أطاح بـ 70 دركيا وأمنيا وحالة استنفار باستئنافية الرباط أثناء إحضار بارونات دوليين أدانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الاثنين الماضي، خبيرا معلوماتيا بشركة ضواحي البيضاء، بسنة ونصف حبسا نافذا، وبغرامة مالية قدرها 5000 درهم، بعد متابعته في فضيحة تزوير لتغيير هوية زعيم الشبكة الدولية لتهريب المخدرات، الملقب ب"بنهاس" والذي أطاح بما يزيد عن 70 عنصرا من أفراد الأمن الوطني والدرك الملكي وحراس السجون وأعوان السلطات المحلية والبحرية الملكية على الصعيد الوطني. وسقط الخبير المعلوماتي في فبراير الماضي، بعدما أقر البارون، أن الوثائق المزورة وأختام الدولة المزيفة التي حجزت لديه من قبل ضباط بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، مصدرها مستخدم لديه يقطن بالبرنوصي، ويشتغل بمقر شركته بمديونة، المختصة في تصدير الأسماك، وتتعلق الأختام برئيس الجماعة الحضرية الدشيرة الجهادية، بالإضافة إلى ختم يخص مسؤولا رفيع المستوى بعمالة إنزكان آيت ملول، وآخرين في اسم موظفين، كما استفاد "بنهاس" من تغيير هويته الحقيقية للإفلات سنوات من قبضة الأمن. وحسب ما راج بجلسة المحاكمة، كلف البارون الدولي المستخدم قصد تعشير شاحنات ثقيلة، ووافق الموقوف على الأمر فتوجه إلى خريبكة والتقى أخطر تجار السيارات المستعملة والمستوردة من إيطاليا إلى سوق المدينة، بهدف تزوير وثائق الشاحنات دون المرور عبر المساطر الجمركية المعمول بها، وحصل مالك الشركة في بداية الأمر على أربع بطائق رمادية مزورة لشاحنات استعملت في تهريب المخدرات، مقابل 10 ملايين، ما شجعه على الحصول على بطائق أخرى مقابل 75 ألف درهم. والمثير أن الموقوف زور بطائق تعريف وطنية لفائدة البارون قصد تغيير هويته للإفلات من قبضة العدالة، فيما أقر المستخدم أن شخصا آخر هو من زود مدير الشركة بأختام رئيس جماعة الدشيرة، وأن شخصا ثالثا سرقها من سيارة المسؤول الجماعي أثناء وجوده معه داخل السيارة. وشهدت محكمة الاستئناف بحي الرياض بالرباط، الاثنين الماضي، حالة استنفار أمني قصوى، بعد نقل خمسة بارونات دوليين وسط حراسة أمنية جد مشددة، من سجون مدن مختلفة، قصد مواجهتهم بالضباط السامين للدرك، سخرت فيها القيادة الجهوية للدرك الملكي بالرباط، وسائل نقل متطورة، معززة بتشكيلات مختلفة بجهاز الدرك، ووصل ثلاثة بارونات إلى المحكمة من سجون أخرى، قبل انطلاق الجلسة، فيما تأخر وصول البارون "أديب"، ما دفع المحكمة إلى تأجيل الملف إلى الاثنين المقبل، قصد مواجهة البارونات الدوليين بقياد جهويين للدرك ورؤساء مراكز ترابية وقضائية وبحرية، حول علاقتهم المتشعبة، ومواجهتهم كذلك بالمكالمات الهاتفية الواردة بينهم. ووجد الضباط السامون أنفسهم في موقف محرج، بعدما جرى اتهامهم بالتغاضي عن تهريب 856 طنا من الشيرا خارج المغرب، وتبين أن البارون الشهير ب "بنهاس" هرب 361 طنا من الشيرا، كما هرب الملقب ب"أديب" 373 طنا، و البارون "نعايشة" 66 طنا، و"الكبداني" 53 طنا، وأخيرا البارون الشهير ب"الخراز" ثلاثة أطنان، كما أضافت إليها إدارة الجمارك ستة أطنان ونصف التي حجزت بميناء طنجة المتوسط في أبريل 2016، والتي كانت سببا في فضح نشاط الشبكة والعلاقات التي كانت تربط أعضاءها، وطالبت إدارة الجمارك من المعتقلين بتعويض مالي باهظ قدره 610 ملايير. عبد الحليم لعريبي