سفاح الداهومي … قاتل بالتسلسل

ارتكب ست جرائم قتل بلغت حد تقطيع الجثث لم يكن أحد يظن ، أن جريمة قتل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية بمنزل شاطئي بمنطقة الداهومي ببوزنيقة الاثنين الماضي، ليست مجرد عملية سرقة.غير أن المعطيات التي توفرت خلال 72 ساعة الماضية، كشفت لمحققين بسرية درك بوزنيقة بعد قبضهم على المتهمين الرئيسيين في عملية القتل، عن وجود سفاح كان يصول ويجول بالمنطقة وتمكن من قتل، بالإضافة للمواطن الفرنسي، ثلاثة أشخاص آخرين (شاب وفتاتان). والأبشع أنه قتل وخطط للتخلص من جثث الضحايا، عبر دفن جثتين داخل منزلين شاطئيين، في حين نكل بالجثة الثالثة التي قام بتقطيعها قطعا ورمى بها في البحر. "الصباح" تعيد كرونولوجيا الجرائم بكل تفاصيلها. إنجاز: كمال الشمسي في ليلة الاثنين الماضي، كان الجو ماطرا. السكون يدب في الأزقة الموحلة لمنطقة الداهومي الشاطئية، قبل أن يكسره في حدود منتصف الليل صراخ عجوز بلغت من العمر عتيا، تستنجد ببعض الحراس الليليين من أجل نجدتها ونجدة زوجها. اتضح أن العجوز تعرضت للاغتصاب من قبل شخصين، قاما قبل ذلك بالاعتداء على زوجها ذي الأصول التونسية والحامل للجنسية الفرنسية، بواسطة سيوف نالت من جسده وأصابته بعدة إصابات قاتلة لم تمهله للوصول إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله بالمحمدية. حضر رجال الدرك إلى مسرح الجريمة واكتشفوا أن الجانيين قاما أيضا بسرقة محتويات المنزل، بالإضافة إلى سيارة رب البيت التي تركت على بعد 200 متر من المنزل. انطلاق التحقيق مكنت البصمات المرفوعة من السيارة، وملابس ملطخة بالدماء تخص أحد الجانيين تركت بمسرح الجريمة، عناصر الدرك القضائي بسرية درك بوزنيقة، بمعية فرقة من الدرك الجهوي بسطات، من إلقاء القبض عل الجانيين في أقل من 48 ساعة على تنفيذهما الجريمة. ويتعلق الأمر بالمتهم الرئيسي من سكان حي البلوك ببوزنيقة البالغ من العمر 25 سنة، وشريكه الذي تربطه به صلة قرابة ويبلغ 19 سنة، وتبين أنه يحمل جرحا في يده بسبب دخوله في عراك مع الضحية الفرنسي. وتم وضعهما رهن تدابير الحراسة النظرية التي تم فيها الاستماع إليهما في محاضر رسمية كشفا فيها تفاصيل الجريمة التي ارتكباها في حق العجوزين، بالتنسيق مع الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، الذي أمر بإعادة تمثيل الجريمة. إعادة تمثيل الجريمة كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة زوالا من أول أمس (الخميس)، وبحضور الصحافة والإعلام. تم تطويق منطقة الداهومي بعدد كبير من سيارات ودراجات نارية تابعة لعناصر الدرك، إذ تمت الاستعانة بعناصر تابعة لسرية ابن سليمان وأخرى من خارج الإقليم، تأمينا لإعادة تمثيل الجريمة. تزامن الأمر مع هطول أمطار غزيرة منعت المسؤولين الأمنيين من مباشرة العملية التي تأجلت لحوالي 20 دقيقة. ترجل الجانيان من سيارة رباعية الدفع برفقة عناصر دركية مسلحة برشاشات. دخل الجميع إلى المنزل الشاطئي، عندها لحق بهم رجال ونساء الصحافة، قبل أن يعترضهم مسؤول دركي أشار إلى صحافيي القناتين الأولى والثانية بالدخول، وأمر الباقي بالبقاء خارج المنزل، وهو الأمر الذي احتج عليه عدد من الصحافيين، ليتدخل مسؤول آخر ويصرح بأنها تعليمات النيابة العامة. استمرت عملية إعادة تمثيل الجريمة حوالي نصف ساعة، قبل أن يخرج الجميع، في حين غادر الصحافيون المكان احتجاجا على المفاضلة بين الصحافيين. قتل ابن الجيران وخليلته في حدود الثانية عشرة زوالا تلقت "الصباح" اتصالا من مصادر قريبة من الملف، تفيد أن السفاح كشف للمحققين قبيل إحالته على النيابة العامة، جرائم جديدة ارتكبها خلال الأسبوعين الماضيين. وهو الأمر الذي شكل صدمة للمحققين، إذ أطلعهم أنه قتل ابن الجيران