ندد فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أول أمس (الأربعاء)، بالنفاق الذي طبع مواقف إسبانيا تجاه بعض الأحداث. وأكد الفريق أن السلطات الإسبانية بمدينة مليلية المحتلة تعاملت بمكيالين مع انتفاضة السكان المغاربة بالمدينة، أواخر أكتوبر الماضي، من جهة، ومع أحداث العيون، من جهة أخرى، إذ في الوقت الذي لم تتورع قوات الأمن الإسبانية في مليلية عن استعمال القوة ضد المواطنين المغاربة الذين تظاهروا ضد التهميش والإقصاء، ظلت أطراف إسبانية تستنكر ما أسمته استعمال القوة في تفكيك مخيم كديم إزيك. وأثارت فتيحة العيادي، عضو الفريق، انتباه الرأي العام الوطني والدولي إلى أن السلطات الاستعمارية بمليلية المحتلة تدخلت بقوة لتفريق المتظاهرين إبان انتفاضة المغاربة بمليلية، في خرق سافر لحقوق الأفراد، مستعملة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين، كما أن السلطات الإسبانية بالمدينة منعت وسائل الإعلام المغربية من دخول مليلية، في الوقت الذي استنكرت منع السلطات المغربية لصحافيين إسبان مارسوا التضليل والافتراء وروجوا الأكاذيب، من دخول مدينة العيون، باسم احترام حرية التعبير والممارسة الصحفية.وطالب فريق "الأصالة والمعاصرة"، الحكومة بتسليط الضوء على تدبيرها لملف مغاربة سبتة ومليلية، الذين فجروا الانتفاضة ضد السلطات الاستعمارية بالمدينتين. وقال أحمد توهامي، عضو الفريق، إن الموضوع يتعاد إثارته في كل مناسبة تشتعل فيه فتيل الاحتجاجات داخل المدينتين المغربيتين جراء الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها سكانها من أصول مغربية. في هذا السياق، قالت لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن الحكومة تتعامل بحكمة وحزم مع موضوع سبتة ومليلية المحتلتين. وأضافت الوزيرة، جوابا عن سؤال شفوي بمجلس النواب طرحه فريق الأصالة والمعاصرة حول انتفاضة مغاربة مليلية المحتلة، أن الوضع متوتر بالمدينتين السليبتين، وقابل للانفجار في أية لحظة، بسبب المعاناة المتزايدة لسكانها المسلمين من أصل مغربي الذين يشكلون 40 في المائة من مجموع السكان، مع وضعية اجتماعية بالغة الهشاشة، إذ هم أكثر عرضة للبطالة والإقصاء في جميع المجالات، كما أن غالبيتهم يقطنون في أحياء هامشية. وأوضحت الوزيرة أن الحكومة لا تتوانى في إثارة موضوع مليلية وسبتة مع الجهات الإسبانية، وفي المحافل الدولية، مبرزة أنها (الحكومة) تعمل أيضا على المطالبة بضمان الحماية الضرورية لأرواح وممتلكات السكان المغاربة بالمدينتين المحتلتين، طبقا للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية المنظمة لوضعيات الأشخاص على أراض متنازع عليها، علما بأن المغرب بمختلف مكوناته ما فتئ يطالب بإنهاء هذا الوضع الذي يعتبره مؤقتا، واسترجاع سيادته على المدينتين المحتلتين. وأكدت الوزيرة، أن الحكومة تتابع عن كثب انتفاضة سكان سبتة ومليلية السليبتين، و”التي جاءت نتيجة تراكم عدد من الأحداث والممارسات المجحفة من طرف السلطات الإسبانية تجاه السكان الأصليين، والتي فجرها الإقصاء من فرص الشغل”. وقالت أخرباش إن تخوف الحكومة المحلية من الارتفاع الديمغرافي للمسلمين بكل من المدينتين، جعلها تستقطب مواطنين إسبان من مدينتي مالقة وألميرية، وتمنحهم فرصا للشغل والاستقرار بهدف إعادة التوازن، في نظرها، إلى المدينتين.وشددت كاتبة الدولة على أن أبناء مدينتي سبتة ومليلية السليبتين مغاربة يتوفرون على الجنسية ووثائق الهوية المغربية، بفعل انتمائهم إلى أراض بقيت محتلة بعد حصول باقي التراب المغربي على استقلاله. جمال بورفيسي