أسود ما بعد المونديال… الفرصة الجديدة

الطائر: على رونار اللجوء إلى الإدارة التقنية لضمان الاستمرارية يتوقع المتتبعون إحداث تغييرات كبيرة في التركيبة البشرية للمنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، لعدة اعتبارات، في مقدمتها تقدم بعض الركائز الأساسية في السن، واختيار أخرى لمحطة جديدة للاحتراف (الخليج)، في مقدمتهم نور الدين أمرابط (الدوري الإماراتي)، وكريم الأحمدي (الدوري السعودي)، في حين يلف الغموض مستقبل البعض منهم، كما هو الحال بالنسبة لمبارك بوصوفة، الذي أنهى تجربته مع الجزيرة الإماراتي، ومازال يبحث عن موطئ قدم، لمواصلة مسيرته الاحترافية. يعرف الجميع موقف الناخب الوطني، هيرفي رونار، من محترفي الخليج، مع تسجيل بعض الاستثناءات البسيطة، والتي تهم على الخصوص، بوصوفة، لاعب وسط الميدان، والعميد الثاني للأسود. وظهرت أسماء جديدة في البطولات الأوربية، وتنتظر فرصتها لتأكيد أحقيتها بالدفاع عن الألوان الوطنية، والأكيد أن رونار سيقحمها تدريجيا في المباريات القارية، إضافة إلى منح الفرصة أمام بعض اللاعبين الذين شاركوا في المونديال، أمثال سفيان أمرابط وأشرف حكيمي وحمزة منديل، الذي خانته التجربة في مونديال روسيا. غير ذلك، يبدو أن المدرب سيحافظ بنسبة كبيرة على العمود الفقري للأسود، خصوصا خلال الاستحقاقات المقبلة، في مقدمتها أمم إفريقيا 2019، التي تراهن عليها الجماهير للعودة بالأسود إلى قمة الهرم القاري. احتراف الضرورة يبدو أن احتراف بعض العناصر الأساسية داخل الأسود، بالخليج، أملته الضرورة لعدة اعتبارات أهمها تقدمها في السن، إضافة إلى قرب موعد الاعتزال، دون أن ننسى الإغراءات المالية، كما هو الشأن بالنسبة لكريم الأحمدي. قد يعتبر المتتبعون، احتراف أمرابط بالخليج، مجازفة بمستقبل الدولي، وبدا ذلك واضحا من خلال مشاركته رفقة فريقه الجديد النصر السعودي، في البطولة العربية للأندية، حينما ظهر بمستوى متواضع، فرض على المدرب تغييره في الشوط الثاني، علما أنه ظهر بمستوى جيد في مونديال روسيا، وشكل إحدى مفاجآته السارة، بشهادة المتتبعين. أما بالنسبة للأحمدي، والذي قد يعوضه سفيان أمرابط، في مركز داخل الأسود، فلا يمكن إصدار أي موقف بالنسبة لمستواه، خصوصا أن الدوري السعودي لم ينطلق بعد. البحث عن الرسمية هناك بعض العناصر الوطنية، التي فضلت تغيير الأجواء، في مقدمتها فيصل فجر، الذي عاد إلى الدوري الفرنسي، بعد أربع سنوات بالليغا، المرشح الأبرز لتعويض بوصوفة في مركزه داخل الأسود، ويوسف النصيري، الذي يبحث عن الرسمية داخل الدوري الإسباني، وانتقل من مالقا صوب ليغانيس، والحارس منير المحمدي، الذي سئم الاحتياط بنومانسيا، وانتقل إلى مالقا، وفي ظل غياب أي منافس على مركز الحراسة، يبدو أن المحمدي، أبرز المرشحين للمحافظة على مكانته رفقة الأسود. ورفض نبيل درار، الظهير الأيمن للمنتخب، الانتقال إلى الدوري السعودي، للمحافظة على إيقاع المنافسة بتركيا، وبالتالي ضمان المشاركة على الأقل في «كان 2019». ومازال مركز الظهير الأيسر، يلفه الكثير من الغموض، خصوصا بعد أن أظهر رونار عدم اقتناعه بمنديل خلال المونديال الأخير، وتبدو عودة أشرف لزعر الأقرب، في ظل تغييره الأجواء في الكالشيو، ورغبة جنوة في ضمه خلال مرحلة الانتقال الصيفية. وفي مركز قلب الدفاع، ومع اقتراب إعلان المهدي بنعطية، إعلان اعتزاله الدولي، يبدو الرجاوي بدر بانون، وجواد اليميق، مدافع جنوة الإيطالي، الأقرب للعودة إلى مركزهما داخل تشكيلة الأسود، مع تسجيل الحضور القوي لمروان داكوستا في بداية الدوري التركي. وجوه جديدة يشرع الناخب الوطني هيرفي رونار، قي تغيير جلد الأسود، مباشرة بعد نهاية مونديال 2018. وحسب معلومات "الصباح" ، فإن الناخب الوطني وضع أربعة لاعبين جدد ضمن اهتماماته للمباراة المقبلة ضد مالاوي في سابع شتنبر المقبل، لحساب الجولة الثانية عن التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم التي تستضيفها الكامرون، صيف 2019. واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن سفيان كيين، لاعب المنتخب الأولمبي والمحترف بإيطاليا، ورفيق زخنيني، المحترف بفيورنتينا الإيطالي، ونوصير المزواري، لاعب أجاكس أمستردام، وأيوب ياسين، لاعب وسط ميدان أوتريخت الهولندي، مرشحون للانضمام إلى لائحة المنتخب الوطني، التي تدخل في معسكر تدريبي بداية الشهر المقبل. وقد لا تتوقف التغييرات عند هذا الحد، إذ من المتوقع أن تشمل العديد من المراكز في المرحلة المقبلة. إنجاز: نور الدين الكرف الطائر: يجب الاعتماد على لاعبي الأمل دعا إلى التعامل بليونة مع لاعبي الخليج وإعطاء الأهمية لمنتخبات الفئات الصغرى أكد الإطار الوطني، هلال الطائر، مدرب وداد تمارة، المنتمي لبطولة القسم الوطني الثاني، أن الناخب الوطني عليه الاعتماد على منتخبات الفئات العمرية، خصوصا المنتخب الاولمبي أو أقل من عشرين سنة، الذي حقق نتائج إيجابية في المرحلة الأخيرة، لضمان الاستمرارية وتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية. وكشف المحلل التلفزيوني، في حديث ل"الصباح"، أنه لا محيد لرونار عن العودة إلى الإدارة التقنية، والعمل بتنسيق مع المدير التقني، على غرار باقي المنتخبات العالمية، التي تألقت في مونديال روسيا. وأبرز الطائر، أن السبيل الوحيد للاستمرار في تحقيق النتائح الإيجابية، هو الاعتماد على الإدارة التقنية، مع متابعة بعض الإفرازات في الدوريات الخارجية، وقال" هناك ظهرت بعض الوجوه التي بإمكانها تقديم الإضافة بين الفينة و الأخرى، والأكيد أن هناك خلية تتابع مثل هؤلاء اللاعبين، وستختار الأفضل من بينهم، لكن المهم هو إعطاء القيمة للعمل الذي تقوم به الإدارة التقنية، من خلال انتداب بعض الوجوه الجديدة، القادرة على حمل المشعل في المستقبل". ووجه الإطار الوطني نداء لمدرب الأسود، ودعاه للتعامل بليونة، وتغيير النظرة تجاه لاعبي الخليج، خصوصا أن العديد من ركائز المنتخب فضلت خوض تجارب بهذه الدوريات، وقال" كما هو الحال بالنسبة لبوصوفة، أحد أفضل لاعبي وسط ميدان الأسود، هناك لاعبون أساسيون مقبلون على خوض تجارب بالدوريات الخليجية، وأخص بالذكر أمرابط والأحمدي، وهما عنصران أساسيان لا يمكن الاستغناء عنهما في الوقت الراهن". وأفاد مدرب وداد تمارة، أنه إذا كانت الجامعة ترغب في إعطاء صورة جيدة عن كرة القدم الوطنية، فعليها أن ترغم المدرب على التعامل مع الإدارة التقنية، وتابع" عمل كبير تقوم به الإدارة التقنية، وعلى الناخب الوطني إعطاءها القيمة التي تستحقها، وذلك بالاعتماد على الخريجين منها. فأغلب المنتخبات التي نجحت في مونديال روسيا، اعتمدت في تكوين مجموعاتها على إدارتها التقنية واللاعبين الذين تكونوا ضمنها". وختم الطائر، أن المنتخب بلغ إلى مرحلة التغيير لعدة عوامل، ويجب التعامل معها بالكثير من الحذر والعقلانية، وزاد قائلا" إذا ما نجحنا في اجتياز هذه المرحلة، وحافظنا على إيقاعنا، فالأكيد أننا سننجح في تنفيذ كل برامج ومخططات الجامعة للنهوض بكرة القدم الوطنية". الصحابي: علينا رفع سقف الطموحات الجامعة أصابت في التجديد لرونار والمادة الخام متوفرة أكد الإطار الوطني، فؤاد الصحابي، أنه حان الوقت لتغيير إستراتيجية الجامعة، ورفع سقف الطموحات، وبدل المشاركة في النهائيات نفرض على المدربين التتويج بالألقاب. وكشف المدرب السابق للعديد من الأندية الوطنية، أن المادة الخام متوفرة، لتعويض نجوم الأسود، الذين باتوا على عتبة التقاعد، وما على الناخب الوطني سوى الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية. وأبرز الإطار الوطني، أن كل الظروف مواتية لمواصلة هذه الطفرة الكروية خصوصا بعد تجديد الثقة في الناخب الوطني. وفي ما يلي نص الحوار: كيف يمكن تدبير مرحلة ما بعد مونديال روسيا؟ بالنسبة للجانب التقني، أعتقد أن الناخب الوطني كان يدبر المرحلة منذ مدة ليست بالقصيرة، إذ بين الفينة و الأخرى، كان يعتمد على لاعبين شباب بإمكانهم تقديم الإضافة في المستقبل، كما هو الشأن بالنسبة لمنديل وحكيمي وأمرابط وآخرين، أما بالنسبة لإستراتيجية العمل، فأعتقد أنه حان وقت رفع سقف الطموحات، وبدل الاكتفاء بالتأهل إلى النهائيات، يجب اللعب على الألقاب، لإرضاء الجمهور الذي سئم من المشاركات وبات يبحث عن التتويجات. كل شيء موجود، والإدارة التقنية تقوم بعمل ممتاز، ويجب علينا استغلال كل هذه العوامل لما فيه مصلحة كرة القدم الوطنية. هل يمكن اعتبار استمرار رونار عاملا إيجابيا؟ أكيد، لأن بقاءه يضمن لنا الاستمرارية في إستراتيجيتنا، ولو رحل رونار، لكنا مضطرين لإعادة كل شيء من الصفر، وهذا في حد ذاته أمر سلبي. علينا استغلال هذه الثقة المتبادلة ما بين الجامعة والناخب الوطني، لتحقيق الألقاب التي يحتفظ بها التاريخ وليست المشاركات. هل المغرب قادر على إنجاب لاعبين بقيمة بوصوفة والأحمدي وبنعطية وآخرين؟ أكيد، هناك العديد من اللاعبين في مختلف البطولات ينتظرون فقط فرصتهم للدفاع عن الألوان الوطنية، كما يجب العناية بمنتخبات الفئات العمرية تزكية للعمل الذي تقوم به الإدارة التقنية. كيف ترى مستقبل الأسود في ظل كل هذه التحولات؟ لا ينفي العمل الذي قام به رونار، سوى جاحد. قدمنا مستويات جيدة في السنوات الأخيرة، وفي أغلب الأحيان اكتفينا بالمشاركة في النهائيات، كما حدث في المونديال الأخير، لكن كما قلت سابقا، حان وقت الظفر بالألقاب والتتويجات التي يحتفظ بها التاريخ. ماذا يمكن فعله للمحافظة على كل هذه المكتسبات؟ العناية بالفئات العمرية، لأنه عبر التاريخ حققت منتخبات الفتيان والشباب والأولمبي، تحت إشراف فتحي جمال وحسن بنعبيشة ومدربين آخرين نتائج إيجابية، يجب استثمارها في مثل هذه الحالات. النتائج الجيدة التي حققتها منتخبات عالمية خلال المونديال الأخيرة، مردها الاعتماد على التكوين، وخير مثال فرنسا، فلماذا لا نحذو حذوهم، خصوصا أن المادة الخام متوفرة.

أسود ما بعد المونديال… الفرصة الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليميق معارا إلى بيروجيا

61 مليونا عجز سوق السبت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات