“لاكريم”… جريمة عالمية من صنع مغربي

المصالح الهولندية المختصة تمكنت من الوصول إلى أحد المتورطين الرئيسيين في الهجوم المسلح أماطت جريمة مراكش التي استهدفت مقهى "لاكريم" بأرقى أحياء المدينة الحمراء في 2017، والتي ذهب ضحيتها عن طريق الخطأ شاب في مقتبل العمر وإصابة شخصين آخرين، على يد مواطنين هولنديين أحدهما يتحدر من جمهورية الدومينكان والثاني من جمهورية سورينام، (أماطت) عن حقيقة مفادها أن الجرائم العالمية هي من صنع مغربي. ومن خلال الجريمة التي تم تنفيذها على طريقة أفلام "الأكشن"، ظهرت حقائق صادمة من بينها أن المتورطين تجمعهم علاقات متشعبة مع "مافيات الكوكايين" في المغرب ومجموعة من الدول الأوربية، فالمعتقلون لهم سوابق قضائية عديدة، ولهم ارتباطات مباشرة بقضايا الاتجار الدولي في المخدرات، والاختطاف واحتجاز الرهائن والمطالبة بفدية مالية والسرقة بواسطة السلاح ومحاولة القتل العمد، وهو ما جعل عملية القتل التي كانت تستهدف صاحب مقهى "لاكريم" تندرج في إطار تصفية الحسابات بين شبكات لترويج المخدرات على الصعيد الدولي. وبعد سنة وأشهر على ارتكاب مجزرة "لاكريم" بمراكش، تمكنت المصالح الهولندية المختصة أخيرا من الوصول إلى أحد المتورطين الرئيسيين في حادث الهجوم المسلح، إذ أشارت وسائل إعلام هولندية تناقلت الخبر، إلى أن الأمر يتعلق ب (ز. ر) الشريك الأول للمتهم الرئيس في الجريمة رضوان التاغي، مؤكدة أن الشرطة ضبطت بحوزته أسلحة نارية ومخدرات من الصنف القوي، إضافة إلى مجوهرات ثمينة، والتي يحتمل أنها نتيجة عمليات السطو والاغتيال التي كانت ترتكبها العصابة، ومن ضمنها جريمة مقهى "لاكريم" التي كلف بتنفيذها غابرييل إدوين وشارديون جيريكوريو، غير أنهما أخطآ الهدف، وأصابا نجل المسؤول القضائي الذي توفي في الحين، كما أصيبت طبيبة متمرنة كانت في المقهى نفسه. وبشأن زعيم مافيا جريمة "لاكريم" التي حاولت تصفية مالك المقهى، استمع مسؤولون أمنيون مغاربة بأحد سجون العاصمة الهولندية أمستردام، إلى مغربي زعيم مافيا، بصفته العقل المدبر للهجوم بالمسدسات على مقهى مراكش، والذي راح ضحيته عن طريق الخطأ، نجل مستشار بمحكمة الاستئناف ببني ملال، في نونبر 2017. وأكدت المصادر أن الاستماع إلى زعيم المافيا، المتحدر من الشمال، في الثلاثينات من العمر، استمر أسبوعا بناء على اتفاق بين السلطات المغربية والهولندية، إذ تمت مواجهته باعترافات منفذي الجريمة الهولنديين، بأنه من أمرهما بتصفية مالك المقهى مقابل مبالغ مالية مهمة.وأدين زعيم المافيا المغربي من قبل القضاء الهولندي بـ20 سنة سجنا، بجناية الاتجار الدولي في المخدرات وتكوين عصابة وابتزاز وتهديد مسؤولين نافذين بهولندا، قبل أن تقلص إلى 15 سنة، قضى منها 11 سنة داخل السجن. وكشف الاستماع إلى زعيم المافيا المعتقل، معطيات مثيرة، منها أنه أغرى منفذي الجريمة الهولنديين بمبالغ مالية كبيرة، قدرتها المصادر في أزيد من 500 مليون، من أجل تصفية مالك مقهى “لاكريم” انتقاما منه على ما اعتبرها خيانة وغدرا، إذ اتهم الزعيم مالك المقهى باستغلال اعتقاله من قبل السلطات الهولندية، وعمل على التصرف في شحنة مهمة من المخدرات تصل قيمتها إلى الملايير، واحتفظ بالمال لنفسه. وأرسل زعيم العصابة مساعديه إلى المغرب لتقفي أثر خصمه مالك مقهى "لاكريم"، إلى أن تبين أنه يوجد بمراكش، فتم التنسيق مع الهولنديين المعتقلين، لتصفيته وجميع أفراد عائلته، بعد أن عرض عليهما مبالغ مالية مغرية. وما يؤكد صحة هذه المعطيات، تؤكد المصادر إصابة رفيقة الطالب القتيل برصاصة في البطن، إذ قبل تنفيذ العملية، توصل المتهمان بمعلومات من قبل باقي أفراد العصابة، أن مالك مقهى "لاكريم" يوجد بها رفقة شقيقته، وقدمت لهما أوصافهما ومكان جلوسهما، قبل أن يغيرا المكان، ويحل مكانهما الطالب وزميلته في الكلية وصديق آخر، إذ ظن الهولنديان أنهما من العائلة المستهدفة، ليتم إمطارهما بوابل من الرصاص. واعتبر المتهمان أن عملية التصفية نجحت، فقررا الاختفاء لفترة من الزمن بالمغرب، من أجل استهداف باقي أفراد عائلة مالك مقهى "لاكريم"، حسب الاتفاق مع زعيم العصابة، إلا أن التعاطي النوعي لمختلف مصالح الأمن المغربية مع هذه القضية، عجل باعتقالهما وباقي المتورطين في ظرف قياسي. المحاكمة متواصلة مازالت محاكمة أفراد العصابة متواصلة، وهو ما سيكشف عن مفاجآت أخرى، بعد أن قررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش، تأجيل النظر في ملفهم بارتكاب جريمة إطلاق النار على مرتادي مقهى بالمدينة الحمراء إلى 5 فبراير الجاري. ويأتي هذا التأجيل لمنح مهلة لإعداد الدفاع بعد قرار ضم ملف يتابع فيه ثلاثة متهمين إلى القضية الرئيسية المتابع فيها المتهمان الرئيسيان بتهمة القتل العمد باستعمال سلاح ناري، وكذا فسح المجال أمام محامين جدد للترافع في هذه القضية. ويتابع في هذه القضية 16 متهما من بينهم صاحب المقهى والمتهمان الرئيسيان في ارتكاب هذه الجريمة التي استهدفت ثلاث ضحايا بمقهى بالحي الشتوي بالمدينة الحمراء. وتعود وقائع هذه الجريمة إلى يوم 2 نونبر 2017 حينما قام مواطنان هولنديان أحدهما يتحدر من جمهورية الدومينكان والثاني من جمهورية سورينام كانا على متن دراجة نارية من الحجم الكبير، بإطلاق النار اتجاه المقهى مما أسفر عن مقتل شاب لا ذنب له، سوى أنه كان يحتسي الشاي كباقي الزبناء. محمد بها

“لاكريم”… جريمة عالمية من صنع مغربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سفراء الإجرام ... مهاجرون "زعماء" أخطر مافيات أوربا

سنة لمغرر بتلميذة بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات