هكذا استعاد الرجاء هيبته الإفريقية

أسقط مازيمبي أمام 40 ألف متفرج وربح جولة في انتظار إياب السبت ساعد الحضور الجماهيري الكبير بملعب محمد الخامس بالبيضاء، وعودة بعض اللاعبين الأساسيين، الرجاء على الفوز على مازيمبي الكونغولي بهدفين لصفر الجمعة الماضي، لحساب ذهاب ربع نهاية عصبة أبطال إفريقيا. وعاينت «الصباح» امتلاء الملعب عن آخره، قبل ساعة من بداية المباراة، بعدما بيعت كل التذاكر التي طرحت للبيع، ليساهم أكثر من 40 ألفا في دفع لاعبي الفريق الأخضر، لتحقيق فوز ثمين، في انتظار مباراة الإياب بالكونغو، المقررة السبت المقبل في الثانية بالتوقيت المغربي. وسجل الهدف الأول للرجاء، الدولي الكونغولي بين مالانغو في الدقيقة السادسة، فيما أضاف بدر بانون الهدف الثاني في الدقيقة 79. ورغم ضغط لاعبي مازيمبي في نهاية المباراة، لم يتمكنوا من التسجيل في مرمى أنس الزنيتي، بفضل تألق لاعبي الدفاع، والخطة المحكمة التي طبقها المدرب جمال سلامي. وفرض محمد زريدة نفسه من نجوم المباراة، بعدما خطف الأنظار وقطع كرات خطيرة للفريق الكونغولي في وسط الميدان، قبل أن يلعب ظهيرا أيمن مكان عمر بوطيب، المصاب في الدقائق الأخيرة، وقدم أيضا مباراة جيدة في ذلك المركز. ورغم جاهزيته البدنية، فضل جمال سلامي الإبقاء على محسن متولي في الاحتياط، إلى غاية الدقيقة 60، ليشركه مكان عبد الإله الحافظي، العائد بدوره من الإصابة. وشهدت المباراة حضورا وازنا لرئيس مازيمبي مويس كاتومبي، والذي تابع المباراة في المدرجات، وانبهر بجمال لوحات فصائل الرجاء، التي دشنت عودة «التيفو» لمباريات الفريق الأخضر، بلوحة فنية رائعة. وبهذا الفوز، يكون الرجاء أول فريق يلحق بمازيمبي الهزيمة في دوري أبطال إفريقيا، علما أن الفريق لم ينهزم في دور المجموعات، وتأهل متصدرا لمجموعته. ورغم الفوز بهدفين، سيكون على لاعبي الفريق البيضاوي، تفادي الهزيمة بأكثر من هدفين بالكونغو، علما أن مازيمبي لم يخسر بملعبه في المسابقات القارية لسنوات. إعداد: العقيد درغام وعبد الإله المتقي تصريحات سلامي: لم نتأهل بعد اعترف جمال سلامي، مدرب الرجاء، بأن نتيجة فوز فريقه بهدفين لصفر، في ذهاب ربع نهاية عصبة الأبطال، الجمعة الماضي، ليست حاسمة لضمان التأهل للنصف، على حساب مازيمبي الكونغولي. وقال سلامي في تصريح بعد المباراة، إنه سعد بحضور الجماهير الغفيرة للملعب، إذ ساعدت اللاعبين على بذل مجهودات مضاعفة وتحقيق الفوز، شاكرا كل من حضر المباراة، ومبرزا أنه يعي صعوبة المهمة بالكونغو في مباراة الإياب، في 7 مارس الجاري. وأوضح سلامي أنه سيعمل بجد مع لاعبيه من أجل الاستعداد لمباراة الإياب، موضحا أن مازيمبي فريق قوي ولن يستسلم بسهولة في ملعبه، خاصة أن الفريق الكونغولي مكتمل الصفوف وكل لاعبيه جاهزون بدنيا بما فيه الكفاية. وأضاف سلامي «تسجيل هدف التقدم في بداية المباراة، ساعدنا كثيرا، ومهد الطريق لتحقيق الفوز، وفرض ضغطا على المنافس. أجرينا تغييرين ضروريين بسبب الإصابة، لكن المجموعة ظلت متماسكة». وعن محسن متولي وعبد الإله الحافظي، قال سلامي إنها لم يكونا جاهزين بما فيه الكفاية، شأنهما شأن لاعبين آخرين عائدين توا من الإصابة، لكنهما سيكونان حاضرين في الإياب، وسيمنحان الإضافة في ملعب مازيمبي. ونوه سلامي بمحمد زريدة، وقال إنه كان من أبرز اللاعبين في الملعب، مهنئا كل من ساهم في تكوينه داخل مدرسة الرجاء. مياهو: النتيجة فاجأتني قال بانفيل مياهو، مدرب مازيمبي الكونغولي، إن لاعبي الرجاء كانوا متفوقين على لاعبيه، واستحقوا الفوز بهدفين لصفر. وأضاف مدرب مازيمبي في تصريح بعد المباراة، أن جماهير الفريق البيضاوي لعبت دورا هاما في تحفيز لاعبيها، على أن يستفيد مازيمبي من العامل نفسه في مباراة الإياب، إذ سيكون الملعب ممتلئا بمحبي الفريق. وأوضح مياهو أنه تفاجأ بنتيجة المباراة لأنه لم يكن ينتظر تفوق الرجاء بهذه الطريقة، لكنه متفائل بمباراة الإياب، مشيرا إلى أن لاعبيه قادرون على تجاوز الهدفين والتأهل لنصف النهاية. ودعا مدرب مازيمبي أنصار الفريق، إلى ملء ملعب مباراة الإياب، لتقديم الدعم للاعبيه، من أجل تجاوز عقبة الرجاء، مبرزا أنه يعلم أن المباراة لن تكون سهلة، لكنه يثق في المجموعة التي يتوفر عليها. لقطات أمن تمكن رجال الأمن من ضمان ولوج سلس للجماهير إلى مدرجات «دونور»، إذ لم تسجل أي حالة شغب أو فوضى في أبواب الملعب، قبل المباراة وبعدها. وأمن ما يناهز 3500 أمني مباراة الفريق الأخضر ومازيمبي، إلى جانب القوات المساعدة ورجال الأمن الخاص ورجال الأمن بزي مدني. "درب السلطان" ودعت جماهير الرجاء فصيل «درب السلطان»، الذي أعلن وقف كل أنشطته قبل مباراة مازيمبي، ومغادرته مدرج «المكانة» الشهير. ورفعت الفصائل الأخرى رسائل ود وشكر لأعضاء الفصيل الرجاوي، على كل ما قدموه في سبيل الرجاء الرياضي. جماهير سمح الأمن للعشرات من جماهير مازيمبي، بولوج الملعب قبل بداية المباراة بدقائق، كما وزعوا عليهم قنينات الماء ووفروا لهم كل الظروف لمتابعة المباراة في جو رياضي جيد. وتبادلت جماهير الفريق الكونغولي وجماهير الرجاء التحية، بعد نهاية المباراة، كما رحبت جماهير مازيمبي بجمهور الفريق الأخضر بالكونغو، السبت المقبل. كاتومبي حافظ مويس كاتومبي رئيس مازيمبي، على الطقوس نفسها التي يعتمدها في دخول أرضية الملعب بالكونغو، حين وصل لملعب محمد الخامس لمتابعة مباراة الرجاء وفريقه، إذ ألقت جماهير مازيمبي التحية المعهودة عليه، فيما خصص له مسؤولو الرجاء مكانا في المنصة الشرفية لمتابعة المباراة إلى جانب أعضاء المكتب المسير للفريق الكونغولي. إغماءات تعرض بعض أنصار الرجاء لإغماءات قبل بداية المباراة وأثناءها، بفعل الإجهاد والساعات الطويلة التي قضوها واقفين في مساندة فريقهم. وتدخل رجال الوقاية المدنية في أكثر من مناسبة، لنقل المصابين إلى قاعة التدخلات بمستودعات الملابس، فيما نقل بعض المصابين إلى المستشفى على عجل. أوزال وحنات يحلان أزمة مالانغو تمكن مسؤولو الرجاء من إيجاد حل توافقي مع مسؤولي مازيمبي الكونغولي، قبل مباراة الإياب بين الفريقين، المقررة في 7 مارس المقبل بكينشاسا. واجتمع عبد السلام حنات ومحمد أوزال، الرئيسان الأسبقان للفريق الأخضر، مع مويس كاتومبي رئيس مازيمبي، مباشرة بعد وصوله للبيضاء، الجمعة الماضي، قبل مباراة الفريقين بساعات، بغية إيجاد اتفاق يضمن مشاركة بين مالانغو في مباراة الإياب، والصلح بين رئيس الفريق الكونغولي وجواد الزيات رئيس الرجاء. وحسب معلومات «الصباح»، فإن الاجتماع مر في أجواء جيدة، إذ اتفق الطرفان على توقيع «عقد توأمة» بينهما في مباراة الإياب، مع الالتزام بتوفير كل الظروف المواتية للفريق الأخضر في كينشاسا، على غرار ما حدث في مباراة الذهاب، والاستقبال الجيد الذي لقيته بعثة مازيمبي بالبيضاء. وتابع كاتومبي مباراة الرجاء ومازيمبي، من مدرجات ملعب محمد الخامس، وأكد في تصريح بعد المباراة أن الرجاء لم يحسم التأهل، وأن مباراة الإياب ستكون قوية وحاسمة، وأن فريقه سيحاول تجاوز الهدفين بأي طريقة في الملعب، الذي من المقرر أن يكون ممتلئا بالجماهير. الإصابات عدو الرجاء الأول أكدت الفحوصات الطبية التي خضع لها عمر بوطيب وعبد الرحيم الشاكر، اللذان غادرا مباراة مازيمبي الجمعة الماضي، أنهما لن يشاركا في مباراة الإياب، المقررة السبت المقبل. وتعرض الشاكر لشد عضلي، سيحتاج معه للراحة 10 أيام على الأقل قبل العودة للتداريب، فيما عاودت الإصابة عمر بوطيب لعدم الجاهزية، ولن يشارك في تداريب الفريق الأخضر لأسبوع. وحسب المعطيات الأولى، فإن اللاعبين سيكونان حاضرين في مباراة الرجاء والإسماعيلي، بالبيضاء، المقررة في 15 مارس الجاري، لحساب إياب نصف نهاية كأس محمد السادس للأندية البطلة، وهي المسابقة التي يعول عليها الفريـــــق الأخضـــر كثـــيرا بحـــكـــم عائداتــــهـــا المالية الضخمة (6 ملايير للفائز). وبغياب بوطيب والشاكر، فإنهما ينضافان للاعبين المصابين الآخرين، والذين لن يكونوا حاضرين في مباراة الإياب بملعب مازيمبي، على غرار محمود بنحليب ومحمد المكعازي. نجوم من المباراة زريدة دخل أساسيا هذه المرة، وظهر عليه انسجام مع المهام التي كلفه بها المدرب جمال سلامي، خصوصا في ما يتعلق بالضغط على المنافس، مستفيدا من رشاقته ولياقته البدنية وصغر سنه. وبعد إصابة عمر بوطيب الذي عوض بدوره عبد الرحيم الشاكر، لعب زريدة مدافعا أيمن، ولم يرتكب أي خطأ، واستفاد من المساعدة التي قدمها له حميد أحداد، بعد دخوله. مالانغو رغم الضغوط التي تعرض لها قبل مواجهة فريقه السابق، والحديث عن إمكانية عدم سفره لخوض مباراة الإياب بالكونغو، فإن بين مالانغو حافظ على تركيزه وهدوئه وسجل الهدف الأول للرجاء، وشكل خطورة كبيرة على دفاع مازيمبي. واستفاد مالانغو من قوته البدنية الكبيرة، التي مكنته من كسب أغلب النزالات مع لاعبي المنافس. العرجون أعطى توازنا كبيرا لوسط ميدان الرجاء، ولعب دورا هاما في افتكاك الكرة، وتكسير هجمات الفريق المنافس، وساعده في ذلك تموضعه الجيد، ولياقته البدنية العالية، كما ظهر عليه انسجام كبير مع زميله فابريس نغوما في وسط الميدان. بانون سجل هدفا وزنه من ذهب في توقيت حاسم من المباراة، وقد يكون هذا الهدف مؤهلا للرجاء إلى نصف النهائي. وجاء هدف بانون من هجمة قادها بنفسه، كما أظهر قوة شخصية كبيرة في المباراة، إذ نادرا ما تجد مدافعين قادرين على تقديم الحلول الهجومية في هذا النوع من المباريات، علما أنها ليست المرة الأولى التي يسجل فيها بانون بهذه الطريقة. أحداد توفق المدرب جمال سلامي كثيرا في توقيت إقحام حميد أحداد، إذ أشركه في الدقائق الأخيرة التي تحرك فيها مازيمبي، فلعب أحداد دورا كبيرا في الضغط على مدافعيه لمنعهم من إخراج الكرة، كما أظهر قوة كبيرة في العودة لمساندة الدفاع، خصوصا في الجهة اليمنى. واستفاد أحداد من لياقته البدنية العالية، ومن حماسه الكبير، والذي ظهر خلال فترة إجرائه التمارين التسخينية. تسع ساعات للسفر إلى الكونغو ثمان من البيضاء إلى كينشاسا وطائرة أخرى تقله إلى لوبومباتشي يسافر الرجاء إلى الكونغو الخميس المقبل، لمواجهة مازيمبي السبت، لحساب إياب ربع نهاية عصبة أبطال إفريقيا، إذ سيقضي ثماني ساعات طيران للوصول إلى كينشاسا. وبعد وصول بعثة الرجاء إلى كينشاسا، فإنه سيكون عليها السفر مجددا عبر الطائرة إلى لوبومباتشي، المدينة التي ستحتضن المباراة، والتي تبعد عن كينشاسا ب 2291 كيلومترا. ويجري لاعبو الرجاء أربع حصص تدريب قبل السفر للكونغو، انطلقت أمس (الأحد) إلى غاية بعد غد (الأربعاء)، سيعتمد فيها المدرب جمال سلامي وطاقمه على الإعداد البدني. وبرمج سلامي حصتين بالكونغو، الأولى لإزالة العياء الخميس المقبل، والثانية بملعب المباراة الجمعة المقبل، لاكتشاف عشبه والتعود على حالة الطقس. من جهة ثانية، يواجه الرجاء عراقيل أخرى إلى جانب الإصابات، من بينها الحرارة التي تبلغ في لوبومباتشي 24 درجة، مع نسبة رطوبة مرتفعة تصل إلى 81%، ناهيك عن أمطار عاصفية. وسيكون على لاعبي الرجاء التعود على الظروف هناك، قبل يوم من إجراء المباراة، علما أن مازيمبي فضل لعب المباراة في الثانية ظهرا، من أجل إرهاق لاعبي الفريق البيضاوي، وزيادة الضغط عليهم. وغير مسؤولو مازيمبي عشب الملعب أخيرا، إذ سيلعب الرجاء في ملعب نصفه اصطناعي، لكنه أحسن من النسخة السابقة. 3 أسئلة الساخي: الرجاء تفوق أداء ونتيجة كيف تقيم أداء الرجاء في المباراة؟ الرجاء تفوق أداء ونتيجة، وأيضا على المستوى التكتيكي، وأظهر اللاعبون قتالية كبيرة، وأبانوا روحا جماعية، والفريق عرف كيف بدبر المباراة، خصوصا المدرب جمال سلامي، إذ أن لمسته كانت بادية في جميع أطوارها. وما يؤكد نجاح سلامي في مهمته، أن الفريق استغل الفرص القليلة التي أتيحت له في المباراة، وتمكن من تسجيل هدفين مهمين، والتغييرات التي قام بها كانت كلها ناجحة، إذ لاحظنا كيف ساهم دخول محسن متولي في تأكيد فوز الفريق، بعد التمريرة الجميلة التي أرسلها إلى بدر بانون، ووقع من خلالها الهدف الثاني. ما هو تخمينك بخصوص مباراة الإياب؟ أعتقد أن المباراة ستكون قوية، لأن مازيمبي من أحسن الأندية على الصعيد القاري، وقوته تكمن في ملعبه، وأثناء استقباله بالميدان، ويتوفر على إمكانيات كبيرة من الناحية البشرية والمالية، إذ أنه يضم 50 في المائة من اللاعبين الأجانب. ويتعين على الرجاء الرياضي أن يسجل هدفا مبكرا في مباراة الإياب، من أجل تسهيل مأموريته في العودة بالتأهل من لوبومباتشي، في الوقت الذي سيضغط مازيمبي من أجل إرباك لاعبي الرجاء الرياضي، وإدخالهم في الشك، غير أن الفريق البيضاوي لديه من الإمكانيات والتجربة ما تدفعه للوقوف ندا لنظيره الكونغولي، وأتمنى أن يستعيد جميع عناصره، ويكون حاضرا من الناحية البدنية بنسبة كبيرة. ما هو انطباعك حول الجمهور؟ صراحة الجمهورأكد أنه علامة صعبة في كرة القدم الوطنية والقارية، بل إنه يعد من الأحسن على الصعيد العالمي، وضغطه في مباراة مازيمبي ساهم بشكل كبير في النتيجة التي سجلها الرجاء، والأكيد أنه أربك الفريق المنافس، لأنه من الصعب على أي فريق منافس أن يصمد أمام الضغوط التي يمارسها عليه. والجمهور ساهم في منح الحماس إلى اللاعبين، ودفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم، وخير دليل على ذلك، محمد زريدة الذي لعب مباراة جيدة، وأثبت أن الفريق يتوفر على تكوين في المستوى، بإمكان سلامي الاعتماد عليه مستقبلا، دون الحاجة إلى جلب لاعبين من أندية أخرى. (إطار وطني) أجرى الحوار: صلاح الدين محسن

هكذا استعاد الرجاء هيبته الإفريقية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رسالة رياضية: الرجاء والوداد

اتهامات للفناير ولمجرد بانتهاك حقوق الزاهر

مقالات ذات صلة