المولودية…عودة السندباد

انتفاضة اللاعبين والجمهور والحوافز المالية عوامل ساهمت في الإنجاز نجح مولودية وجدة في حجز بطاقة الصعود إلى القسم الأول، بعد الفوز على اتحاد سيدي قاسم بهدفين لصفر في المباراة التي جمعتهما الأحد الماضي، لحساب الدورة 29 من منافسات بطولة القسم الثاني. ويعود المولودية إلى قسم الأضواء، بعد موسمين قضاهما بالثاني، علما أنه ترك بصمات واضحة في مسيرته الكروية من خلال الفوز بلقب البطولة سنة 1975، وكأس العرش أربع مرات خلال سنوات 1957 و1958 و1960 و1982. وانتزع المولودية الصدارة من يوسفية برشيد برصيد 57 نقطة، في انتظار مواجهة اتحاد الخميسات في المباراة الأخيرة، مستفيدا من هزيمة رجاء بني ملال أمام وداد تمارة، وتعادل البرنوصي مع برشيد بهدفين لمثلهما. انتفاضة الإياب لم يتوقع كثيرون أن يحقق مولودية وجدة انتفاضة غير مسبوقة في مرحلة الإياب، أي بعد انتخاب محمد هوار، رئيسا للفريق، خلفا لخالد بنسارية. وأنهى المولودية مرحلة الذهاب في المركز الثالث، وراء يوسفية برشيد ورجاء بني ملال، وكان يبتعد عنهما بتسع نقاط، الشيء الذي فرض بذل قصارى الجهود من أجل الاقتراب من المتصدرين. وساهمت التغييرات والحوافز المالية في تحقيق العديد من الانتصارات المتتالية، عدا هزيمتين بالميدان أمام شباب بنكرير ورجاء بني ملال. اللاعبون ومنحة الصعود ينتظر أن يعقد المكتب المسير اجتماعا مع اللاعبين قبل مباراة اتحاد الخميسات لتحديد قيمة المنحة المالية، التي سيحصلون عليها مقابل الصعود إلى القسم الأول. وسبق لعزيز كركاش، مدرب مولودية وجدة، أن دعا اللاعبين إلى التركيز على المباريات ونسيان التفكير في المنح إلى غاية تحقيق الصعود. وبينما كشفت مصادر مسؤولة أن مكتب المولودية لم يتداول بعد في قيمة المنحة المخصصة للاعبين، إلا أن مصدرا مطلعا أكد أنها تبلغ 50 ألف درهم لكل لاعب، دون احتساب منح المباريات. ولعب مولودية وجدة ورقة المال من أجل تحفيز اللاعبين وتحقيق هذه القفزة النوعية في مرحلة الإياب، كما صرف المكتب المسير مستحقات اللاعبين المالية. عقد كركاش ينتهي بعد الصعود لم يقرر مكتب مولودية وجدة بعد في مصير المدرب عبد العزيز كركاش، الذي نجح في إعادة مولودية وجدة إلى القسم الأول في مناسبتين، إذ ينهي ارتباطه بالفريق رسميا بعد إجراء المباراة الأخيرة أمام اتحاد الخميسات. ونجح كركاش في تكوين فريق منسجم يضم في صفوفه لاعبين متمرسين وآخرين شبابا، كما أعاد الحارس يحيى الأزهري في الميركاتو الشتوي، وجدد الثقة في حبيب الله الدحماني وياسين بيوض وإسماعيل العماري. مليار و200 مليون ديونا لم يراهن مسؤولو المولودية الوجدية على الصعود هذا الموسم، منذ انتخاب الرئيس الجديد محمد هوار، بسبب التركة السلبية التي تركها له سلفه خالد بنسارية. ووضع المكتب الجديد برنامجا جديدا، بناء على الإمكانيات المتوفرة لديه، سيما أن أبرز المشاكل التي واجهته، كانت الديون المتراكمة، البالغ قيمتها مليارا و200 مليون، ضمنها 800 مليون بسبب النزاعات، كما أن الفريق وجد نفسه مطالبا بتأدية 28 مليونا للاعب وضع شكاية به لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم. وسعى مسؤولو الفريق إلى تسوية الديون بشكل تدريجي، في انتظار التوصل بالدعم من الجهات والسلطات المحلية. وشرع مسؤولو المولودية في بناء مشروعهم الذي أطلقوا عليه "مشروع مدينة مشروع جهة". ومع مرور الدورات، تبين أن المولودية الوجدية بإمكانه تحقيق الصعود، ووجد المسؤولون أنفسهم أمام وضع آخر، بعيدا عن المشروع الذي اشتغلوا على أساسه منذ تقلدهم مسؤولية تدبير شؤون الفريق، سيما أنهم كانوا يرغبون في تصريف الديون، من أجل الاستجابة إلى دفتر تحملات البطولة الوطنية، وتأسيس الشركة الرياضية، التي باتت مطلبا من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تفعيلا لقانون التربية البدنية والرياضة 30-09. ومن ضمن المشاكل التي واجهت مسؤولي الفريق، أنهم لم يجدوا السيولة المالية الكافية للاستمرار في تحقيق مشروعهم، قبل أن يتكفل الرئيس الجديد، بتقديم كل ما يتطلبه الفريق من مساعدات مالية، واستطاع أن يغطي أغلب المصاريف، كما أنه عقد اجتماعا مع اللاعبين، وطمأنهم بتكفله بتسديد جميع مستحقاتهم العالقة. وتمكن الفريق من تسوية وضعية اللاعبين خلال فبراير ومارس الماضيين، وهو ما ساهم في رفع معنوياتهم. حضور قياسي للجمهور سجل الموسم الجاري حضورا قياسيا لجمهور المولودية الوجدية في جميع المباريات. وقال حسن مرزاق، الناطق الرسمي باسم الفريق، في تصريح لـ "الصباح"، إن الجمهور كان السبب المباشر نحو الصعود إلى القسم الأول، بحكم أن الإستراتيجية التي سطرها المكتب المسير، كانت تنبني على تأهيل الفريق. وأوضح مرزاق أن الجمهور قدم دعما كبيرا للفريق داخل الميدان وخارجه، إذ سجل حضورا قياسيا في جميع المباريات، أغلبهم من شباب المدينة. واعتبر مرزاق أن الجمهور كان أول من آمن بالصعود، وحول أنظار المكتب من تنفيذ مشروعه إلى تحقيق هذا المطلب. مرزاق: مشروع مدينة وجهة قال حسن مرزاق، الناطق الرسمي للمولودية، إن الصعود ثمرة جهود مضنية لكافة مكونات النادي من طاقم تقني ولاعبين ومسيرين وجمهور. وأضاف مرزاق، في تصريح ل"الصباح"، أن المكتب الحالي نجح في إعادة الاستقرار إلى النادي، خاصة من الجانب المالي، وتابع "عندما تولينا زمام التسيير كان حينها الفريق يحتل المركز الثالث، مبتعدا عن صاحب المركز الثاني بتسع نقاط، واللاعبون ينتظرون مستحقاتهم المالية، لهذا راهنا على الجانب النفسي من أجل تحقيق نتائج إيجابية والتحضير للمستقبل". وبخصوص إستراتيجية المولودية المستقبلية، أكد مرزاق أنها تتحدد في تكوين فريق للمستقبل، وجعل المولودية مشروع مدينة وجهة، ولم شمل العائلة الرياضية وربط الماضي بالحاضر، وتكوين فريق للمستقبل من خلال الانتقال إلى شركة رياضية. وزاد "مما لا شك فيه أن المولودية ربح رئيسا شابا وطموحا ولديه غيرة، وجمهورا يعشق فريقه ومستعدا للتضحية أكثر في سبيل فريقه. ونتمنى من المجالس المنتخبة أن تنخرط في هذا المشروع حتى يعود الفريق إلى سابق تألقه. كركاش: حققت هدفي قال عبد العزيز كركاش، مدرب مولودية وجدة، إنه حقق هدفه بصعود الفريق إلى القسم الأول، بعد موسمين قضاهما بالثاني، وذلك بعد الفوز على اتحاد سيدي قاسم بهدفين لصفر في المباراة التي جمعتهما الأحد الماضي بملعب شهود في الرباط، لحساب الدورة 29 من منافسات البطولة. وأضاف كركاش في تصريح ل"الصباح"، أن الصعود تحقق بفضل جميع المكونات، وزاد "لم يكن من الهين تحقيق الصعود في موسم شاق، بسبب قوة المنافسين، لكن الحمد الله حققنا هدفنا بعد مجهودات مضنية، ولأول مرة ننفرد بالصدارة خلال هذا الموسم، في انتظار تأكيد ذلك في مباراة الخميسات". وأوضح كركاش أن مباراة الخميسات السبت المقبل ستكون احتفالية بالنسبة إليه. وتابع "من حسن الصدف أن الفريق الزموري سيحضر للاحتفاء معي، وهو الفريق الذي أشرفت على تدريبه في العديد من المناسبات". وعما إذا كان سيستمر مع المولودية، أكد كركاش أن عقده سينتهي بعد مباراة الخميسات، بما أنه وقع العقد لموسم واحد فقط، قبل أن يشير إلى أن هناك مشروعا واضحا بالنسبة إلى الفريق الوجدي برئاسة محمد هوار. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن - وتصوير: (مصطفى الشرقاوي)

المولودية…عودة السندباد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فريق نسوي جديد بخنيفرة

مالقة يكرم الأنطاكي

مقالات ذات صلة