مسار: يوسف لبدك…على مشارف حرقة المشهد التشكيلي

قد يكون يوسف لبدك، الذي يمشي عزلة ألوانه الضاجة على خط نار المشهد التشكيلي، فنانا مؤجلا، بحكم تعثره في دم شبابه لغاية إدراكه لحرقة هذا الدم وهو يلتهب ويغلي في الشرايين، على خلفية دبيب أحاسيسه المرهفة وشاعرية رقيقة معلنة، لا تحتاج إلى برهان كشهد العسل. ربما كان مهووسا بالتعاطي مع خيمياء الألوان، الكتابة المسبوكة بمعنى من المعاني بقول ما لا يقال، والتي تليق، وهو يغرد من خلالها لكينونته، عالمه الخاص المشرع على العالم، واضح من خلال مخلوقاته/لوحاته أنها تلملم نموها الخفي، سعيا لإدراكه صفة الخلق- الإبداع في اكتمال نضجه، الممهور بجماليات المساءلة والإدهاش وبالتالي إيقاظ فتنة الوعي كضرورة فنية واجتماعية وثقافية.لا أعرف حدود تمرد أرواح مخلوقاته/لوحاته، من نزقها المدموغ بفتوة العمر سعيا باتجاه نضج معقلن كامن. ما أعرفه على مستوى المصافحة البصرية الأولى، هو هذا الاختراق للتنميط كلما تعلق الأمر بترتيب مفردات كينونة اللوحة/ألوانها والاحتكام من بعيد إلى ما يشبه هويتها/هويته، المشغولة أو المشفوعة بمؤشرات خصوصية قادمة أكيد، ولعل ذلك يتأتى له من موقع اختيار التجريد كحقل للاشتغال، يستجيب وبنية نظام تفكيره، أي يتطابق بشكل معلن من غير معلن وتماهية حد الانصهار المضمر ومساحة أوسع لحرية تليق وآليات تدبيره لشؤون عوالمه، هذا الاختيار العفوي، ربما، أو البكر/التجريب، يضعه فنيا داخل الاشتغال على متواليات المحو، على اعتبار أن اللوحة الجاهزة، المحنطة وفق هدي كراسي الدرس أو النظرية الأكاديمية من غيرها لا تليق به.على أي حال هي فورة دم، مبدع شاب، يشتغل وفق هدي الإنصات لمجرى دمه الموصول بمعنى وجوده، وهو ما يعني بشكل أو بآخر، أن لوحاته/مخلوقاته، لهاث فني يبتغي اللحاق بهذا المعنى الوجودي وبالتالي القبض عليه.لا تبتدئ اللوحة بالنسبة إلى يوسف لبدك، من القماش ولا الإزميل أو الريشة في اليد، بل إنها تنفتح ممارسة على العنف، على الذاكرة، على مرجعية المحو بغية إنتاج طعوم لذاذات فنية/فواكه غير مسبوقة. لا تبتدأ من بداهة، اليد، بل من مكونات الجسد وما حمل، وربما من المرئيات المجهولة، ومن التاريخ اللامدون واللامكتوب، ولذلك فمن حقه المشروع، حقنا عليه واتجاهه إعلاء شأن راياته-لوحاته الفنية.سلاما وليشربوا فنيا وبصريا إبداعات القادمين من الشباب حين لا مجال لغير "التنافسية" بمنأى عن أشكال الريع الفني المسكوت عنه لغاية اللحظة. التهامي لوليدي

مسار: يوسف لبدك…على مشارف حرقة المشهد التشكيلي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفن التشكيلي بأزمور

جمعيات تلوح بمقاطعة مهرجان الملحون بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات