فاس والكل في فاس :

"صنايعي" بنى قنطرة خشبية لمرور موكب ابنته العروس حين يصل «الصنايعي» عبد العالي السليفي، في جولته الافتراضية، إلى درب «بوحاج» وقنطرة اللباطة الكبيرة وتلك ل»بوروس»، يفضل الحديث عن قناطر فاس العتيقة، وسر تسميتها، انطلاقا من قنطرة حي الرصيف، التي «دمرت حين إنجاز الطريق الجديدة»، دون أن تنجح جهود إلى إعادة الروح إليها. ويشير إلى أن أول قنطرة بنيت بالمدينة القديمة بفاس، هي «قنطرة الطرافين» ، وحجته اللوحة الرخامية المثبت عليها ذلك وبناها من المولى إدريس الأزهر، الذي قال إنه لما دخل فاس، بنى أيضا، قنطرة «بين المدن»، للفصل بين عدوتي المدينة، في الموقع الذي يعرف بالاسم نفسه أو «سيدي بومدين». يحكي الرجل أن فلاحي منطقة بني مطير، كانوا ينقلون «الخرشوف» من منطقة تازة، إلى فاس ويبيعونه في موقع بنيت عليه قنطرة «الخراشفيين»، نسبة إلى هذه التجارة الرائجة حينها على غرار عدة أنواع تجارية ومهن اشتهرت بهم فاس، إلى درجة إقامة عدة سواق كل واحدة خاصة بحرفة.ولعل أغرب رواية حكاها الرجل، تلك المتعلقة بكيفية بناء قنطرة «شرقات» بالخشب، من قبل «عباد» أمين النجارة، في ليلة زفاف ابنته، لتسهيل تنقل موكب عرسها بين حيي القلاقليين وبورجوع، عوض مرورها وسط الوادي، إذ جمع «أهل الحرفة»، وجندهم في بنائها، في زمن قياسي. ويزكي الباحث سعيد العفاسي، هذه الرواية، متحدثا عن «قنطرة بنطاطو» التي بناها العالم أحمد الشاوي، و»يقال إنه وضع ياقوتة بها كي تنير طريق الناس»، ذاكرا بدوره، «بوروس» و»الخراشفيين» و»بين المدن» و»الطرافين» و»وادي الزحون»، ضمن أهم القناطر التي اندثر بعضها ولم تعد سوى «أشلاء». ويحكي سعيد غير الراضي على مآل العديد من المعالم التاريخية بالمدينة العتيقة، (يحكي) أن المجوس كانوا يتعبدون في قنطرة «كهف الوقادين»، قبل أن تقام عليها حومة الرصيف، فيما يذكر عبد العالي السليفي، أيضا اسم قنطرة «بوعجارة» الفاصلة بين حيي باب الحديد وبوعجارة. يعود السليفي حين إنهائه حديث القناطر، إلى فندق اللباطة، ليكشف عن أول محل اختص في إنتاج التبغ وترويجه، أو ما عرف ب»الصاكة»، التي تحولت حاليا إلى «بازار»، قبل أن يواصل الرحلة في اتجاه قنطرة بوروس، و»فران كويشة» و»المنية» الأولى والثانية، أو «الحانوت بين الدروبة» كما وصفها. وينهي هذا الشيخ الذي يتوفر على ذاكرة قوية، هذه الجولة أو «الهابطة ديال الطالعة»، بالحلول في درب جنان والشرابليين والطرافين، و»انت هواد مع ديك العاقبة كاملة». قال ذلك قبل أن يغير وجهة المسير نحو معبر آخر، انطلاقا من زقاق الماء الذي سمي كذلك، لأن «فيه الكثير من العيون ومنابع المياه». ويورد رواية خاصة عن «عين علو» حين حديثه عنها، بنسبها إلى «عفريت» اسمه علو، كان مسيطرا على العين التي «كان ماؤها يتوزع إلى مولاي إدريس الأزهر»، لكنه يوم غادر المكان، «نشف» ماؤها، فيما يقول العفاسي إن تحريفا طال الاسم، بتغيير معالمه، مشيرا إلى أنها «عين عليون». وتحدث عن أن «عليون» كان شخصا مجوسيا من «قطاع الطرق»، متماديا في تصرفاته الطائشة، إذ عرف بكثرة اعتداءاته على الناس خاصة الفتيات ممن كان يعترض سبيلهن ويغتصب براءتهن، إلا أنه مع دخول المولى إدريس فاس، جند جنوده الذين قطعوا رأسه «وعلقوه» في ذاك الموقع. وبعيدا عن هذا السجال، يواصل السليفي، جولتها انطلاقا من «البوير» أو البئر قليل الماء، الذي «كانوا ف أيام الصيف كيطعلو الماء ويعمروا الخوابي قدامو». هذا «البوير»، يقول الرجل إنه «كيخرج حتى لبرج النور»، في رواية أكدها العفاسي المتحدث عن بئر أخرى في النخالين، تفضي إلى الاتجاه نفسه. وتحدثا عن سرداب أو نفق عميق مار تحت المدينة القديمة على مسافة نحو 10 كيلومترات، يربط بين البرجين الشمالي والجنوبي، كان يخصص للإمدادات العسكرية، إلا أنه «استعمل خلال الاستعمار، زنازين لتعذيب المغاربة»، يقول سعيد الذي أوضح أن أحد البئرين، تحول إلى محل تجاري. حميد الأبيض (فاس)

فاس والكل في فاس :

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مبارك: كنت أهرب إلى العمل من تسلط " سوزان"

فائض مالي ورئيس جديد لرجاء بني ملال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات