مدمنون ميسورون يلوذون ب”بويا عمر” للعلاج

سماسرة يتاجرون في أجساد شباب ويحولونهم إلى سلعة قابلة للبيع والشراء خبر سار لكل المبحوث عنهم والقتلة والمطاردين بنفقة الزوجة والأبناء والمغتصبين. إليكم النبأ: هناك مدينة بطولها وعرضها تفتح أبوابها لكم. تستقبلكم بدون أن تطلب منكم الإدلاء بشهادة السوابق القضائية، لا يهمها ماضيكم، أنتم فيها خارجون للتو من أرحام أمهاتكم. أنتم أبرياء من الماضي، ولا حرج عليكم في الحاضر ولا خوف عليكم من المستقبل. وليست هذه الشريحة وحدها المعنية بالنبأ السعيد، بل أيضا المتضررون من قلة إمكانيات وزارة الصحة، ومن إسقاط شريحة مهمة في المجتمع المغربي من البرنامج الحكومي الجديد، والقصد أمهات وآباء المدمنين على المخدرات القوية، فإذا كانت الدولة قد سدت في وجوهكم باب المصحات الخاصة بعلاج الإدمان، فإن دوار بوروطة يشرع أمامكم أبواب مصحات من نوع آخر لتخليص أبنائكم من هذه السموم. وبعد تاريخ نشر هذا الإعلان، يمكن لعائشة الشنا، وكل الجمعيات الأخرى التي تهتم بالأمهات العازبات أن ينلن قسطا من الراحة، وألا يتركن للقلق مكانا في قلوبهن من ارتفاع نسبة الأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم، فهذه المدينة مستعدة لاستقبال كل واحدة حبلت بطريقة غير شرعية، كل ما عليها القيام به هو ضمان تذكرة "الكار" إلى العطاوية، ومنها إلى بوروطة، أو "بويا عمر". لم تكتمل تفاصيل البشرى بعد، هناك المزيد، فبتوافد كل هؤلاء، تدور عجلة فرص العمل بسرعة، وهذا الجزء خاص بالعاطلين عن العمل، يمكنكم الحصول على عمل في دوار بوروطة والحصول على أجرة موظف في السلم 11، ألم نقل إنه خبر سار. كيف؟ من جديد إليكم الشرح المستفيض: الوافدون بهدف الإقامة للعلاج ينزلون بالدوار وسحابة التيه عالقة برؤوسهم. دوركم أيها العاطلون أن تبددوا هذه السحابة، وذلك بعرض خدمة إيواء الوافد مقابل مبلغ قد يصل إلى 3000 درهم وقد ينخفض إلى 1500 درهم، وهنا يأتي دور شطارتكم، لأن الأسر الوافدة بأبنائها للعلاج من الإدمان تنتمي لكل الشرائح الاجتماعية. قد تقولون ومن أين لنا بالمآوي؟ لا تتسرعوا بطرح السؤال، لأن المأوى موجود بالفعل، والمكلفون بالعناية وتوفير شروط العلاج على الطريقة الداروينية، موجودون أيضا، دوركم هو السمسرة، تتبنون الحالة مقابل أجرة شهرية، ثم تعيدون بيع الخدمة إلى المكلفين الحقيقيين بها، مقابل أجرة أقل ب500 درهم. تتقاضون قسط الشهر الأول وهذا من حقكم، ثم تسلمون الوافد إلى المأوى ليعتني به كما يجب. وإذا نجحتم في الحصول على خمس حالات شهريا، بألف درهم فقط، فأنتم تحصلون بذلك على 5 آلاف درهم، إضافة إلى عمولاتكم من الوافدين القدامى. وبما أن سوق المخدرات تتسع أكثر فأكثر في المغرب فالوافدون سيكثرون والمآوي ستتناسل، لذلك لا خوف عليكم من الكساد، الحركة تدور وتدور. السمسرة لا تشمل فقط الوافدين من المدمنين، بل أيضا الحوامل سواء اللواتي كتب لهن ذلك في الدوار من الزائرات، أو من اللواتي هربن من عائلاتهن ولذن بالدوار بمبرر «سلسلة بويا عمر». فالرضيعات مطلوبات للبيع مقابل أموال باهظة أكثر من الرضع. إذا حصلتم على أم عازبة في بطنها رضيعة لا تتركوها تغادر أبدا، فوليدتها ذهب لكم، لن تقضوا وقتا طويلا للحصول على المشتري. أليست هذه مدينتكم الفاضلة. دوار...الدوار مستسلم للهدوء، لشمس حارقة خانت ظنون مديرية الأرصاد الجوية التي تنبأت لقرى الأطلس الكبير بالبرد القارس، السكان والزوار المقيمون يغطون في نوم استراحة محارب «الميلودية»، أو المناسبة التي احتضنتها البلدة الصغيرة قبل أيام.على يمينك تلوح بيوت طينية وأخرى إسمنتية، على يسارك قنوات سقي تحولت إلى حبل لنشر غسيل الزوار/المقيمين، يدخلك المنظر الناعس في رتابة سرعان ما تكسرها مشاهد أطفال ومجانين و»شرفا» يعترضون سبيل الراجل والراكب «قالب سكر..الله يرحم الوالدين»، و»شي خبيزة الله يلحكها لوالديك».نظرة أهل الدوار الخاطفة تترجم فقدانهم الاهتمام بالوافدين الجدد، خاصة إذا كنت غير محمل بما يفيد أنك تبحث عن إقامة، فهذا النوع وحده يحرك الحماسة في بركة الرتابة التي تسكن أجسادهم.زوار «بويا عمر» نوعان، أولئك الذين يطلبون التحرر من الجن وألئك الذين تحذوهم الرغبة في التخلص من الإدمان. ويبدو أن النوع الثاني أصبح يشكل الأغلبية، بل أصبح القلب النابض في القرية، فيما اقتصرت زيارات «المسكونين» و»المجذوبين» على المواسم والمناسبات إلا من يعتقد أن «بويا عمر» يريده في هذا المكان لا غيره، ويشده إليه بسلاسل.عند باب الزاوية تعكس جلسة «الشرفا» الأربعة إلى جانب بعضهم انسجاما بينهم، يرشفون الشاي ويتلقفون بوقار الشيوخ شموع وهدايا وعطايا الزوار للدعاء لهم.عبارة «عندي خويا مدمن بغيت نجيبو لهنا»، كافية لينشب بينهم صراع الديكة، وتأخذ الجلسة صورة أخرى «أنا اللي هضرت معاها الأول»، «تا أنا سولاتني»، «ياك احنا كاع شرفا»...لا ينتهي الخلاف بين «الشرفا» حول من يفوز بصفقة احتجاز الشاب المدمن المفترض إلا بإجراء قرعة تعطي الفوز لأحدهم، وتترك الآخرين في جلسة يعود إليها الانسجام وكأن الخلاف حالة من الحالات العادية التي تقطع سكون هذه الجلسات المسترسلة أبدا في انتظار الوافدين والعطايا.قبل أن تتم الصفقة المفترضة أو بالأحرى المفتاح الذي يدخلك إلى جزء صغير من أسرار «البيع والشرا» في بيوتات «بويا عمر» وتركيبة الوصفة التي يستخدمونها لتخليص المدمنين من بليتهم التي أعجزت الأطباء في غياب إرادة المريض.قبل الحصول على هذا المفتاح، كان أحد أعضاء جمعية تهتم بنزلاء «بويا عمر» ألح على أن «رخصة» العمالة ضرورية للدخول إلى بيوتات المرضى، تحت مراقبة الشيخ والمقدم وما جاورهما. لكن بعد ادعاء زيارة الزاوية من أجل البحث عن علاج لشقيق مدمن، لا تحتاج إلى أي رخصة سواء من العمالة أو أي مسؤول آخر.مأوى...يسبقك «الشريف» إلى الغرف المسترسلة عبر ممر متسخ، «اهنا شفتي كلشي نقي»، يقول «الشريف» باعتداد بالنفس، ما يعني أن مفهوم نظافة المكان يختلف من شخص إلى آخر. في إحدى الغرف استلقى شاب ملتحفا غطاء باليا ومفترشا «بونجا» متسخة، «اهنا غادي يسكن خوك مع الدراري». يلمح عدم رضى على وجه الزبونة، وبدهاء «الماركوتينغيين» يسرع إلى الجهة الأخرى «لدينا غرف أحسن في الطابق العلوي».بضع درجات ونكون في الطابق العلوي الذي لا يختلف عن سابقه كثيرا، بيوتات مفروشة بحصائر بلاستيكية، بعضها مجهز بأسرة «بونج» وليست أحسن حالا مما عرضه «الشريف» في الطابق الأرضي. ليست الدرجات وحدها ما يفصل «تحت» عن «فوق»، بل أيضا أقفال كثيرة للباب المؤدي إلى الطابق العلوي وأخرى إلى باب السطح، رغم أن نزلاء الطابقين كما أكد «الشريف» من الشريحيتين «المسكونين» و»المدمنين». ينادي الشريف باسم أحد النزلاء. يلوح في الفناء جسد هزيل. وجه يخلو من الحياة. قامة لا تستقيم وقفتها. شاب في العشرينات، يطاطئ الرأس حينا ويسترق النظر أحيانا أخرى، «منين أنت؟»، يسأل «الشريف» عل طريقة ضابط رفيع المستوى، فيما يرفع الشاب صوته وهو يجيب كعسكري منضبط، وكتلميذ يستعرض درسا حفظه عن ظهر قلب: «من درب السلطان زنقة..رقم... في الدار البيضاء». يردف السائل باللغة الآمرة نفسها «كول لهاذ السيدة علاش أنت جالس هنا». يتحول الوجه الداكن والنظرات الخاطفة، القلقة، إلى وجه طفولي ونظرات تائهة في شساعة حلم «قالت لي أمي افعل ما شئت، وتخل عن المخدرات والسيلسيون والكحول، لهذا أنا هنا، بعد أن أنجح سأفعل ما شئت، كل ما أريده». كمن يخيب أمل معلمه، يطلب منه مساعد الشريف الانصراف، ودون انتظار يشرع في سرد قصة مهاجر كان يقيم بروسيا، حيث ابتلي بجميع أنواع المخدرات القوية، «يقيم هنا منذ سبعة أشهر، أصبح شخصا آخر، لو رأيته عندما حل بهذا المكان مكرها من طرف عائلته، كان مدمنا قويا على «الكوكايين» و»الهيروين». صعب علينا قبول نزوله بإحدى غرفنا لأنه قوي البنية وفارع الطول، وعلمنا أنه سيخلق لنا المشاكل، خاصة أن هناك مدمنين آخرين أتوا إلى هنا بمحض إرادتهم» يقول المساعد، ثم يضيف «لم يكن أي شخص آخر سيقبل بالاعتناء به ورعايته، لأنه حتما لن يمتثل للأوامر»، ويضيف بحماسة وهو يستعرض خبرته ونجاحه في تخليص هذا الشاب من الإدمان، «دابا مقابل غير الصلاة والدين». قبل أن يضيف «باعت والدته الميسورة بيتها وانتقلت إلى حي آخر، لأن سمعة الأسرة أصبحت في الحضيض، فبعد عودته من روسيا مدمنا أصبح الشاب يطالب بمبالغ كبيرة، ولا يمر وقت قصير على تسلمها من والديه حتى يعود للمطالبة بمبالغ أخرى لاقتناء المخدرات، إلا أنه بعد أن امتنعا عن تلبية رغباته، بدأ يعترض سبيل الجيران ويتسول منهم للحصول على أي مبلغ، لكن، يقول المساعد بإلحاح ومفاخرة، «الآن، الآن، هو رجل آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى».سؤال لم مازال الشاب مقيما في الغرفة نفسه بالزاوية إذا كان تخلص بالفعل من إدمانه، لا يربك المساعد، بل يجيب بلا تردد «إذا لم تطلب أسرته تسلمه فلن يتمكن من الخروج من هنا، فوالداه يأتيان من حين إلى آخر، يسلمانني أجرتي وموادا غذائية من أجل ابنهما، لكنهما لم يطلبا يوما رؤيته، ولا يمكنني تركه يغادر، بل إنه نفسه لم يطالب بذلك، لكن إذا جاء والداه لهذا الغرض فلهم ذلك، خاصة أن الشاب تحسن بالفعل وأتمنى ألا يعود إلى بليته لأنه رجل مميز حقا».بيوتات...المقيمون في الزاوية من المدمنين قد يتمتعون بقدر ولو يسير من النظافة، كما قد تنجو أسرهم من الابتزاز المتكرر الذي تتعرض له أسر أخرى تختار بيوتات عشوائية منتشرة في البلدة الصغيرة يديرها هي الأخرى «شرفا» من نوع آخر. نوع يستبيح كل شيء، يتاجر بلقب «الشريف»، ومنهم الذين لا ينتمون أصلا إلى المنطقة. قصة قدرة «بويا عمر» على تخليص المدمنين من عفاريت «الكوكايين» و»الهيروين» والحشيش، ذائعة الصيت في مختلف المدن، خاصة الشمالية لذلك تحولت عدة منازل بهذه البلدة إلى مصحات لاستشفاء نزلائها، ومكان تناسلت فيه غرف طينية عشوائية، كما أخذت فيه مجموعة من المهن أشكالا أخرى، فأصبح التمريض مهنة من لا مهنة له، والجلد عمل شرعي للبعض الحق في ممارسته، وحتى لقب «الشريف» أصبح قيمة معنوية ومادية يستفيد منها من لا يستفيد من أي قيمة أخرى في حياته، خاصة ذوي السوابق. لهذا السبب تقول مصادر من المنطقة، «ظهر نوع جديد من السمسرة، لا تهتم ببيع السيارات ولا كراء الشقق ولا أي شيء آخر يعرض في الأسواق، بل يسمسرون في الأجساد البشرية ولكم كيف: يعترض السماسرة المتطفلون سبيل الأسر التي يظهر عليها اليأس من أول نزول لها من السيارة أو الطاكسي أو الحافلة، خاصة تلك التي يمكن قراءة التيه في نظراتها، من يسبق منهم إليها هو الفائز. لكن ذلك لا يسد حتما باب المنافسة والعروض لأن السمسارة يعرضون خدماتهم المتنوعة والمختلفة». يتقاضى السماسرة مبالغ تتراوح ما بين 1500 و3000 درهم حسب الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها المدمن، ثم يتخلصون منهم لدى آخرين بأسعار لا تتجاوز 1000 درهم، وبذلك يمكنهم الحصول على الشهر الأول كاملا مباشرة من الأسر والشهر الثاني يقتسمون منه المبلغ الزائد عن الألف درهم. ليس الذكور وحدهم من يخضع لمنطق التجارة في «بويا عمر» بل حتى النساء، خاصة الحوامل اللواتي يفلت بعضهن من قبضة السماسرة، ويلوذ بمستشفى قلعة السراغنة حيث تنجب الحامل مولودها وتخلفه وراءها هناك، ما يفسر ارتفاع نسبة الأطفال المتخلى عنهم بهذه المؤسسة، ومنهن اللواتي يستسلمن لشروط السماسرة فيلدن في ظروف مأساوية ويترك مواليدهن لهم دون أن يعرفن مصيرهم. ثلاثة شباب في غرفة واحدة. نصف لتر حليب لكل واحد. وجبة غذاء مكونة من اللحوم البيضاء أو الحمراء مرتين في الأسبوع، قطان وكسكس. وجبات خفيفة للعشاء. سرير نظيف «الفراش على حسابنا والغطاء على حسابكم»، «لا للسلاسل»، «لا للعنف»، «لا للاحتجاز المفرط» «نعم لعرض الأجساد البشرية تحت أشعة الشمس».هذا ما يعد به «الشرفا» والسماسرة على حد سواء بابتسامات عريضة ونظرات ماكرة الأسر، وأما الحقيقة أو جزء منها فهو ذاك الذي لا يمكن أن تقدم الأسر من أجله حتى مبلغ 100 درهم شهريا، «لا يمكن أن تسمح به السلطات المحلية حماية للكرامة وللإنسان»، حسب عدة شهادات لشباب من تطوان والناظور قضوا فترات في بيوتات بويا عمر وعادوا بأمراض نفسية كثيرة، وذكريات أليمة. حيل السماسرة وتحذيراتهم «يخبر السمسار الأسرة أن لديه غرفة نظيفة من أجل ابنها المدمن وأنه بإمكانه مساعدته على التخلص من بليته دون أن يستخدم السلاسل والعنف والتجويع، بل لديه طريقته الخاصة وتساعده بركات الأولياء الثلاثة « بويا عمر « وبويا بوبكر» و»بويا رحال»، وهو ما لا يتمتع به الباقون، ويسرد لائحة تحذيرات من ممارسات يقبل عليها الآخرون، وذلك حتى يكسب ثقة الأسرة، ويوهمها بأنها تتمتع بحق استفسار شخص آخر عن نوع الخدمات التي يمكن أن يقدمها إليها، لكن، في المقابل، يحذرها بإلحاح من الممارسات التي قد يتعرض لها المدمن، ويؤكد أنه يتعاطف مع هذه الأسرة دون غيرها، وأن الأولياء بعثوه إليها هي بالذات.«هذا بالضبط ما أخبرني به أول الأمر اتفق معي على مبلغ 2000 درهم، لكني عرضت عليه أكثر لتشجيعه على العناية بابني أفضل ومنحه النصيب الأوفر من وقته»، تقول أم من إحدى مدن الشمال، «قصدت بويا عمر بعد أن فشل الأطباء في علاج ابني، ورأيت شبابا آخرين عادوا من الزاوية متعافين، فأملت أن يكون ابني منهم» تقول الأم نفسها، قبل أن تضيف «زرت الزاوية لم يعجبني ما رأيت وكان السمسار عند مدخل القرية، حيث تركته بداية الأمر. عدت إليه مسرعة ورجوته أن يساعدني لتخليص ابني. منحته عربونا وبعد أيام عدت ومعي ابني وشقيقي لأن زوجي كان يرفض أساسا وجود ابننا في البيت بعد ارتكابه عدة سرقات للحصول على المخدرات». قبل وصولها ظلت الأم على اتصال هاتفي بالسمسار/»الشريف»، «أخبرته أني سأقضي الليلة في الغرفة مع ابني وشقيقي، فهمت من صمته عدم موافقة قبل أن ينطق بعبارة «ما كاين مشكل». استقبل السمسار أفراد الأسرة الثلاثة في منزل بسيط، لكنه «نظيف» تقول الأم، «حضرت امرأة ورحبت بنا. لم ألحظ وجود أي شخص آخر. في الصباح الباكر غادرت مع شقيقي وتركت ابني بعد أن أديت مبلغ 4000 درهم للسمسار، إضافة إلى 500 درهم دفعتها إليه في الليلة الأولى طواعية للعشاء وأتمنته على سلامة وصحة ابني».لم تكن سيارة الأسرة قد طوت بضع كيلومترات حتى دق باب المنزل «شريف» آخر، مخبرا المدمن أنه المكلف بالعناية به وأن عليه حمل حقيبته وفراشه لأن هذا المنزل عائلي وغير مخصص للنزلاء، «هذا ما أخبرني به ابني في أول زيارة له، إذ ما أن غادرنا حتى نقل إلى منزل آخر بعد أن تفاوض السمسار الأول مع شخص يتسلم عدة شباب من المدمنين ويعتني بهم بطريقته، والسمسار الأول لم يكن إلا واحدا ممن يصطادون الفرائس ويتسلمون أقساط الشهرين الأولين ثم عملة من الذين يتسلمون النزيل في النهاية». لم يكد الشاب يضع حقيبته وسط مساحة ضيقة وأسرة «بونج» وأفرشة قديمة أخرى، وسط كومة أجساد متهالكة اتخذت لنفسها مكانا منزويا، بعضهم قيدت يديه ورجليه، والبعض الآخر حر في التنقل، حتى وجهت إليه أوامر صارمة بالالتزام بقواعد البيت وأوامر المساعد. طيلة المدة التي فصلت الأم عن أول زيارة لابنها كانت تجري اتصالات هاتفية بالسمسار وكان يطمئنها على وضعية ابنها، مؤكدا أن عليها عدم الاتصال به أو زيارته في القريب حتى ينجح العلاج. شهادة الأم نفسها تدعمها شهادة مساعد الشريف وهو يحذر الشقيقة المفترضة من إيداع شقيقها في منازل خارج الزاوية، «ها أنتي شفتي البيوت ديالنا نقيين، عنداك يكذبوا عليك السمسارة راهم تيبيعوا الدراري لوحدين آخرين»، مضيفا أن السمسارة يتقاضون من الأهالي مبالغ مهمة ثم يعيدون بيع الصفقة إلى آخرين بثمن أرخص «المهم عندهم هو ضمان تقاضي أجر الشهر الأول وأحيانا الثاني، دون أن يقوموا بأي عمل، بل فقط اعتراض سبيل الأسر والحصول على المراد، قبل أن يفوتوا الخدمة للآخرين». إنـجـاز: ضـحـى زيـن الـديـن

مدمنون ميسورون يلوذون ب”بويا عمر” للعلاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العـنـف...مـأزق التـربـيـة

غضبة تعصف بمسؤولين عن مراكز لحماية الطفولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات