10 سنوات سجنا لقاتل زوجته بفاس

تحمل إذلالها طيلة 25 سنة وغض الطرف عن مرافقتها الغرباء قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، بإدانة «م. ق» فلاح خمسيني، ب10 سنوات سجنا بتهمة الضرب والجرح بالسلاح المؤدي إلى الموت، بعدما أقدم قبل أشهر على قتل زوجته انتقاما من سلوكاتها الشاذة طيلة 25 سنة من «العشرة»، وتدنيسها شرفه وكرامته في الوحل.لم تحضر «ك. ق» و»ز. ق» ابنتا المتهم اللتين لم تنتصبا طرفا مدنيا في مواجهة أبيهما قاتل أمهما، صباح الاثنين الماضي، خامس جلسة لمناقشة الملف رقم 65/12 منذ إدراجه لأول مرة في 21 يونيو الماضي، شأنهما شأن الشاهد «ج. م» الذي عاد الاستدعاء الموجه إليه بملاحظة «غير معروف» . وجدت هيأة الحكم صعوبة كبيرة في التجاوب مع المتهم الأصم الذي سرد تفاصيل معاناته طيلة عقدين ونصف من زواجه مع الضحية، التي قال إنها لم تكن تحترمه وضبطها باستمرار مع أشخاص غرباء بمنزله، ودنسته بما كانت تقدم عليه من تصرفات طائشة أساءت بها إلى نفسها قبل إساءتها إليه. بدا الرجل منكسرا ومحبطا وهو يسرد باسترسال ودون ملل أو كلل، قصة عذابه مع زوجته. وأورد تفاصيل دقيقة عن علاقاتهما المتوترة باستمرار، خاصة بعدما وجد أعقاب سجائر فوق طاولة، دون أن يجد جوابا مقنعا منها ومن ابنتيها، حول ذلك أو سر تأخرها في العودة إلى المنزل من حين إلى آخر.أرادت الزوجة أن تحصل على طلاقها من زوجها الوفي وتجريده من إنسانيته لمعاناته من إعاقة دائمة (أصم)، بكل الوسائل بما في ذلك استضافة أشخاص غرباء بمنزل الزوجية، لكنها لم تستطع نزع بذرة الغيرة في فؤاده قبل أن يقدم على ارتكاب حماقة جنى بها عليها وعلى نفسه وابنتيهما. في ذاك اليوم الأسود، عاد «م. ق» إلى منزله بعد يوم عمل متعب. طرق الباب وأدار المفتاح دون جدوى. كان مغلقا من الداخل، قبل أن تفتحه الزوجة، ليفاجأ الزوج المكلوم بشخص غريب بلباس النوم داخل غرفته. استفسرها عنه وعن سر وجوده رفقتها، فلم تقنعه بجوابها الغامض، قبل أن يخبر الجيران.هدأت الأمور نسبيا بعد حضور الجيران، لكنها سرعان ما توترت بعد نحو ساعة ونصف، بعد أن اهتدى إلى هوية عشيق زوجته العامل بشركة، وتردده المستمر على منزلهما. حينها لم يتمالك نفسه وتناول سكينا شرع في توجيه طعنات به إلى مناطق متفرقة من جسمها قبل أن تسقط جثة هامدة.لا يتذكر هذا الرجل المواقع التي أصابها فيها، لأنه كان يضربها بشكل عشوائي، لكنه تذكر إصابتها ب3 ضربات لم تمهلها طويلا، مؤكدا أنه حرص دوما على عدم الدخول في شنآن معها رغم علمه بسلوكها، لاحترامه علاقتهما وحرصه على عدم إثارة الضوضاء أمام ابنتيه الكبيرتين. استعمل الزوج المكلوم كل الوسائل لإبعاد العار عن أسرته، خاصة أن المجتمع لا يرحم ونظرته دونية إلى كل من يفرط في شرفه وكرامته لسبب من الأسباب مهما كانت معقولة، خاصة أمام ما لاكه الجيران من اتهامات مباشرة له ووصفه بأخبث الأوصاف لغضه الطرف عما كانت تقدم عليه من شذوذ. تأثر الزوج نفسانيا بكل ذلك، آملا أن يأتي يوم تفهم وتتفهم فيه زوجته مسؤولياتها دون حاجة لوجع دماغ أمام ما تعرض إليه من إذلال واستفزازات يومية طيلة زواجهما. لكن يوم 16 فبراير الماضي، كان صفحة سوداء في علاقتهما، انتهت بتوتر وتلاسن أفضى إلى جريمة قتل غير محسوبة العواقب. مرافعة محاميي المتهم، ركزت على الجانب الاجتماعي والإنساني أمام الاعتراف التلقائي بهذا الفعل الجرمي. وتحدث نقيب المحامين، عن ازدواجية محاكمة في ظل وضع اجتماعي، مؤكدا أن الحكم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مصداقية المتهم الذي يعترف بتواتر مرفوق بوقائع عاشها طيلة 25 سنة.وتحدث عن مخارج قانونية أعطاها القانون لتخلص من الورطة التي فرضت عليه، وما أقدم عليه قضاء وليس اختيارا، ملتمسا أن تطبق المحكمة منطق الرحمة في التعامل مع هذا الخمسيني الذي استحمل بطش زوجته طيلة المدة، رغم إهاناتها المتكررة له وتدنيسه شرفه وكرامته.لقد حركته الغيرة وتراكم سنين من المعاناة، قبل أن يقدم على قتل زوجته وإقبار أسراره معها في قبر النسيان والتناسي لعل وعسى أن يمحو صفحة مؤلمة من حياته الزوجية، فيما قال محام منتصب للدفاع عنه، إن ملتمس الرحمة قائم لأن الملف له رواسب طيلة سنوات من المعاناة.حميد الأبيض (فاس)

10 سنوات سجنا لقاتل زوجته بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تبادل الرصاص بين عصابتين مغربيتين في سبتة

20 سنة لمتهم بمحاولة القتل العمد بالجديدة

مقالات ذات صلة