“أشباح” بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء

كان من الصعب تجاوز الباب الرئيسي لمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء، أمس (الخميس) . كان من المستحيل أن لا يصطدم المريض بأسئلة الحراس الخاصين الذين كانوا يمنعون كل من اقترب منهم من دخول المستشفى. ليس لأنهم يتعمدون ذلك، إنما التعليمات التي تلقوها أجبرتهم على الأمر، بعد أن قررت أربع نقابات تمثل قطاع الصحة خوض إضراب عن العمل من أجل تحقيق مطالبها.جملة واحدة كان يكررها أحد الحراس الخاصين في كل مرة "كاين الإضراب... حتى طبيب ما كاين في الصبيطار ... حتى غدا ورجعوا"، هذه الجملة ترددت أكثر من عشر مرات في الدقيقة الواحدة، إلا أن إصرار المرضى على تجاوز الباب الرئيسي للمستشفى، جعل حارسا آخرا يرددها مرات أخرى حتى يستوعبوها "بعض المرضى يصرون على الدخول، من أجل ذلك نسمح لهم بذلك ليتأكدوا بأنفسهم أن الشغيلة في إضراب عن العمل، ما فيا ما نصدع راسي معاهم هاد النهار"، على حد تعبير الحارس. المرضى الشاحبة وجوههم يقفون وراء الباب الرئيسي للمستشفى وآخرون لم يقووا على الوقوف اضطروا إلى أن يجلسوا القرفصاء بالقرب من بابه، رغم كل ما أكده الحراس الذين أقروا أن جل الأطباء مضربون عن العمل، الأمر الذي جعل الكثير منهم يعودون أدراجهم، متسائلين عن السبب الذي جعل الأطباء يقررون ذلك ويضربون بمصالح المرضى عرض الحائط.المفاجأة التي تلقاها المرضى، صباح أمس (الخميس)، بعد أن توجهوا إلى المستشفى، لم تكن سارة. كانت صدمة كبيرة للبعض منهم، سيما الذين انتظروا هذا اليوم لإجراء بعض الفحوصات "الله ياخد فيهم الحق شحال وانا كنتسنى في هذا النهار باش نشوف الطبيب ومللي جيت لقيتهم في إضراب... هادا ما شي معقول... خصهم يفكرو في المرضى... كون كانوا عندنا الفلوس والله ما يشوفو وجهنا، ولكن الوقت جبتنا بين اديهم"، وأضاف رجل في الخمسينات من عمره أن "الأطباء يهتمون فقط بمصالحهم ويتجاهلون مصالح المرضى".امرأة أخرى كانت في صدمة بسبب الإضراب الذي خاضته شغيلة قطاع الصحة، إذ أكدت أنها اتجهت إلى المستشفى في الساعات الأولى من أمس (الخميس)، مشيرة إلى أنها من كثرة "حزنها" ودهشتها بسبب الإضراب، لم تقو على مغادرة باب المستشفى "فشلو ليا رجلي... ولكن ما عندي ما ندير غادي نرجع بحالي".تعاليق المرضى الممنوعين من دخول المستشفى كانت متباينة ومختلفة. البعض منهم احتج على الطريقة التي يُعامل بها المريض، معتبرين أن كل هم المسؤولين الإدلاء بتصريحات لا تجد طريقها على أرض الواقع، فيما البعض الآخر اعتبر أن من حق شغيلة القطاع الخاص المطالبة بحقوقها، شرط أن لا تشل المستعجلات، باعتبار أن ذلك من الممكن أن يخلق الكثير من المشاكل وتكون عواقبه وخيمة "الاحتجاج والإضراب هو للي نافع مع المسؤولين"، على حد تعبير أحدهم. إيمان رضيف

“أشباح” بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حديث الصباح: المغرب والنماذج الديمقراطية

زيادة في أسعار اللحوم الحمراء مع اقتراب رمضان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات