خطاب “الكوزينة” لم يعد يجدي نفعا

سياسيون يفضحون تناقض بنكيران ويؤكدون أن ما حصله ريع وجد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، نفسه في حرج كبير، بعد حصوله على تقاعد استثنائي يقول منتقدوه إن قيمته بلغت 9 ملايين في الشهر، وبعد التحري، تأكد أن بنكيران سيستفيد من راتب رئيس حكومة مدى الحياة، وهو ما يعادل 78 ألف درهم. ويحاول بنكيران تسويق صورة عنه بأنه "فقير معدم"، مع أنه رجل ثري يملك مؤسسات تعليمية، ويشترك مع شقيقه بالقنيطرة في بناء العمارات الشاهقة. وأثار بنكيران ضجة عارمة وسط المغاربةـ وبالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب خروجه الإعلامي الأخير الذي علق فيه على قيمة تقاعده، بعدما أكد، في كلمة أمام شبيبة العدالة والتنمية بالخارج، تم بثها على "فيسبوك"، أن الملك هو من أمر بتسوية وضعيته وتمكينه من تقاعد استثنائي، بظهير ملكي، بعدما علم أنه لم يعد يتوفر على أي مورد عيش. وفي سياق التفاعل السلبي لحصول بنكيران على تقاعد استثنائي مريح، اتصلت "الصباح" بقياديين في أحزاب سياسية، أجمعوا كلهم على وقوع رئيس الحكومة السابق ومعه حزبه في تناقض صارخ على مستوى الخطاب والممارسة. وفي السياق نفسه، قال جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إن المعاش الاستثنائي الذي حصل عليه بنكيران، وضعه، رفقة أتباعه، في موقف حرج جدا، بغض النظر عن قوله إن جلالة الملك، هو الذي منحه له. وقال جواد إن تصريحات بنكيران المتكررة، وخرجات بعض أتباعه المخلصين، والمقالة الصادرة بعنوان "استعارة اليوسفي"، تؤكد بالملموس أنهم يشعرون بحرج كبير، ولم ينجحوا في تبرير حصول كبيرهم على هذا المعاش الاستثنائي، لأن في ذلك تناقضا صارخا بين كل الشعارات التي رفعوها، على الأقل ابتداء من 2011، وبين الواقع الذي أصبحوا عليه اليوم من تعدد للتعويضات والرواتب الدسمة والعلاوات والامتيازات المختلفة، وهو ما يجعلهم في موقع من يقول الشيء ويفعل نقيضه، والقرآن الكريم صارم في الحكم على مثل هؤلاء بقوله تعالى "كبر عند الله مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون". من جهتها، قالت خديجة زومي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، إن بنكيران "يقول شيئا، ويأتي بنقيضه"، واصفة ما حصل عليه من معاش استثنائي بـ "الريع". وتساءلت: كيف سمح بنكيران لنفسه أن يزعم انه أصبح "فقيرا"، ولا يجد ما يكفي من مال من أجل مواجهة تكاليف ضيوفه؟، مؤكدة أن التبرير الذي ارتكز عليه للحصول على معاش استثنائي غير منطقي على الإطلاق، والدليل أنه يستفيد من معاشات التعليم والبرلمان والوزراء. وقالت الزومي إن بنكيران وقع في تناقض صارخ بين الخطاب والممارسة، إذ عمل على حماية من كان يصفهم بالعفاريت، ودمر الفقراء والطبقة المتوسطة، وها هو اليوم ينال معاشا استثنائيا "بوجهو أحمر". وقال عبد النبي العيدودي، رئيس المجلس الوطني لحزب البيئة والتنمية المستدامة، إن بنكيران لديه مشاريع تدر عليه أرباحا كبيرة، وبدل أن يتحدث عن طرق أنجع لتنمية البلاد وتحريك عجلات الاقتصاد، نتفاجأ به يتحدث عن "الكوزينة" و"مالقيت ما ناكل أنا والضيوف ديالي"، وكل هذه الخطابات الشعبوية، أصبح المواطن المغربي يرفضها، وأن المغاربة وقع لهم إشباعا منها، ويريدون رجالات دولة قادرين على تجويد القطاعات الاجتماعية، التي يعانون بسبب خصاصها، نظير الصحة والتعليم والسكن والشغل. وقال رئيس المجلس الوطني لحزب البيئة المرشح لشغل منصب الأمانة العامة للحزب نفسه في المؤتمر الوطني المقبل، إن "بنكيران متورط في الريع بسبب هذا المعاش الاستثنائي، وإن الصورة الطهرانية التي رفعها رفقة إخوته من أجل الحصول على المقاعد الحكومية، وتدبير الشأن العام، سقطت وتعرت، بسبب اغتنائهم اللامشروع، وابتعادهم عن الخط الإيديولوجي الذي ظهروا به للوجود في أول وهلة". عبد الله الكوزي

خطاب “الكوزينة” لم يعد يجدي نفعا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابات تحاصر 200 شاحنة بـ "الكركرات"

بنعبد القادر يطرح نموذجا جديدا للإدارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات