ركـود فـي مـدن السياحـة الداخليـة

أصحاب شقق الكراء والمطاعم وتجارة القرب أكبر المتضررين تشير الإحصائيات الرسمية إلى تحسن في المؤشرات العامة للنشاط السياحي خلال السنة الجارية، إذ أكد المرصد الوطني للسياحة أن عدد السياح الوافدين على المغرب ارتفع، خلال خمسة أشهر الأولى للسنة بنسبة 9 %، مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، وسجل عدد ليالي المبيت ارتفاعا بنسبة 7 %، كما تحسنت الموارد بنسبة 14 %. وأكد المكتب الصرف في نشرته الأخيرة أن موارد السياحة ارتفعت خلال النصف الأول من السنة الجارية بنسبة 15.5 %، لتصل إلى 31 مليارا و 293 مليون درهم. لكن هذه الحركية تهم بالدرجة الأولى السياح الأجانب، في حين أن السياحة الداخلية تعاني ركودا يشعر به بوجه خاص أصحاب المهن المرتبطة بالسياح المحليين، مثل كراء الشقق والمطاعم وأصحاب تجارة القرب، الذين تنتعش نشاطاتهم خلال مرحلة الاصطياف التي تصادف فصل الصيف. ويلاحظ أن هناك تراجعا ملحوظا للسياح المحليين في بعض المدن التي تنتعش فيها الحركة التجارية في هذه الفترة من السنة. وعاينت "الصباح" إقبالا محدودا على بعض المدن التي تكون مكتظة في الصيف، مثل تطوان والجديدة وأكادير وطنجة. وأرجع مهنيون سبب هذا التراجع إلى تزامن فترة الصيف مع عيد الأضحى والدخول المدرسي، إذ وجدت العديد من الأسر صعوبات في مواجهة النفقات الإضافية التي تعتبر ضرورية بالنسبة إلى العديد من الأسر ولا يمكن التخلي عنها، مثل اقتناء أضحية العيد ومصاريف الدخول المدرسي، إذ من الصعب تدبر المبالغ المالية الكافية لتمويل عطلة الصيف واقتناء أضحية العيد والدخول المدرسي. لذا فضل جل الأسر التضحية بعطلة الصيف للتمكن من شراء أضحية العيد وأداء واجبات تسجيل أبنائهم ومستلزماتهم الدراسية. وتعاني نسبة كبيرة من الأسر ضعفا في مداخيلها، إذ لا تتمكن في الأيام العادية من تلبية حاجياتها فبالأحرى عندما ترتفع التكاليف. وأشار بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط إلى أن 38.2 % من الأسر لا يكفيها دخلها لتغطية احتياجاتها ما يدفعها إلى الاقتراض، إذ أن بعض الأسر التي تعتبر الاصطياف ضروريا ولا يمكنها الاستغناء عنه تلجأ إلى شركات التمويل من أجل الاقتراض لتغطية حاجياتها المالية. وينفق المغاربة على الأسفار خلال فترة الصيف حوالي 5500 درهم في المتوسط، حسب دراسة أنجزتها وكالة أسفار. لكن هذه العينة تظل محدودة، ما أثر على حركة السياحة الداخلية في الوجهات التي يقصدها المغاربة، خاصة بشمال المغرب وفي مدن اعتادت أن تشهد اكتظاظا في هذه الفترة من السنة مثل الجديدة، التي تراجعت فيها الحركة السياحية الداخلية على غير عادتها، ويراهن أصحاب المحلات التجارية والمطاعم على موسم مولاي عبد الله الذي يعد موعدا ضروريا لعدد من الأسر. وأكد وسطاء في كراء الشقق بتطوان والشواطئ المجاورة لها أن الطلبات على الشقق يظل محدودا بالمقارنة مع المواسم السابقة، علما أن هذه المناطق تعتبر محج أغلب سكان الداخل كما يصفهم أهل الشمال. وتأثرت أكادير بدورها بحالة ركود السياحة الداخلية، لكن أصحاب الفنادق يعوضون ذلك بالسياحة الخارجية، إذ تعتبر من الوجهات المفضلة لدى السياح الأجانب والعرب. عبد الواحد كنفاوي

ركـود فـي مـدن السياحـة الداخليـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختتـام دورة ريـع المعاشـات

مواقع الحجوزات تلهب الأسعار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات