الفيزازي : دعاة الحرية منافقون

هناك فئة تريد شرعنة الفساد وتقنينه < هل يمكن أن تكشف لنا كيف ينظر الدين الإسلامي للحريات الفردية؟ < الدين الإسلامي يعترف بالحقوق والحريات ووضع لها مكانة خاصة في المجتمع وبها تستقيم الحياة اليومية. أسمى وأغلى ما يوجد هو الدين والعقيدة ومع ذلك قال تعالى (لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي...). حرية الإنسان في معتقده وأفكاره ومأكله ومشربه وفي زواجه وتنقلاته وإقامته وأسفاره، كل ذلك مكفول في الإسلام ومصون وأساسي. وهذه الأمور هي التي توصل إليها أخيرا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ل 10 دجنبر 1948، أنظر 15 قرنا وهذه المنجزات كانت من البديهيات والأساسيات في الفكر والدين الإسلامي. لا يمكن أن يزايد أحد على المسلمين في حرية المعتقد وحرية التعبير وفي حرية السكن والحركة واللباس وما إلى ذلك...، لكنه وضع الخطوط التي إن تجاوزها الإنسان في حريته سيؤذي الآخرين، ولذلك سنوا قاعدة خطت بماء الذهب "أنت حر ما لم تضر"، الإنسان حر ليفعل ما يشاء لكن في نطاق احترام الآخرين وعدم استفزازهم وإيذائهم، وعدم الاعتداء على حرية الآخرين، بمعنى أنه ليس من الحرية أن تعتدي على حرية الناس. < هناك من يتهم الدين الإسلامي بأنه سبب في وأد الحريات الفردية في عصر الحرية والتطور. ما ردكم؟ < أنا أعرف أشخاصا من "بني علمان" وهم من الفئات التي لا ينقصها شيء في الحرية، إذ يلبسون ما يشاؤون ويقولون ما يشاؤون ويكتبون ما يريدون ويذهبون إلى الحانات الليلية ويشربون من الخمر ما يشاؤون ويعاشرون من النساء في الحرام ما تشتهيه أنفسهم، وكل حياتهم حرية في حرية، ثم يطالبون بالحرية. "علامن كيضحكو؟". ماذا ينقص هؤلاء؟ وهو يسبحون في الحرية وغارقون فيها لكنهم لا يريد للإنسان أن يعيش الحرية كما هي متعارف عليها. هناك فئة تريد شرعنة الفساد وتقنينه. سواء من أعمال قوم لوط التي يسمونها "مثلية" أو الإفطار جهرا في رمضان وسط الشوارع والمطاعم. لكل من يريد الإفطار في رمضان فهو حر في بيته ولا يجوز شرعا التجسس عليه، لكن أن يشرعن ويدعو لما يخالف الدين وقيم المجتمع المغربي المسلم فهذا ما لا يجوز ولن يكون أبدا. < هناك من يعتبر بأن معايير الأخلاق التي يعتمد عليها الإسلام مجرد ذريعة للمس بالحريات الفردية. ما ردكم؟ < هذه ليست حريات وإنما فوضى. هؤلاء الناس لا يفرقون بين الفوضى والاستفزاز والحرية. بل العكس هم من يحاربون تعدد الزوجات وهو شرع الله أولا وحرية ثانيا. يبيحون حرية الزنا واللواط ويحاربون ويدعون إلى تجريم تعدد الزوجات الذي نزل في القرآن العظيم. فمن يحارب الحريات إذا؟ ومن منعهم من الإفطار في رمضان؟ هم أحرار لكن شريطة الابتعاد عن الشارع لأن في ذلك حماية لهم حتى لا يتعرضوا للقتل والاعتداء من قبل متطرف ما. الإسلام عندما يمنع هذا الاستفزاز والعدوان على قيم المجتمع فأول من يستفيد من هذا المنع هم دعاة الحريات الفردية، لأن ذلك فيه حماية لهم. < النقاش الدائر حول الحريات الفردية في المجتمع المغربي هل يمكن اعتباره صراعا بين تيار المحافظين والحداثيين؟ < ليس صراعا ولا أي شيء. وإنما هم طفيليات مثل الأعشاب الطفيلية التي تنبت أحيانا بين الزرع النافع في الحقول. المجتمع المغربي مسلم يحب دينه ومحافظ على قيمه. هؤلاء يمثلون من؟ وما نسبتهم؟ رأينا فئات آمنت بأفكار معادية لرسول الله ولما أنزله الخالق في كتابه، لها أصوات مرتفعة وجهات تدعمها ماديا ومعنويا من الغرب، وهو ما يوحي أن المجتمع المغربي منقسم ولاشيء من ذلك كله. أجرى الحوار : محمد بها محمد الفيزازي * شيخ وعالم دين

الفيزازي : دعاة الحرية منافقون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتفاقية بين قطبي ومكتب المطارات

القانون...فيتو الحريات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات