محاكمة مبارك تشعل نيران ثورة ثانية بمصر

المجلس العسكري يخشى الانهيار والثوار يطالبون بالإعدام والإخوان يبحثون عن الرئاسة عاد ثوار مصر، مجددا، إلى ميدان التحرير، وسط القاهرة، ووحدوا هتافاتهم لإسقاط النظام، بعدما فرقتهم دروب السياسة والصراع على كراسي البرلمان والرئاسة. رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن حكم المؤبد على الرئيس المخلوع حسني مبارك بتهمة التواطؤ في قتل المتظاهرين، ركز فقط على أيام الدكتاتورية القليلة للثورة واثنتين من قضايا الفساد المحدودة، متجاهلا 30 سنة من الحكم الدكتاتوري للمخلوع. وقالت عنه "غارديان" البريطانية إن الثورة المصرية متعثرة الخطى اتخذت منحى دراميا جديدا، ف"النشوة الأولية السريعة بالحكم التاريخي (الأول ضد حاكم عربي) تحولت إلى التباس، ثم حنق شديد خرج معه المصريون إلى الشوارع مع سماع تفاصيل وحيثيات الحكم". فهل أحيا الحكم ببراءة نجلي مبارك وكبار المسؤولين في وزارة الداخلية شرارة الثورة ثانية؟لا أحد يملك الجواب في القاهرة، فالسباق نحو الرئاسة خلف جروحا عميقة لم تندمل بعد، إلا أنه ساهم في طي صفحة الاختلافات بين التيارات والأحزاب السياسية، ولو مؤقتا، فخرج آلاف المصريين إلى ميدان التحرير، حاملين لافتات ساخرة تطالب بـ "إدانة الشعب وبراءة مبارك". إنها محاكمة القرن، كما يحلو للفراعنة تسيمتها، إلا أنها انتهت بدراما مصرية بامتياز، ولم تسهم حبكتها إلا في عودة حديث الثورة إلى بدايته، فتشبث الثوار بإعدام الرئيس وإدانة نجليه ومعاقبة مساعدي الوزير الداخلية، خطا أحمر لا يقبل التفاوض أو التنازل الذي اعتبروه وصمة عار في جبين الوطن. لن ينسى المصريون أبدا محاكمة رئيسهم السابق، فاشتعلت البرامج الحوارية نقاشا حادا، ففي الوقت الذي يلتمس الحقوقيون العذر لرئيس هيأة المحكمة الذي وجد أمامه ملفا "وهميا" لا يتضمن أدلة تدين المتهمين، طالب الثوار بمحاكمة ثورية لإنصاف عائلات الشهداء، ووسط كل ذلك تعالت النداءات للالتحاق بميدان التحرير، فانضم مرسي، من الإخوان المسلمين، وحمدين صباحي، مرشح الثورة، وأبو الفتوح، في حين فضل أحمد شفيق الإشادة بالقضاء. إنها الثورة المصرية بكل تفاصيل وأحداثها الزاخمة، فعكس تونس وليبيا أو حتى اليمن، استعصى على المصريين تلمس طريقهم نحو طي صفحة الماضي، حتى أن محمد البرادعي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام صرح قائلا: إن النظام السابق يحاكم نفسه، ومسلسل إجهاض الثورة مستمر بمشاركة القوى السياسية. يشبه ميدان التحرير وسط القاهرة حائط مبكى، فعقب كل قرار أو خطوة لا تروق الثوار تتجه عدسات كاميرات الفضائيات إلى هناك، فتبدأ المواجهات مع الأمن وتنتهي بالاعتصامات، وقائمة جديدة من الضحايا، ونفي الحكومة إصدار أوامر بإطلاق الرصاص، إنها يوميات الثورة التي لم تنته أو لم تبدأ بعد، حسب الثوار المتشددين، إلا أن الحكم الأخير جعل الآلاف منهم يتظاهرون في الميدان في محاولة لإعطاء زخم للثورة إثر الغضب العارم والاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت ما اعتبره المتظاهرون أحكاما مخففة صدرت بحق الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه وعدد من كبار مساعديه. إنها الثورة المصرية بطعم تخوف المجلس العسكري من الانهيار ومن إلحاح الثوار على إسقاط كل النظام وطمع الإخوان في السلطة. خالد العطاوي

محاكمة مبارك تشعل نيران ثورة ثانية بمصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السطو على بنك بالبيضاء

مواجهات دامية بين سكان حيين بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات