خبرة تدين قاتل شقيقه

أعفي ابتدائيا من المسؤولية الجنائية والغرفة الاستئنافية عاقبته بعشرين سنة بتت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، في ملف توبع فيه فلاح ستيني من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار واستعمال سلاح ناري في حق شقيقه، وصرحت تصديا بإلغاء القرار الابتدائي، الصادر بتاريخ 25 أكتوبر الماضي، القاضي بإعفائه من المسؤولية الجنائية، وأدانته بعشرين سنة سجنا نافذا، وأمرت بإيداعه السجن المحلي تولال بمكناس. واستندت الغرفة الاستئنافية في إدانة المتهم إلى خبرة عقلية مضادة، انتدبت لها المحكمة الدكتور هواري بغداد، رئيس مصلحة الطب العقلي والنفسي بمستشفى مولاي إسماعيل بمكناس، أشار فيها إلى أن المتهم استفاد عامي 2002 و2013 من وصفات طبية تحتوي على أدوية توصف في الغالب لعلاج حالات الاكتئاب، قبل أن يخلص في تقريره إلى أنه رفض خلال الفحص التعاون، بعدما تظاهر بالمرض العقلي، مبرزا أنه لا تظهر عليه علامات تدل على إصابته بعته الشيخوخة، التي من شأنها أن تمنعه من الإدراك وحرية الاختيار، ما يجعله مسؤولا عن الأفعال المنسوبة إليه، حسب الخبرة ذاتها. وجاءت نتيجة الخبرة المضادة، التي اعتمدتها الغرفة الاستئنافية في قرار الإدانة، مخالفة لخبرتين عقليتين خضع لهما المتهم منذ إحالته على الغرفة الابتدائية، للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، بعدما تبين لها، منذ أول جلسة من جلسات محاكمته، أنها لا يستطيع الرد على الأسئلة الموجهة إليه من قبل رئيس الغرفة، فضلا عن قيامه بحركات غير عادية، مركزا نظره على سقف قاعة الجلسات، وهي الخبرة التي جاءت نتيجتها إيجابية، بعدما أكد الطبيبان المنتدبان لإجرائهما، في شخص فوزية بن الطاهر وسعيد الشريف الكتاني، الاختصاصيين في الأمراض العقلية والنفسية، أن المتهم يعاني اضطرابات نفسية، وأنه بالتالي عاجز عن التفكير أو التمييز أو التحكم في أفعاله، ما يجعله منعدم المسؤولية الجنائية، وهما الخبرتان اللتان اعتمدت عليهما الغرفة الابتدائية في إصدار قرار إعفاء المتهم من المسؤولية الجنائية، إذ أمرت بإيداعه مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، لتلقي العلاجات الضرورية. وتفجرت القضية، استنادا إلى مصادر "الصباح"، عندما تقدم المتهم إلى درك مركز بومية، التابع لسرية ميدلت، حاملا سلاحين ناريين للقنص، مصرحا أنه أطلق النار على شقيقه ليرديه قتيلا. وبعد الانتقال إلى مسرح الجريمة، تأكد أفراد الضابطة القضائية أن المصرح أزهق فعلا روح شقيقه رميا بالرصاص، إذ عاينوا إصابته بجروح غائرة في الوجه والأذن والفم ومؤخرة الرأس، فضلا عن جرح غائر دائري بشعاع ما بين 5 و6 سنتمترات يخترق فخذه الأيسر. وعن الدافع إلى ارتكاب الجريمة الشنعاء، التي كان دوار "أفريدن" التابع لجماعة وقيادة بومية، مسرحا لها، ذكرت المصادر ذاتها أن المتهم، فلاح، متزوج وأب لثمانية أبناء، كان يسوق رفقة الراعي قطيع الغنم في اتجاه مرعى موضوع نزاع مع شقيقه الهالك، قبل أن يحل الأخير، وبدون مقدمات شرعا في تبادل عبارات السب والشتم، قبل أن يتطور الأمر إلى إخراج الجاني لبندقية قنص من جراب دابته، وقام بتعبئتها بخرطوشة كانت في جيبه، فأطلق بواسطتها النار على شقيقه، تاركا إياه يصارع الموت وسط بركة من الدماء، ليتوجه مباشرة إلى الدرك للإخبار بالواقعة. خليل المنوني (مكناس)

خبرة تدين قاتل شقيقه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

15 قتيلا في 1377 حادثة سير في أسبوع

ليبيا وجهة مافيا المخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات