جرائم مروعة… قتل وتقطيع

جناة تفننوا في التمثيل بضحاياهم وتصفية حسابات والغيرة أهم الدوافع أعادت جريمة قتل بالمحمدية وتجول المتهم بدوار بها، حاملا رأس الضحية، بهدوء وإشارة ترمز للانتصار، إلى الأذهان جرائم بشعة شهدتها أغلب مدن المملكة، ظلت منقوشة في ذاكرة المواطنين. ما زال المغاربة يتذكرون خبر قتل محام وزوجته وتقطيع جثتيهما من قبل جزار، بعد أن رفضا بيع شقتهما لتحويلها إلى مطعم للحم المفروم، وبفاس ما زال الغموض يلف عثور جثة فتاة مقطعة الأوصال، بعد أن برأت المحكمة والدتها وشقيقها، والأمر نفسه بمراكش عندما اختارت راقصة وخليلها أسلوبا بشعا للتخلص من زوجها "الفيدور". تتنوع دوافع هذا النوع من الجرائم، بين الورطة التي يجد المتهم نفسه فيها بعد قتل الضحية، فيتوهم أن تقطيع جثته والتخلص منها سيبعد الشبهة عنه، وبين حقد دفين يكنه المتهم للضحية، فيقرر الانتقام منه بهذه الطريقة البشعة، كما قد تعود ، إما بسبب الغيرة أوشك في الخيانة، إذ لا يستعيد المتهم شرفه، حسب اعتقاده، إلا بتقطيع أوصال الضحية. مصطفى لطفي التمثيل والتصوير... وجهان للانتقام مجرمون يمزقون الجثث لإبعاد الشبهة عنهم وآخرون يشهرون بطولتهم الإجرامية الأصل في التمثيل بالجثث، أن يظل مرتكب الجريمة بعيدا عن الأضواء وألا يلقى عليه القبض، لذا يعمد إلى محاولة طمس هوية الضحية، ويرمي الأشلاء في أماكن بعيدة عن مسرح الجريمة، اعتقادا مه بأنه يبعد عنه الأدلة والشكوك. إذا كانت هذه هي الفكرة الأصلية للجناة من هذا النوع، فإن آخرين فضلوا القيام بالعكس، بل أشهروا أنفسهم كأبطال لجرائم دموية، إما عن طريق تسجيلها وبثها في يوتوب، أو عن طريق حمل قطعة من الجسد، تماما كما فعل مجينينة المحمدية وقبله نظيره بمكناس. تصوير الجرائم كان الجناة يعمدون دائما إلى التخفي، لكن اليوم تبدل الأمر، وفوجئ مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي قبل شهر، بشريط فيديو يوثق لشخص مكبل وقد تعرض للتعذيب والدماء تنزف من مختلف أنحاء جسمه، وتصاحب ذلك عبارات، يتفوه بها الجاني مفادها انه يريد الذهاب إلى السجن وأن فعلته انقام من خصمه. وروع انتشار الشريط، كل من شاهده، لدرجة يوحي بانعدام الأمن، قبل أن يتبين أن الأمر تصفية حسابات بين مروجي المخدرات والمؤثرات العقلية. وتمكنت مصالح الشرطة القضائية الأربعاء الماضي من حل لغز الشريط وتحديد هوية المتورطين فيه، كما عزت سبب الجريمة إلى تصفية الحسابات. وجرى إيقاف الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو المنشور على شبكة الأنترنيت وهو مكبل اليدين، في قضية تتعلق بتصفية الحسابات بين أشخاص ينشطون في مجال ترويج المخدرات، إثر تفاعل مصالح الأمن بسرعة مع شريط الفيديو المنشور، وتمكنت من تشخيص هوية الضحية الذي اتضح أنه مبحوث عنه على الصعيد الوطني من أجل الاتجار في المخدرات، كما تم تحديد هويات مرتكبي أفعال الاحتجاز والاعتداء الجسدي الذي تعرض له المعني بالأمر، بسبب خلافات بينهم، حول الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية. وأسفر تفتيش منزل الموقوف الذي لم يبلغ عما تعرض له من تعذيب بسبب خوفه من الاعتقال، عن حجز 30 غراما من مخدر الكوكايين، وميزان كهربائي، وثلاثة سكاكين، علاوة على ضبط فتاة رفقته يشتبه في ارتباطها بأنشطته الإجرامية، فيما مكنت الأبحاث من تحديد هوية باقي المشبوهين، إذ أن التحقيقات متواصلة لإلقاء القبض على الأشخاص الذين ظهروا في الشريط، وهم يعرضون المعني بالأمر لاعتداء جسدي بواسطة السلاح الأبيض. تقطيع الجثث أما تقطيع الجثث والتمثيل بها، فهي جريمة تتجدد، أبطالها رجال ونساء، وضحاياها من الجنسين أيضا، إذ بعد زويتة الذي اشتهر بالتخلص من أشلاء الجثث بعيدا عن مقر عمله، والذي انتهى به المطاف منتحرا بعد شعوره بكشف المحققين الخدع التي ظل يمارسها للابتعاد عن الأصفاد، ظهرت جرائم أخرى أكثر بشاعة في مراكش ومكناس والبيضاء وغيرها من المدن، وبدا في مجملها أن الجرائم ارتكبت انتقاما وتصفية لحسابات، وأن الجاني أو الجانية، حاولا تضليل العدالة والتمويه حتى لا يعتقلا. ورغم محاولات التظليل فإن مجمل الجرائم المرتكبة عن طريق التمثيل بالجثث وتوزيعها إلى أشلاء، تم فك لغزها وأوقف مرتكبوها. المصطفى صفر

جرائم مروعة… قتل وتقطيع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سوق الدجاج ... أزمة بيئية واجتماعية

"مجينينة" مكناس ... جريمة لا تمحى

مقالات ذات صلة