البالغ من العمر 34 سنة وخليلته التي كانت تشتغل نادلة بمقهى وتكتري غرفة بحي الأمل، مؤكدا أنه بعد قتلهما دفنهما في مكانين منفصلين. مباشرة بعد هذا التصريح تحركت هواتف المسؤولين وتم إغلاق المنطقة عبر حظر التجول بها، ليدل السفاح المحققين على مكان دفن الجثة الأولى التي تعود لابن الجيران، بمنزل شاطئي كان في ملكية والدته سابقا، في حين دفن جثة الفتاة تحت رمال الشاطئ بجانب منزل شاطئي محاذ للمنزل الذي يخص والدته، ليتم انتشال الجثتين وإرسالهما مباشرة إلى مستشفى الطب الشرعي الرحمة، من أجل إخضاعهما للتشريح الطبي. وبين التحقيق أن أسرة الشاب قامت بتسجيل حالة اختفاء للضحية لدى المصالح الأمنية، كما نشرت عدة إعلانات عبر الوسائط الاجتماعية. الجريمة الأبشع يبقى التصريح الذي أدلى به سفاح الداهومي للمحققين والمتعلق بقتل فتاة لم يتم إلى الآن تحديد هويتها، الأبشع والأغرب في جرائمه، إذ أدلى لهم أنه بعد قتلها قام بتقطيعها إلى قطع صغيرة وتهشيم عظامها، قبل أن يعمد إلى حمل الأجزاء المقطعة ورميها في الجرف البحري المشهور بالمنطقة، الذي سبق وأن غرقت به سفينة حربية تعود للجنرال داهومي، والتي تحمل المنطقة اسمه. ولم تنفع أسئلة المحققين في معرفة هوية الفتاة، إذ ظل السفاح يؤكد أنه لا يعرف هويتها، غير أنه صرح باسم فتاتين سبق وأن شاركتاه جرائمه، ليتم اعتقالهما. ويتعلق الأمر بفتاة من بوزنيقة وأخرى من ابن سليمان، فيما تحدثت أخبار أخرى عن قتله رجلا وابنه اللذين قاما بكراء المنزل الشاطئي منه، قبل أن يقدم على قتلهما ورمي جثتيهما في البحر، كما اعترف الجاني أيضا انه هو من حرق منزلا شاطئيا وسرقة محتوياته. منطقة الداهومي .. تقع عند مدخل بوزنيقة الجنوبي، من جهة المنصورية والمحمدية، سميت المنطقة باسم الداهومي نسبة إلى الجنرال داهومي الذي سبق وأن تاه وسط البحر خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن تحاصر السفينة الحربية وسط الصخور التي تسببت في غرقها. تضم هذه المنطقة أزيد من 500 منزل شاطئي عشوائي بنيت فوق الملك البحري للدولة. جل المنازل لا تتوفر على الماء. كما أن البنية التحتية للمنطقة جد متدهورة وموحلة، ولا يلجها سوى أصحاب السيارات، لبعدها عن الطريق الرئيسية من جهة وعن المدينة بأكثر من خمس كيلومترات من جهة أخرى، كما أن المنطقة لا تعرف انتعاشا سوى في فصل الصيف، حيث يتم استغلال المنازل من قبل أصحابها الذين يقطن أغلبهم خارج المدينة. قصة المنزل كان في ملكية أحد الأشخاص يتحدر من ابن سليمان، والذي تشير مصادر «الصباح» إلى أنه كان على علاقة ما بأم السفاح، التي كانت تشتغل في كراء الكراسي والشمسيات بالشاطئ وتستغل المنزل مقرا للسكن رفقة ابنها، وأن صاحب المنزل قام بتفويته في وقت سابق لشرطي مقابل مبلغ مالي، غير أن أم الجاني رفضت إخلاء المنزل بحجة أنه في ملكيتها، ما اضطر الشرطي إلى سلك المساطر القضائية ورفع دعوى قضائية من أجل إفراغه. وهي القضية التي حكمت بخصوصها المحكمة بتنفيذ الإفراغ، غير أن أم السفاح رفضت تنفيذ الحكم ليتم القبض عليها من أجل تحقير مقرر قضائي وتم الحكم عليها بثلاثة أشهر حبسا نافذا، استوفتها أول أمس (الخميس)، حيث غادرت أسوار السجن المحلي بابن سليمان. أثناء فترة قضاء والدته العقوبة السجنية، أضحى السفاح يستقبل داخله مجموعة من الأشخاص والفتيات، ويسهرون الليل في احتساء الخمور وتعاطي المخدرات. وكان يعتمد على السرقة في توفير الموارد المالية. وأكدت المصادر أن الحراس الليليين كانوا يعلمون بما يقع داخل المنزل غير أنهم لا يبلغون الدرك.

سفاح الداهومي … قاتل بالتسلسل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"السيبة"

هولندا تصعد في ملف شعو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات