“من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة”

< كيف ينظم الإسلام علاقة المسلمين بمن يخالفونهم العقيدة؟ < يخص الدين الإسلامي الأجانب عنه بمعاملة خاصة ويحيطهم بضمانات ويوصي بحسن معاملاتهم، وذلك واضح من النصوص الشرعية، ويصطلح على الأجانب عن الدين الإسلامي بأهل الذمة أو المعاهدين. ومن النصوص المشهورة الحديث النبوي الصحيح "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة"، وتتضح العناية التي يخص بها الإسلام الأجانب عنه، أيضا، من تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم تجاههم، إذ طالب بالبر بشيخ يهودي فقير، متسائلا كيف تأخذون منه الجزية في شبابه وتتجاهلونه في كبره؟ وحث على العناية به. ومن القصص المشهورة، التي توضح سماحة الإسلام تجاه من لهم معتقدات مخالفة للدين الإسلامي، أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وذرعه رهينة عند أحد اليهود مقابل كمية من القمح وفي روايات أخرى طعاما اشتراه من عنده. وتساءل العديد لماذا الرسول رهن عند يهودي، في حين كان يمكن أن يتعامل مع مجموعة من الصحابة؟ فاهتدى البعض إلى أن لجوء الرسول إلى اليهودي بدل الصحابة فيه تشريع بجواز التعامل معهم، بمثل ما يتعامل به المسلمون في ما بينهم. < كيف تفسر الحقد والغل الذي يحمله بعض المنتسبين إلى الدين تجاه الأجانب يصل إلى حد القتل؟ < لا يمكن لأي مسلم على علم بما جاء في القرآن والسنة ومدرك لغايات الشريعة أن يخالفهما، وعليه فإن هؤلاء المجرمين الذي يروعون الأبرياء ويزهقون أرواحهم باسم الجهات لا علاقة له بالدين الإسلامي، علما أن هؤلاء في الغالب يعانون الجهل ولا يتوفرون على أي مؤهل تكويني. لذا، فإنهم لا يتصرفون من منطلق ديني، بل بدافع الحقد على المجتمع لأنهم يتحدرون في الغالب من مناطق مهمشة ويعانون الفقر، فيتحول ذلك إلى نقمة على الجميع، إذ لا يفرقون بين أجنبي ومسلم، فعندما يهمون بتنفيذ أعمالهم الإجرامية لا يفرقون بين مسلم وأجنبي، علما أن الأجنبي، مثل السائح، لا فرق بينه وبين المسلم لأنه يعتبر وفق الشريعة معاهدا الذي حرم الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة على من قتله. فالسائح عندما يدخل إلى المغرب فهو في حكم المعاهد، الذي حتى وإن كانت بلده في حالة حرب مع البلد المضيف، فإنه يحرم قتله، كما أن الأمر بالقتل يظل في يد ولي الأمر وليس بيد الأفراد. < ما السبيل إلى القطع مع هذه السلوكات الشاذة على المجتمع؟ < هذه الانحرافات التي نلاحظها مردها إلى الجهل بالإسلام وبتعاليمه السمحة، لذا يتعين التركيز على جانب التثقيف والتعليم وتوعية الشباب بحقيقة دينهم والعمل على تنقية الدين من هذه الشوائب الدخيلة عليه. ومن أجل ذلك على الدولة أن تفتح المجال إلى العلماء الحقيقيين لتوعية الشباب، بالموازاة مع برامج للإدماج لتفادي وقوع شبابنا في أيدي المجرمين الذي يحرفون الكلم عن مواضيعه لتحقيق مآربهم. * دكتور متخصص في الحركات الإسلامية وأحد شيوخ السلفيين المعتقلين سابقا أجرى الحوار: عبد الواحد كنفاوي

“من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المراهقون في حاجة للتعبير عن مشاعرهم

حلوى كلاصي بالشكلاط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات