بينهم من يفقد 50 مليون دولار يوميا ومجموع الخسائر تجاوز 400 مليار دولار في غضون شهرين فقط، تراجعت ثروات أكبر 100 ملياردير في العالم بنحو 400 مليار دولار، نتيجة أزمة كورونا، التي عصفت بالأخضر واليابس في مشهد الاقتصاد العالمي، ولم تلقِ الأزمة بظلالها فقط على ملايين الفقراء أو متوسطي الدخل، الذين فقدوا وظائفهم أو مصادر دخلهم نتيجة توقف سلاسل الإنتاج، بل امتدت الخسائر أيضا إلى جيوب الأثرياء، الذين كانوا ولا يزالون بدورهم في قلب العاصفة. ولم تقتصر الخسائر على قطاع بعينه، أو دولة دون أخرى، بل أدى الكساد الاقتصادي، وفرض جل الدول الطوارئ الصحية، لمجابهة الفيروس، إلى تضرر مجمل القطاعات، وفقدانها السيطرة على التطورات المتسارعة للأحداث، ما أدى إلى توقف شامل أو جزئي في جل النشاطات، وبالمقابل فإن قطاعات أخرى، أبرزها شركات المعدات الطبية ضاعفت أرباحها، نظرا لسباق الدول نحو تسليح منظوماتها الصحية، وإنقاذ ما يمكن من الأرواح. أرنو...أكثر المتضررين تعرض "برنارد أرنـــــــــــــــــــو" الرئيس التنفيذي لشركة "إل.في.إم.إتش" لأكبر خسارة، بعد أن تراجعت ثروته بقيمة 30 مليار دولار أمريكي (ما يعادل خسارة 50 مليون دولار يوميا في المتوسط)، وفقا لتقرير عن قائمة "هورون" لأغنياء العالم. وانخفضت ثروة "آرنو" من 107 ملايير دولار في نهاية يناير الماضي إلى 77 مليار دولار في 31 مارس. واستطاع الملياردير الفرنسي، قبل تفشي الوباء، بأن يطيح بالأمريكي "بل جيتس"، مؤسس شركة "مايكروسوفت"، من موقعه باعتباره ثاني أغنى رجل في العالم. ووفقا لمؤشر "بلومبرج" للمليارديرات، فإن أرنو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "لويس فيتون"، المختصة ببيع السلع الفاخرة التي تتكون من أكثر من خمسين ماركة، من الماركات والعلامات التجارية العالمية الفاخرة، منها "كريستان ديور"، استطاع أن يحل مكان "جيتس" باعتباره ثاني أغنى رجل في العالم بعد "جيف بيزوس" مؤسس أمازون. وحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن"، فإن هذه هي المرة الأولى منذ بدء المؤشر قبل سبع سنوات، التي لا يحل فيها "جيتس" في المركزين الأول أو الثاني. ويبلغ صافي ثروة أرنو حوالي 108 ملايير دولار، وأضاف إليها 39 مليار دولار عما كانت عليه في العام السابق، بينما تقدر ثروة "جيتس" 107 ملايير دولار. وكان أرنو قد تصدر عناوين الصحف العام الماضي، عندما تعهد بتقديم 224 مليون دولار لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام بعد الحريق الهائل الذي نشب بها. لعنــة الوبــــاء بالإضافة إلى أرنو، الذي يخسر حوالي 50 مليون دولار يوميا، فإن "موكيش أمباني" رئيس عملاق الطاقة الهندي "ريلاينس"، احتل المركز الثاني، في مؤشر أكبر المستثمرين الذين نزلت عليهم لعنة الخسائر المالية، إذ انخفضت ثروته بنسبة 28 بالمائة، أو ما يعادل 19 مليار دولار، خلال الشهرين الماضيين. وكان من ضمن أكبر الخاسرين، أيضا "تشارلز لو زينجياو" و"جيني تشيان زيا" صاحبا سلسلة القهوة الصينية "لوكين". وبعد أن تسبب تزوير مبيعات بقيمة 300 مليون دولار في انخفاض سعر سهم "لوكين"، بنسبة 90 بالمائة الأسبوع الماضي، خرج "تشارلز" و"جيني" من قائمة المليارديرات. وتم حساب ثروة المليارديرات بناء على بيانات السوق بالدولار الأمريكي اعتبارا من 31 مارس الماضي، ثم مقارنتها بالأرقام المسجلة في قائمة "هورون" لأغنياء العالم لـ 2020، وهو تصنيف لثروة المليارديرات في العالم اعتبارا من 31 يناير الماضي. وخلال الشهرين الماضيين، اجتاحت أزمة "كوفيد-19" أسواق الأسهم الرئيسية، حيث انخفض مؤشر "داو جونز" بنسبة 21 بالمائة، كما خسرت الأسواق في الهند وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة نحو 25 بالمائة من قيمتها. وكان السوق الرئيسي الوحيد الذي أنهى الشهرين الماضيين في المنطقة الخضراء هو الصين، بمكاسب بلغت 0.2 بالمائة خلال الفترة نفسها، أي بعد انتشار فيروس "كورونا" بشهرين . وخسر الرئيس التنفيذي لشركة أمازون "جيف بيزوس" 9 ملايير دولار أمريكي خلال شهرين، لكنه ظل أغنى رجل في العالم بثروة صافية تبلغ 131 مليار دولار أمريكي. زووم...المستفيد من الأزمة شهد "اريك يوان تشنغ" مالك منصة الاجتماعات عبر الفيديو "زووم"، ارتفاع ثروته من 3.5 ملايير دولار إلى 8 ملايير دولار. وكان الصعود في ثروة "يوان" البالغ نحو 77 بالمائة هو الأعلى بين مليارديرات العالم، خاصة مع قفزة سعر السهم بنحو 100 بالمائة بسبب قيام العديد من الدول باستخدام برنامج التواصل الاجتماعي في خطة التعليم عن بعد في ظل التداعيات الرامية لاحتواء فيروس "كورونا". وتضاعف سعر سهم الشركة تقريبا في الشهرين الماضيين، حيث ارتفع من 76 دولارا أمريكيا إلى 146 للسهم. وأضاف ثلاثة مؤسسين لشركة تصنع أجهزة التنفس الصناعي ما مجموعه 7 ملايير دولار لثروتهم هذا العام. وارتفعت أسهم شركة الإلكترونيات الطبية بنسبة 40 في المائة، بعد ارتفاع الطلب على هذه الأجهزة، بالتزامن مع انتشار عدوى فيروس كورونا. وازدادت ثروة رئيس مجلس الإدارة، "لي شيتينج"، وهو مواطن سنغافوري 3.5 ملايير دولار ليصبح أغنى رجل في الجزيرة بثروة 12.5 مليار دولار .ورفع " شيتينج" ثروته بأعلى من ارتفاع ثروة جيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون، الذي ازداد ثراؤه 3.4 ملايير دولار، بينما خسر أثرياء مثل "بيل غيتس"، مؤسس 15.3 مليار دولار. عصام الناصيري