جيران مقاهي الشيشة… مدخنون رغم أنوفهم

بعضهم يعتبرون أن الحملات الأمنية "ذر للرماد في العيون" وآخرون اضطروا لبيع شققهم « احنا مدمنين على الشيشة واخا ما كندخنوهاش» يقول أحمد محاولا تسليط الضوء على بعض معاناته مع مقهى تقع تحت شقته، قبل أن يضيف «هاذ الناس، في إشارة إلى صاحب المقهى، ما لقينا لهم جهد». يروي أحمد بمرارة معاناته مع هذه المقهى التي تتسلل رائحتها إلى جميع غرف منزله، بما فيها غرفة ابنه الحديث الولادة ، ويبدو الرجل عاجزا عن القيام بأي شيء من أجل إيجاد حل لهذا المشكل. «طرقنا جميع الأبواب بدءا بالقائد مرورا بالشرطة وانتهاء بالعامل، لكن لا شيء تحقق» يضيف أحمد وهو يعاين بعض الشباب والفتيات يلجون إلى داخل المقهى، قبل أن يضيف بأن الشرطة تقوم بين الفينة والأخرى ببعض الحملات، غير أنها «مجرد مسرحية» الغاية منها إظهار أن الأمن يؤدي واجبه. تمر الحملة وتعود المقهى لتقديم الشيشة لزبنائها. وحتى بعض الوجوه التي عاينها أحمد وهي تقاد إلى داخل سيارة الشرطة خلال حملة من الحملات إياها، تعود لتدخين الشيشة بالمقهى، وكأن لا شيء حدث. صاحب المقهى لا يبالي بشكايات الجيران، والأكثر من هذا فإنه يقول كلاما مفاده أنه ذو نفوذ قوي، وأن كل المحاولات لثنيه على تقديم الشيشة إلى زبنائه لن تنفع، وما على الجيران إلا الاستسلام للأمر الواقع. البعض اضطر إلى بيع شقته، وآخرون، ومن بينهم أحمد لم يفلحوا في ذلك، خاصة أن الراغب في اقتنائها سرعان ما يتراجع، بعد أن يستنشق رائحة الشيشة داخل غرف الشقة، ويكتشف أن مصدرها المقهى الموجودة في الأسفل. الأمر لا يقتصر على روائح الشيشة التي تقتحم البيوت، بل إن أبناءهم المراهقين معرضون بدورهم لأن «يبتلوا» بتدخينها، ما دام أنهم يعاينوها يوميا ويستنشقوها ليل نهار، فالمراهق مندفع بطبعه، وما دام شاهد أقرناه يدخنون الشيشة فإن الفضول قد يدفعه إلى تقليدهم. جانب آخر من معاناة جيران مقاهي الشيشة، يتعلق ب»قلة الآداب» من خلال بعض السلوكات الصادرة عن شابات وشباب، والمنافية للأخلاق العامة «شي مرات كيوصل الضحك ديال الدريات حتى لغرفة النوم ديالي» يقول أحد المتضررين من وجود مقهى بجانبه، «بعض الأحيان نغمض أعيننا وفي أحيان أخرى لا نتحمل الموقف ونخرج لندخل في سب وشتم مع مسيري المقهى»، هذا علاوة على لباس الفتيات غير المحتشم وتبادل القبلات وأشياء أخرى. في بعض الأحيان يضطر جيران مقاهي الشيشة، بعد أن يصلوا إلى مرحلة قهر وعجز تام عن فعل أي شيء، إلى القيام بأفعال «صبيانية» أو ردود فعل غير محسوبة، من قبيل السب العشوائي لرواد المقهى أو رشهم بالماء... «كثرة الهم كتضحك» يقول رجل في الستين من عمره، قبل أن يستسلم للضحك، بعد أن تذكر موقفا له علاقة بمقهى الشيشة التي تقع بجوار مسكنه. الحكاية المضحكة ابتدأت حينما توجه إلى المسجد للصلاة، وبينما كان جالسا بدأ شخص يجلس قربه في النظر إليه بطريقة غريبة. دفع الفضول الرجل الستيني إلى استفساره عن سبب هذه النظرات، فرد عليه «واش الحاج كيدخن الشيشة؟» بدت علامات استغراب على محيا الحاج، وأعاد سؤاله عن سبب قول هذا الكلام، فرد عليه بالقول أن رائحة الشيشة عالقة بملابسه، ليجد الحاج نفسه مضطرا إلى تفسير الأمر وإخبار الجالس بجانبه أن الأمر يتعلق بتسرب رائحة الشيشة من مقهى محاذية لمنزله. الصديق بوكزول

جيران مقاهي الشيشة… مدخنون رغم أنوفهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقاهي الشيشة بالصويرة خارج التغطية الأمنية

الشيشة... مدافعون عنها يتشبثون بتطبيق القانون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات