مسدسات الشرطة سلاح ذو حدين

آخر الحلول لاستئصال الجريمة إشهار المجرمين سيوفا في وجه رجال الأمن وتمردهم عجل بإطلاق النار لمحاصرتهم يشكل إطلاق رجال الأمن الرصاص على المجرمين والمنحرفين وذوي السوابق، في الآونة الأخيرة، آخر الحلول بعدما استنفدت الشرطة جميع الإجراءات لمحاصرة العمليات الإجرامية التي يقوم بها «المشرملون» وذوي السوابق، والتي تجاوزت المس بأمن المواطنين إلى درجة تعريض حياة الساهرين على الأمن للخطر، أثناء قيامهم بواجبهم المهني. وينبغي ألا تحد الحالات المعزولة والمرفوضة من استعمال السلاح الوظيفي، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، كما لا يجب أن تدفع تلك الحالات إلى تخوف الساهرين على تطبيق القانون من دركيين وأمنيين من إشهار أسلحتهم عند الضرورة القصوى، إذ أنها تبقى وسيلة قانونية لاستتباب الأمن في حدود ما ينص عليه القانون. ومن بين الحالات التي اضطر فيها رجل الأمن إلى استعمال سلاحه الوظيفي لإيقاف المجرمين أو لدرء الخطر الصادر عنهم، ما شهدته عمالة عين الشق بالبيضاء، قبل أشهر من فيلم رعب بطله جانح، هدد بتفجير قنينة غاز صغيرة الحجم وسط حي شعبي آهل بالسكان، معرضا حياة المواطنين ورجال الشرطة لاعتداء خطير. ولجأت الشرطة إلى إنهاء فصول ليلة مرعبة بإطلاق النار على المتهم الذي يقطن بسيدي معروف، بعد إطلاق رصاصات تحذير، واستنفاذها كل المحاولات الرامية إلى محاصرته ومحاولات إقناعه بالتراجع عن تنفيذ تهديداته الخطيرة. واضطر مقدم شرطة يعمل بالفرقة المتنقلة للدراجين بمنطقة عين الشق بالبيضاء، إلى استعمال سلاحه الوظيفي، بعدما أبدى المتهم الذي كان في حالة غير طبيعية، مقاومة عنيفة لمنع عناصر الشرطة من أداء واجبها، إثر اعتدائه على أحد الضحايا بالسلاح الأبيض، قبل أن يهاجمها في محاولة منه للفرار، ولولا تدخل الشرطي في الوقت المناسب لوقع ما لا تحمد عقباه، بعد أن صار من الصعب إيقافه وثنيه عن مواصلة تهديد حياة الشرطة والمواطنين. وفي تفاصيل الواقعة، التي شهدها سيدي معروف بالبيضاء، منتصف ليلة سبت أسود، أن الموقوف عمد إلى ترويع سكان الحي بتخريب سيارة مركونة قرب مسرح الحادث وإلحاق خسائر مادية كبيرة بها، قبل اقتحام منزل، معرضا أحد سكانه لاعتداء بواسطة السلاح الأبيض. وهو ما حدا بالجيران إلى إشعار المصالح الأمنية عبر الخط الهاتفي «19» للإبلاغ عن أفعال المتهم الإجرامية، وتهديداته الخطيرة على النظام العام. وما إن حلت الشرطة بمسرح الحادث، وشرعت في إجراءات الإيقاف من أجل السيطرة على الوضع، حتى فوجئت برد فعل المتهم، بعدما أبدى مقاومة عنيفة، وأشهر سلاحه الأبيض، وحمل قنينة غاز، مهددا إياها لإرغامها على التراجع وعدم اعتقاله. وأثار الجانح فوضى كبيرة، رافضا الانصياع لتعليمات رجال الأمن الذين أمروه بالتراجع ووقف تهديداته، إلا أنه واصل التقدم نحوهم لمهاجمتهم بالسلاح الأبيض وتفجير «البوطا» في وجههم، معرضا حياتهم لخطر وشيك. وأمام حجم الخطر الذي استشعره الأمنيون، استعمل الشرطي سلاحه الوظيفي وأطلق رصاصتي تحذير، إلا أن إصرار الجانح على مواصلة مقاومته العنيفة، اضطر المسؤول الأمني إلى إطلاق ثلاث رصاصات أصابت الجانح في ساقه وبطنه، وهو ما ساعد على إيقافه وتجريده من السلاح الأبيض، و»البوطا» المستعملين في واقعة الاعتداء، قبل أن يتقرر نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفور نجاح عملية التدخل الأمني، تم نقل المتهم إلى المستشفى للعلاج، في انتظار استقرار حالته الصحية لإخضاعه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن جميع الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه. وليست تلك الحادثة هي الأولى التي اضطر ت فيها المصالح الأمنية إلى استعمال أسلحتها الوظيفية، بسبب عدم انضباط ذوي السوابق و»المنحرفين» للقانون وخطورتهم على المواطنين ورجال الشرطة، فبمنطقة الدروة التابعة لنفوذ الدرك الملكي ببرشيد، عاشت العناصر الأمنية التابعة لفرقة الشرطة القضائية بأمن مولاي رشيد بالبيضاء، في الشهر الماضي، ساعات من الجحيم، إثر اعتداء دموي على عناصرها من قبل تجار مخدرات ومعارفهم. وتعود تفاصيل الواقعة، إلى انتقال أفراد الشرطة إلى منزل تاجر مخدرات بحي الوحدة بمنطقة الدروة لمباشرة إجراءات إيقافه، بعد أن كشف بحث قضائي تورطه في قضية تتعلق بالسرقة وإخفاء مسروق والاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية. ونتجت عن المواجهة الدامية التي استعان فيها المتهم بإخفاء مسروق بعدد من تجار المخدرات وجانحين، إصابة أمنيين بجروح وتكسير واجهات سياراتهم. وأفادت مصادر متطابقة، أن المتهم المعروف بعدوانيته، لم يتقبل قيام الشرطة بواجبها المهني، فبعد وصول المصالح الأمنية القادمة من حي مولاي رشيد بالبيضاء لمباشرة إجراءات الإيقاف، استنجد بأصدقائه الجانحين، الذين قاموا برد فعل عنيف تجاه عناصرها، عن طريق رشقها بالحجارة ومحاصرتها لعرقلة عملية اعتقاله ولإرغامها على الانسحاب، وهو ما مكنه من الفرار. ولأن عناصر الشرطة وجدت نفسها وسط دوامة من العنف المضاد، كانت ستسفر عن وقوع ضحايا في صفوفها إثر الخطر الوشيك على حياة أفرادها بعد الهجوم الدامي، اضطر أفرادها، لإطلاق ثلاث رصاصات تحذير من سلاحهم الوظيفي، وهو ما انتهى بتحييد الخطر، بينما استطاع المتهم الفرار، إثر استغلاله الفوضى التي عمت مسرح العملية بعد الهجوم الدامي على مصالح الأمن، في حين حجزت الشرطة كيلوغرامين من المخدرات بمنزل المتجر فيها. وشرعت المصالح الأمنية في إجراءات أبحاثها الميدانية لإيقاف المتهم الفار، الذي شكل خطرا على المواطنين، وكذا لاعتقال الأشخاص المتورطين في الهجوم على مصالح الأمن بالحجارة. محمد بها

مسدسات الشرطة سلاح ذو حدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأسيس أول جمعية لمدربي القاعة

السلاح الوظيفي ... أكضيض: مشروع خارج وقت العمل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات