انضافت طفلة في الرابعة من عمرها إلى قائمة ضحايا لسعات العقارب بإقليم الصويرة، بعد أن لقيت مصرعها، أخيرا، جراء لسعة عقرب لم تمهلها لتلفظ أنفاسها الأخيرة. وذكرت مصادر "الصباح" أن الطفلة التي تتحدر من جماعة بدائرة تمنار، تعرضت للسعة عقرب، واضطرت أسرتها إلى نقلها لمسافة أزيد من ثمانين كيلومترا وسط التضاريس الصعبة والطرق غير المعبدة لمنطقة حاحا في اتجاه مركز الصويرة. وأضافت المصادر أن الطفلة نقلت في سيارة إسعاف متهالكة تفتقر إلى أبسط التجهيزات، فضلا عن أن أقرب مستوصف بالمنطقة لا تتوفر فيه أدنى شروط السلامة والإسعافات الأولية، ولدى وصولها إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة، لم يكن وضع هذا المرفق أحسن حالا من المستوصفات المعزولة وسط جبال وهضاب الإقليم. وكانت المفاجأة المؤلمة لأسرة الطفلة التي عانت طيلة المسافة الفاصلة بين الدوار التي تتحدر منه والصويرة، جراء مضاعفات اللسعة، أن المستشفى الإقليمي للمدينة لا تتوفر فيه الأمصال المضادة لسم العقارب، لأنها سحبت من المستشفيات المغربية وتوقف معهد باستور عن إنتاجها منذ أزيد من 15 سنة، ولا توجد بدائل فعالة، فضلا عن غياب العنصر البشري المختص والمؤهل للتعاطي مع مثل هاته الحالات الواردة على المستشفى. وقضت الطفلة بضع ساعات بالمستشفى وهي تتلقى علاجات أولية اقتصرت فقط على محاولات تخفيض درجة الحرارة أو المساعدة على التنفس وتنظيم ضربات القلب، لم تكن كافية لتجنيبها خطر الموت. ولا تعد هذه الحالة الوحيدة بالإقليم الذي يصنف وطنيا الأول على مستوى الإصابات بلسعات العقارب والزواحف، حسب أرقام صادرة عن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، تضع جهة مراكش آسفي في صدارة الجهات الوطنية إصابة. وما زالت الوسائل البدائية هي السائدة في تلك المناطق في التعاطي مع حالات لسعات العقارب مثل الكي و"التشراط" ومص موضع اللسعة، فضلا عن استعمال غاز البوتان للقضاء على السم، بحكم أن الحالات التي صارت تنقل إلى المستشفيات لا تنجو إلا بالحظ وبالمقاومة الطبيعية والذاتية للأجساد في حين أن الأطفال غالبا ما يكون مصيرهم الوفاة. عزيز المجدوب