تجزئات وهمية استنزفت جيوب ضحايا بفاس

جمعيتا تجار لافيراي ومتطوعي المسيرة الخضراء نصبتا على المئات تحولت المشاريع العقارية الوهمية، طعما ووسيلة ناجعة للكسب الوفير، يستعمله نصابون للإيقاع براغبين في امتلاك قبور دنياهم بأسعار مشجعة، قبل أن يستفيقوا على كوابيس سقوطهم ضحايا ثقتهم العمياء في من ائتمنوهم على أموالهم، دون أن تنفع شكاياتهم إلا في سجن المتورطين غير الكافي لاسترجاع أموالهم. عدة حالات شهدت مختلف محاكم المنطقة الشمالية الشرقية، عليها في فترات مختلفة، ضحاياها من فئات اجتماعية مختلفة بينهم قضاة ومحامون ورجال أمن وتعليم أغرتهم مواقع وثمن بقع أرضية بتجزئات لا وجود لها إلا على الأوراق وفي مخيلة من أبدعوها وسيلة للنصب والاحتيال ومراكمة الثروة بطريقة شاذة. « مرت ست سنوات على انخراطنا بودادية للسكن، ودفعنا ملايين السنتيمات، وإلى اليوم لم تحل قضيتنا ولا رأينا سكنا» هكذا عبر متضرر من مشروع سكني وهمي لم ير طريقه إلى الوجود، رغم صيحات الغضب التي أطلقها المتضررون ممن طرقوا كل الأبواب، أملا في استرجاع أموالهم، قبل تشكيهم للقضاء. بعدة أحياء خاصة بمقاطعة زواغة بفاس، نبتت تجزئات مماثلة ضحاياها بالعشرات ممن لجأ بعضهم للعدالة طمعا في إنصاف مؤجل، ومنهم ضحايا مسؤولي جمعية تجار قطاع الغيار المستعملة (لافيراي) جروهم للمحكمة إثر شكاية اتهمتهم وموثقة بالنصب والتزوير في وثيقة إدارية وانتحال هوية أو اسم غير اسمه. سبعة أشخاص بينهم رئيس الجمعية ونائبه ومسؤولون بها، وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بعد متابعتهم في حالة سراح مقابل كفالات متفاوتة، بداعي إحداثهم تجزئة سكنية بدون ترخيص بقطعة أرضية محاذية لبنسودة، وتقسيم أرض فلاحية بدون موجب قانوني والتصرف بسوء نية في مال مشترك. نحو مليار سنتيم مجموع ما أداه منخرطون بالجمعية وتسلمته الموثقة بالطريقة نفسها لملفات تجزئات مماثلة عرفت طريقها للمحاكم، ومنها تجزئة بحي النجد بكرسيف تولت بناءها ودادية، موضوع شكايات كانت سببا في اعتقال مسؤولها المتهم بالتصرف العشوائي في عدد البقع الأكبر مما يوفره الوعاء العقاري. ولا يقل موضوع تجزئة بصفرو، أهمية من سابقيه، بعدما أحدثها المكتب المسير للجمعية الحسنية لمتطوعي المسيرة الخضراء، قبل اعتقال رئيسها وإدانته بخمس سنوات حبسا نافذا بتهمة النصب، قبل وفاته بالسجن، عكس كاتبها العام الذي أنهى المدة وحوكم بدوره بالتهمة ذاتها في الملف نفسه أمام ابتدائية صفرو. سيناريوهات محبوكة لم يكتف مسؤولو الجمعية، بوعودهم لمنخرطيها بالاستفادة من 10 دراهم تعويضا يوميا والحصول على مأذونيات سيارات أجرة بصنفيها، بل نصب عليهم في مبالغ مالية متفاوتة نظير الاستفادة من بقع أرضية بمساحات مختلفة في موقع على الطريق بين مدينتي صفرو وبولمان، شرع في تجهيزه لإيهامهم. وكي يسهل الرئيس ومن معه، النصب على ضحاياه جلب جرافات وشرع في تسوية هذه الأرض استعدادا لتجهيزها كي يكسب ثقة المنخرطين ومقتني البقع الأرضية، في حيلة انطلت على الجميع، قبل أن يفاجؤوا بعدم قانونية ما أقدم عليه بتواطؤ مع شخص غريب عن الجمعية، اعتقل في ملف آخر للنصب بمكناس. محاكمة المتهمين رافقها ضغط كبير للمتضررين الذين نظموا وقفات أمام المحكمة، ناهيك عن ضحايا اختاروا عدم الظهور في الصورة، خوفا على سمعتهم وصورتهم، كما في حالات تجزئات سكنية أخرى عادة ما يستغل محدثوها مثل هذا المعطى، لحبك سيناريوهات النصب بتجزيء شكلي يخفي حقيقة نواياهم. حميد الأبيض (فاس)

أقديم: مسؤولية مشتركة

"قبر الحياة" ... حلم يتبخر

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات