أحداث هزت البرلمان … البصري يفض خلاف المعارضة والأغلبية

خمس وثلاثون سنة قضاها عبد الحي بنيس بقبة البرلمان، باعتباره أول موظف ولج المؤسسة التشريعية للمغاربة، مكنته من أن يتحول إلى ذاكرة البرلمان بامتياز. في الحلقات التالية مشاهد من أبرز المواقف والطرائف التي عرفتها المؤسسة التشريعية يرويها عبد الحي بنيس الشاهد على هذه الأحداث. هجر المغلي انبثق ملتمس الرقابة عن فكرة تنسيق بين نقابتي الاتحاد العام للشغالين والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بدعوتهما إلى إضرابات عامة في كافة أنحاء البلاد، لتليها أحداث 1990 بفاس. قبل ملتمس الرقابة، يحكي عبد الحي بنيس، انعقدت العديد من الجلسات بالبرلمان، تداولت بالتفصيل أحداث فاس وهيأة لإعداد الملتمس. يقول موظف البرلمان السابق، إنه راج بقوة داخل قبة البرلمان أن ملتمس الرقابة كان بإيعاز من الملك الراحل الحسن الثاني، إذ قيل إن الملك يرغب في رؤية وزراء حكومته يخضعون إلى المحاسبة والمراقبة ويجاهدون في سبيل إيجاد أجوبة مقنعة لنواب الأمة. لكن بغض النظر عمن كان وراء إخراج ملتمس الرقابة، أكد بنيس أن جلساته كانت ساخنة وكانت الأقوى في تاريخ المؤسسة التشريعية، سواء من حيث المداخلات أو المناقشة، إلى درجة أن النائب عبد الحق التازي، رئيس الفريق الاستقلالي آنذاك، الذي قدم الملتمس، تمت مقاطعته مرارا أثناء إلقاء كلمته، إذ لم يكن أي نائب يسمح بمرور جملة واحدة مما كان يقول دون التعقيب والتعليق عليها. يضيف بنيس أن ملتمس الرقابة نشبت بسببه وأثنائه صراعات وخلافات كبرى بين النواب، من جملتها التلاسن الذي وقع بين كل من امحمد خليفة والطاهر شاكر وتدخل أحمد عصمان. لكن أقوى المواجهات، سجلت عندما انتهت عروض الأغلبية، حينها أراد رئيس المجلس أحمد عصمان المرور إلى التصويت، فانتفضت المعارضة، وأكدت أنه من حقها التعقيب على ما ورد في مداخلات الأغلبية، وقدموا لائحة تضم 15 نائبا عليهم التعقيب وهددوا بالانسحاب في حال المرور إلى التصويت. في تلك اللحظة بالذات، يقول بنيس، كتب وزير الداخلية آنذاك، ادريس البصري، رسالة باللغة الفرنسية، وغادر القاعة، وقصد الموظف المكلف بعملية تنظيم الدخول إلى قاعة الجلسات وأمره بتسليمها إلى علي يعتة. بالفعل سلم الموظف رسالة البصري إلى صاحبها حيث طالبه فيها ب"إيقاف المهزلة"، وبالفعل طلب يعتة نقطة نظام، قال فيها إنه إذا انسحبت المعارضة ستكون هي الرابحة، لكن هذا الموقف سيستغله البعض للترويج لخلاف أو صراع بين المعارضة والملك، وهي الصورة التي نرفضها، لذلك نقترح أن يتم الاقتصار على خمسة نواب بدل 15. مقترح سرعان ما وافق عليه الرئيس وكان وسيلة انفراج الأزمة.

أحداث هزت البرلمان … البصري يفض خلاف المعارضة والأغلبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكلاوي ... قائد "إشكالي"

مختصرات

مقالات ذات صلة