انتحر مسن نزيل بمركز لإيواء المشردين والمتسولين والمختلين عقليا، بحي المرجة بفاس، في ظروف غامضة قبل العثور عليه جثة معلقة بحبل في قطعة حديدية، ونقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني لإخضاعها للتشريح الطبي، بناء على أوامر النيابة العامة بذلك وبالتحقيق في أسباب الانتحار بعد أيام قليلة من إيداعه المركز. وعثر على جثة الضحية، من طرف زملائه نزلاء مخيم المرجة، الذين تم إيواؤهم به ضمن التدابير الاحترازية المتخذة موازاة مع انتشار فيروس كورونا، قبل إخبار المسؤولين وحضورهم واتخاذ الإجراءات اللازمة، ما فتح في شأنه تحقيق من قبل المصالح المختصة التي استمعت إلى بعضهم حول ظروف وملابسات الحادث. وقالت المصادر إن الضحية البالغ من العمر نحو 60 سنة، والذي قالت بعض المصادر إنه يعاني اضطرابات نفسية، كان يصيح ويطالب الحراس بالسماح له بمغادرة المركز والعودة للشارع، قبل مدة قصيرة مهددا بإيذاء نفسه والانتحار، دون أن يأخذ أحد تهديداته محمل جد، إلى أن فوجئ الجميع بشنقه نفسه أمام ذهول الجميع. وأكدت أن اختلاط المشردين بالمتسولين والمختلين عقليا ومنهم أطفال، يتسبب في مشاكل بينهم ويدفع آخرين لاستغلال أي فرصة للفرار ومغادرة المركز والعودة للشارع خاصة من الأطفال المشردين المدمنين على "السيلسيون"، مقترحة محاولة إلهائهم وتوفير شروط الإقامة الكفيلة، باستقرارهم في ظل هذه الظروف الحرجة. حميد الأبيض (فاس)