مـرشحـون لـخـلافـــة الشــيـخ

عبادي.. مرشد الجماعة لستين يوما هو أكبر أعضاء مجلس الإرشاد سنا، وهو بحكم ذلك الأكثر أهلية لتولي دفة قيادة أكبر تنظيم سياسي معارض في تاريخ المملكة المغربية. محمد بن عبد السلام عبادي هو وارث سر الشيخ الراحل عبد السلام ياسين وعلبة أسراره المحكمة الإغلاق. يقود اليوم الجماعة وفق ما ينص عليه «قانون تنظيم الخلافة في منصب المرشد العام». منصب سيتولاه لمدة ستين يوما إلى أن يجتمع مجلس شورى الجماعة لينتخب المرشد العام الجديد. الرجل ليس غريبا عن الدعوة ولا عن الجماعة و»لا عن النضال من أجل إرساء نظام سياسي يكون القرآن الكريم والمنهاج النبوي دستوره ونبراسه». فهو حفظ القرآن وسنه لا يتجاوز الثانية عشرة. ودرس ودرّس العلوم الشرعية بطنجة وأزمور. وعمل واعظا بعدة مساجد بين مدن الجديدة وآسفي وطنجة ووجدة والحسيمة، حيث رأى النور في فاتح يناير 1949. واعتقل وحوكم عدة مرات وبتهم شتى. عبادي، وهو واحد من مؤسسي جماعة العدل والإحسان، التحق سنة 1977 بمعهد تكوين الأساتذة بمدينة آسفي ليتخرج منه أستاذا في مواد اللغة العربية. عاد بعد ذلك إلى مدرجات كلية أصول الفقه (سنة 1982) بتطوان ليغادرها وفي جعبته شهادة إجازة، أهلته ليصبح أستاذا لمواد العلوم الإنسانية بوجدة. حاضر في الكثير من الجامعات والمساجد داخل أرض الوطن وخارجه. وهو أيضا عضو فاعل في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي تحتضنه إمارة قطر وتُنفق عليه من ملايير النفط والغاز الطبيعي. فضلا على عضويته في مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان فإنه يتولى منصب المسؤول القطري عن لجنة التربية بالجماعة. وريث سر الشيخ ياسين خاض بدوره تجربة الاعتقال السياسي. ففي سنة 1990 حوكم بسنتين حبسا، مع أعضاء آخرين من مجلس الإرشاد، وتم توقيفه عن التدريس عدة سنوات قبل أن يجمد قرار التوقيف. اعتقل سنة 2000 وصدر في حقه حكم بثلاثة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ بسبب مشاركته في مظاهرة حقوقية سلمية. ثلاث سنوات بعد ذلك سيصدر في حقه حكم بالحبس سنتين بعد حوار صحافي، لكن هذه المرة قضت، في مارس 2004، محكمة الاستئناف ببراءته... ناديــــة ياســين... المرأة المحظــورة مهما تعقدت الاختلافات مع نادية ياسين سيدة جماعة العدل والإحسان، إلا أن لا أحد ينكر قوتها، ومدى التعب الذي تجره على خصومها في السياسة، بل سببت لأعدائها الإرهاق حد اللجوء إلى التكنولوجيا لتخوض عنها حروبها ضد المرأة المحظورة في الجماعة الأكثر حظرا.صوتها الأشد راديكالية في الجماعة الإسلامية، ولو كانت كل نساء المغرب بقوة نادية ياسين لما احتاجت المعنفات الخروج الأحد الماضي للمطالبة بقانون يحميهن من العنف، لأنه رغم انتمائها إلى جماعة إسلامية تتدرج أجنحتها وتياراتها في التشدد، إلا أن الكثيرين يحسبون لزوجة، عبد الله الشيباني أحد المرشحين الثلاثة لخلافة مرشد الجماعة الراحل، انفتاحها في قضية المرأة مقارنة مع باقي الإسلاميين، وهو ما يكسبها صفة الابنة الشرعية ل"بول سوزان" و"ديكارت" و"فيكتور هيكو"، المؤسسات التعليمية التي تنقلت بينها قبل أن تتخرج من كلية الحقوق بفاس سنة 1980 بإجازة في العلوم السياسية.سياسية بكل ما أوتيت من تأطير على يد المرشد العام للجماعة الراحل عبد السلام ياسين. مركز القرار في الجماعة الفارغ بعد وفاة الشيخ يمكن أن يؤول إلى ابنته البيولوجية والإيديوجية، التي لا يمكن إلا أن ترفع السقف الذي وقف عنده الشيخ في "الإسلام أو الطوفان" أو حتى في رسالته الشهيرة "إلى من يهمه الأمر". ليست بعمر العبادي رغم أنها جدة منذ سنوات، لكنها تعكس تشبيب مراكز القرار، وهذه نقطة أخرى ترفع حظوظها في الخلافة.لا تهرب نادية ياسين من هراوات الأمن حين تنهض من غضبها لتكسر الضلوع، بل تضع المرأة نفسها وجها لوجه أمام مدفع التهم الثقيلة، وحين لا تنال منها تعلو فوق الإشاعات التي تمس حياتها الشخصية. وحين تنكسر شوكة القصص الجنسية التي توضع في وحلها الأم والجدة تخرج المرأة بموقف أصلب من الأول فتقول "لكم أجبرت نفسي، في الآونة الأخيرة، على تهدئة قناعاتي لأساير سقف مطالب شباب حركة 20 من فبراير، وحتى أكون أكثر براغماتية، لكنني الآن اقتنعت بضرورة العودة إلى توجهاتي القديمة، فذلك أدعى لأن أحال على محاكمة تجري في وضح النهار عوض أن أتعرض لمثل هذه الضربات الدنيئة والسافلة". لم تواجه سيدة العدل والإحسان الخصوم في الخارج فقط، بل كان البيت الداخلي للجماعة يحفل بالكائدين، لذلك تردد طويلا أن نيدة ياسين طلبت إعفاءها من مهامها في الجماعة لتتفرغ للجانب الدعوي رغم أن السياسة والدعوة جانبان لا يفترقان.مواقف نادية ياسين حول الملكية وضعتها في قلب أضواء الإعلام الوطني والدولي، وكانت على خلاف باقي أعضاء الجماعة تدلي بالحوارات والتصريحات هنا وهناك دون أن ترجع إلى دوائر السياسة للجماعة، ما جعل البعض يغضب منها، ويعاتبها على عدم التفريق بين تصورات الجماعة وتصورات نادية الشخصية. أرسلان... الخلافة من بوابة الدائرة السياسية إنه واحد من أعمدة جماعة العدل والإحسان، أقوى جماعة سياسية معارضة وأكثرها تنظيما وتجذرا وتغلغلا في أوساط المجتمع المغربي. وهو أيضا من الرجالات الذين وضعوا اللبنات الاولى (سنة 1981) لما سيصير أكبر تنظيم ديني وسياسي ودعوي في تاريخ المغرب.هو فتح الله أرسلان، الذي شارك في تأسيس "أسرة الجماعة"، التي ستغير اسمها في ما بعد إلى جماعة العدل والإحسان، وتدرج ليصير ناطقا باسمها، وركيزة أساسية من ركائز مجلس الإرشاد. ولد فتح الله أرسلان يوم 21 غشت 1955، بأحد منازل المدينة القديمة للعاصمة الرباط، حيث نشأ وترعرع وسط أسرة مشبعة تصوفا، خاصة على الطريقة القادرية البودشيشية.إنه رجل السياسة داخل الجماعة، إذ يعتبر أحد رجالاتها الذين خبروا حقل السياسة المليء بالألغام والدسائس. رجل يميل إلى الانكفاء على ذاته، انكفاء يفسره بعضهم بأنه خجل، لكن هذا لم يمنع أستاذ اللغة العربية في المستوى الثانوي، من أن يجلس إلى طاولة واحدة مع مبعوثي نظام المخزن الذين كانوا يأتون تباعا إلى بيت الشيخ ياسين لعقد الصفقات السياسية، أو جس نبض الجماعة وقيادييها حول الأوضاع السياسية للبلاد.تابع دراسته الثانوية بثانوية يعقوب المنصور بالرباط وانتقل ليواصل دراسته الجامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث حصل على الإجازة في اللغة العربية. ذاق كذلك مرارة الاعتقال والسجن إلى جانب رفيق دربه عبد السلام ياسين. لكن أقسى فترة مر بها بسبب نشاطه الدعوي والسياسي كانت سنة 90 لما تقرر توقيفه عن التدريس وقطع مصدر رزقه. دام توقيفه ثماني سنوات ما دفعه إلى البحث عن مصدر رزق يعيل به أسرته فتوجه إلى بيع زيت الزيتون، قبل أن يُرفع قرار توقيفه ويعود إلى ممارسة مهنته مدرسا للغة العربية، ويواصل معركة النضال ضد المخزن... الشيباني...والـــد الأحفاد بعد رسالة طلب الاستقالة التي وجهها إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وأثارت لغطا كبيرا في صفوف العدالة والتنمية، عاد عبد الله الشيباني، عضو مجلس الإرشاد بجماعة العدل والإحسان وصهر شيخها ومؤسسها الراحل، لكتابة رسالة أخرى قبل يومين من وفاة الأخير، ما اعتبره كثيرون تسخينا للجلوس في محراب أكبر جماعة إسلامية بالمغرب.فلأول مرة في تاريخ الجماعة، يتداول عضو قيادي بها في موضوع محرم مثل الخلافة، وقال في رسالته الثانية "من الطبيعي أن يطرح من يصفون الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين بالشيخ الصوفي ويصفون أعضاء الجماعة بالمريدين السؤال التالي: "من وارث سر الشيخ ياسين، أهو أحد أبنائه، أو إحدى بناته كما هو حال الطرق الصوفية، أم أحد نجباء الطريقة الياسينية من مجلس الإرشاد؟ومن الطبيعي أن يطرح من يصفون الجماعة بالحزب السياسي الذي يطمح أعضاؤه إلى التسلق إلى المناصب وأن رئيسها منتصب على عرشها السؤال التالي الثاني: «من وارث عهد العرش الذي تربع عليه عبد السلام ياسين منذ تأسيس حزب العدل والإحسان إلى الآن؟ و لم لم يعين بعد ولي العهد؟».وأضاف الشيباني «في الحقيقة لا أستغرب لطرح مثل هذه الأسئلة لأن الناس ألفوا وبُرمجوا على اعتقاد أن في تاريخنا وحاضرنا، قبل أن يموت الشيخ الولي للطريقة الصوفية التي تجمع الناس على الذكر، يعهد لابن من أبنائه بسر الولاية، أو لمريد نجيب في الطريقة. وإن لم يفعل هو، يفعل ذلك الأتباع المقدمون. إذ يعتبرون أن لا أحق ولا أقدر على وراثة سر الشيخ سوى من أتى من صلبه، أو عينه هو».والواقع أن الكثيرين قرؤوا في خرجة زوج نادية ياسين وأب أحفاد الشيخ، استباقا من أحد مقربيه إلى خلافة الجماعة. فالرسالة تبطن تحذيرا من أي محاولة توريث الخلافة للأبناء والأقارب، وتذكير بمنهج الشيخ نفسه الذي خرج غاضبا يوما من الزاوية حين سلم الشيخ عباس زمامها إلى ابنه حمزة، وقد كان يعتقد أنه الأحق بها. فهل يعيد الشيباني تاريخ صهره الشيخ؟

مـرشحـون لـخـلافـــة الشــيـخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: نساند المرشح الذي دعمنا في حراك 20 فبراير

الديمقراطية والدولة والسلطان في فكر ياسين

مقالات ذات صلة