرضيع، البالغ من العمر 10 أشهر بالمنزل، في عهدة الخادمة، إلا أنه رفض وألح عليها بحمل الابن إليه بمقر عمله، إذ يدير مقاولة صغيرة، والمرور بعد الانتهاء من قضاء أغراضها لأخذه معها قصد العودة إلى المنزل، وهو ما فعلته دون أن تدرك أن تلك المكالمة جنبتها كارثة حقيقية كانت ستكلفها الندم مدى الحياة. وبعد انتهاء الزوجة من قضاء حاجاتها، عادت لتأخذ رضيعها، ثم توجهت إلى شقتها بحي بنجدية، فكانت المفاجأة إذ، بعد فتح الباب، عاينت خلو الشقة من الخادمة، وولجت غرفة نومها لتكتشف بعثرة حاجياتها، فأدركت أنها فعلتها وسرقت كل شيء ثمين، بل حتى الملابس لم تسلم من الاستيلاء. عاودت الاتصال بزوجها فأمرها بألا تلمس أي شيء، وبادر بإشعار أمن أنفا للإخبار عن الواقعة، لينطلق بعدها مسرعا، ويلتقي عناصر الأمن التابعة للدائرة الرابعة درب عمر، التي وقفت للتو ببوابة العمارة. وعاينت عناصر الأمن الشقة كما رفعت عناصر الشرطة العلمية الآثار الجنائية والبصمات، قبل أن يتم الانتقال إلى مقر الدائرة، حيث أنجزت محاضر استماع إلى الزوجين، أكدا فيها واقعة محاولة اختطاف الرضيع، وطريقة إلحاح الخادمة على الاحتفاظ به، واستعرض الزوجان المسروقات، وهي عبارة عن حلي ومبلغ مالي من العملة الصعبة، وآخر عبارة عن أمانة تخص شخصا آخر، وملابس وحقيبتين، ومدا الشرطة ببطاقة تعريف المتهمة وبعض صورها. واعتمدت الشرطة على شريط كاميرا المراقبة المنصوبة ببوابة العمارة، ليتضح أن المتهمة لم تكن وحيدة، بل كان رفقتها شخص آخر، ساعدها في التخطيط والتنفيذ والمغادرة. المصطفى صفر