حديث الصباح: رسائل ود وغرام إلى حكومة بنكيران

حسدها أعداؤها فعم الجفاف والصقيع واستفاقت الكوارث الطبيعية من سباتها اجتاحتني، هذه الأيام، حمى تأنيب الضمير، فحاولت طردها فعجزت، واستعنت بكل جرعات الأدوية الرخيصة فصمدت، ودخنت علبا كثيرة من السجائر لهجرها فتمنعت عن مغادرة خيالي، بل استوطنت أحلامي مثل حشرة قراد بجلد كلب هرم. لم أطق استهداف ضميري لي وحدي، فلست فاسدا، بشهادة والدتي، ولا مستهترا يستوجب حلول لجنة للتقصي حول أمواله، حسب المقربين مني، فهل أستحق هجوم ضميري حتى فارق النوم جفوني؟ لا أدري، إلا أن وسواسا أوحى إلي أن عناد ضميري سببه تحاملي على حكومة بنكيران.استغفرت الله من سيئاتي واتهاماتي لحكومة مازالت في المهد ترضع من حليب سياسات الحكومات السابقة، إلا أن ذلك لم يردع ضميري، فأصبحت منهكا لا أقوى على الكلام والسير حتى أشفق علي ضميري، فباح لي بسر خطير. والله لو اطلع عليه كل المنتقدين للحكومة لتابوا وعادوا عن غيهم، وتحولت سهام نقدهم إلى رسائل ود وغرام.قال ضميري، والعهدة عليه، أنني ظلمت بنكيران، وأن حكومته ابتليت بالحسد والنحس، ما يفسر عجزها عن الوفاء بوعودها، فرق لها قلبي، ودخلت في متاهة الله وحده يعلم إن كانت ستقودني إلى الجنون.لعنت وساوس الشيطان، الذي جعلني مخبولا أبحث عن هفوات حكومة بنكيران في السياسة والاقتصاد، وأقسمت أن أعود عن غيي، وأبحث في سر حسد ونحس الحكومة، علي أشفيها فتستعيد حيويتها، مثل زمان المعارضة الجميل.أصدقكم القول، إني لا أومن بالحسد والنحس، لكن عدت عن مبادئي احتراما لضميري، وقلت مع نفسي: «أنا نادم وليسمح لي بنكيران وإخوانه على لا مبالاتي»، ثم انهمكت أقرأ المجلدات الصفراء بحثا عن كيفية طرد الحسد، وأستعين بالصديق الرائع جدا «غوغل» لتحديد هوية النحس، حتى لا أتهم بالتهاون عن الدفاع عن حكومتي.شجعت اعترافاتي بالخطيئة ضميري، فباح بهوية حساد الحكومة، إذ لم يستسغ أعداء الوطن أن تسلم البلاد من الأزمات أو من الثورات، رغم مكائدهم، وضاقوا ذرعا بالدستور الجديد والاصلاحات التي شهدها المغرب وجو الأمن والاستقرار به، فبعثوا سحرتهم لبث النحس فينا. فما ذا كانت النتيجة؟عم الجفاف البلاد، فتاهت الحكومة، ولم تنفعها «رقية» الإخوان، فهي لم تتصور يوما أن يصادف توليها المسؤولية سنوات عجاف، فأثرت قلة التساقطات بشكل ملحوظ على محصول الموسم الفلاحي الحالي، واضطر المزارعون إلى إطلاق قطيع الماشية في المساحات المزروعة بالحبوب.ولشدة بأس الحاسدين ساد الصقيع جل المناطق، فتضررت زراعة الخضر وإنتاج بعض الفواكه، واشتعلت النيران في الأسعار، حينها ارتفع ثمن الفاصوليا الخضراء إلى 25 درهما للكيلوغرام، والقرع إلى 16 درهما، والطماطم «الجميلة» إلى5 دراهم، والجزر إلى 4 دراهم... حتى أن فقراء قاطعوا الخضر تضامنا مع بنكيران، لا احتجاجا على ارتفاع الأثمان.وطبعا، لا حاجة إلى تأكيد أن منتخبنا الوطني لكرة القدم محسود، بل يجزم فقهاء خبراء في «الأوهام» أن هزائم الكرة لا علاقة لها بغريتس أو اللاعبين أو سياسة رياضية للحكومة، بل هي «عين» ألمت بنا منذ فوزنا التاريخي على الجزائر.ولأنها حكومة محسودة، فقد استفاقت كوارث طبيعية من سباتها، فأعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء تسجيل هزة أرضية بقوة 3.8 درجات على سلم ريشتر بإقليم الرشيدية... رحماك يا إلهي نسألك اللطف، فنجنا من عين الحساد حتى لا تثور البراكين أو تُشردنا العواصف.أشعر الآن أن ضميري مرتاح، فقد وعدته بمراعاة هموم الحكومة المحسودة، فلن أناقش هفواتها، ولن أتهكم على قرارات بعض وزرائها، إلى أن يزول الحسد والنحس... اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف بحكومة بنكيران. بقلم : خالد العطاوي

حديث الصباح: رسائل ود وغرام إلى حكومة بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخلفي: لم نأت لنتنازع مع الملك

جماعة متطرفة تهدد المغرب بعمليات دموية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات