درك وشـرطـة وقـضـاة مـتـورطـون

رجال دولة أقسموا ليعلو صوت الحق ويسمو القانون فكانوا أول من ينتهك حرمته نجد الأعذار، الواحدة تلو الأخرى لمحتال تفنن في النصب على مواطنين عزل، وللص استحوذ على ملايين الدراهم والحلي والمجوهرات، كرها بترويع المارة حينا والتهجم على بيوت الناس أحيانا أخرى، حتى أننا قد نتفهم أسباب قتل النفس التي حرم الله، ونضع لذلك آلاف الاحتمالات والمبررات. واقع الجرائم في المغرب تقشعر له الأبدان، ويزيد من ترسيخ اللاأمن في البلاد، لكن الكارثة الأعظم عندما نكتشف أن من يرتكب هذه الجريمة أو تلك، هو رجل شرطة، أو دركي، وأحيانا قاض أو محام تورط في القضية وتناسى القسم الذي أداه، فكان عوض أن يحمي القانون ويحرص على سلامة تطبيقه، أول من يخرقه، لينسجم بذلك مع المثل الشعبي "حاميها حراميها".كثيرة هي القضايا والملفات التي طفت على سطح الأحداث، وأسالت الكثير من المداد، وكان أبطالها حماة القانون "المفترضين"، والذين تؤكد كل الوثائق الرسمية على "نبل وظائفهم". قضاة وأمنيون أقسموا بالأيمان ليعلو صوت الحق وأقسموا ألا شيء أو أحدا يسمو فوق سلطة القانون، فكانوا أول من ينتهك حرمته. ملفاتهم فاحت رائحتها، وذاع صيتها ليتصدر صفحات الجرائد, دخلت أروقة المحاكم، وانتهى بعضها بالحكم بالإدانة، والبعض الآخر ما زال في انتظار صدور الحكم. جرائم اغتصاب وسرقة ونصب وارتشاء ومخدرات وتهريب، تبعث على الغثيان، ليس لأنها جديدة على مجتمعنا، ولا غريبة عن أجمل بلد في العالم، فنحن للأسف اعتدنا عليها، لكن لأن مرتكبيها هم أول من نهرع إليهم ونشكو لهم ظلما طالنا, هم أول من نستنجد به ونحن واثقون من أنه سينصفنا ويحقق العدالة لنا، فنجد أنهم أول من يصوب سهامهم ضد العدالة ويمارس سلطة "الشطط"، التي يبدو أنها الأسمى في بلد ارتأى رجال القانون التخلي عنه –القانون-.أن يتحول رجال أمن وقضاة إلى مجرمين ومرتشين، يحسبون أن الأجهزة التي يعملون بها سلطة لا وظيفة، لا يعني أن كل من يعمل في الجهاز الأمني، شرطيا كان أم دركيا، أو ينتمي إلى سلك القضاة أو المحاماة، فهو مذنب ومتورط بالضرورة، فما يزال هناك من يلتزم بقسم أداه، ويسعى إلى إحقاق العدالة، ويبعث على الأمل في نفوس مواطنين يضعون أيديهم على قلوبهم كلما وطئت أقدامهم دار العدالة، هل ستعيد لهم حقهم الذي أهدر؟ وينتظرون متى تنقشع سحابة الرشوة وتشرق شمس قوة القانون. هجر المغلي

درك وشـرطـة وقـضـاة مـتـورطـون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رجال القانون الخارجون عنه لا يعانون اضطرابات نفسية

"أشرار" في أزياء حماة الوطن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات