تبريرات في مواجهة الانتظارات

رئيس الحكومة يرفض تهويل فشل التعليم وتبخيس الجهود المبذولة في التشغيل لم يجد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة في دفاعه عن حصيلة السنة الأولى من ولايته، بدا من رفع شماعة التبريرات عندما اعتبر في باب الحلول المقترحة لأزمة التعليم المستمرة منذ عقود، أن إصلاح التعليم "موضوع حيوي وأساسي في المغرب، وهو غير مرتبط بوزارة أو حكومة بل يهم الدولة والمجتمع بأكمله"، وهي لازمة رددها رؤساء حكومات قبله، وأعادها على مسامع المغاربة مسؤولو المجلس الأعلى للتربية والتكوين، إذ أن التشخيص كثير ومكثف والحلول ضئيلة ولا تواكب العمل الجدي على أرض الواقع. وأضاف العثماني في الجلسة الشهرية لمساءلته، في البرلمان أن هناك فشلا في قطاع التعليم بالمغرب، لكن لا يجب تضخيمه، مشيرا إلى أنه ينبغي التعاون لإصلاح التعليم بالمغرب لأن الأمر يرتبط بمستقبل أبناء وبنات المغاربة، مؤكدا أن حكومته لها إرادة قوية لإصلاح قطاع التعليم، وتنزيل الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتعليم، التي أنجزت من قبل المجلس الأعلى للتربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي. وأشار العثماني إلى أنه رغم الموارد المالية المهمة التي رصدت على مدى عقود للتعليم بالمغرب، مازال القطاع يعاني عددا من التحديات، خاصة على مستويات التعميم والجودة والمردودية والإبداع، وتكييف التكوين مع متطلبات سوق الشغل. والغريب في الأمر أن ربط التعليم بسوق الشغل، جملة مبتذلة، لأن سوق الشغل يحتاج بدوره إلى إصلاح، بإعادة هيكلة القطاع غير الميهكل، وضبط أداء الضرائب ومحاربة المتملصين منها. وعدد العثماني أيضا نقاط الضعف التي يعانيها التعليم بالمغرب، ومنها أن 34 بالمائة فقط من الأطفال المغاربة يصلون إلى مستوى الباكلوريا، و13 في المائة منهم فقط يحصلون على شهادة البكالوريا، واستمرار الاكتظاظ في المدارس، بين 30 و40 تلميذا في القسم، ومغادرة 300 ألف المدرسة سنويا. وفي الشغل، تجتهد حكومة العثماني لإيجاد حل لقلة الأطر في القطاع التعليمي والطبي، جراء الخصاص الكبير، ورفض الأطقم الطبية مغادرة محور البيضاء طنجة، إذ يعتقد العثماني أن حكومته الأولى التي استطاعت توظيف 55 ألف مدرس بالتعاقد من أجل القضاء على الخصاص الحاصل في الموارد البشرية في قطاع التعليم، وأن هؤلاء المتعاقدين غير مهددين حسب ما يروج البعض، بل ستحترم جميع حقوقهم على حد تعبيره، وذلك خلال سنة واحدة، وهو رقم قياسي، ينضاف إلى توظيف 4500 طبيب ومئات الممرضين. وأشار العثماني كذلك إلى مسألة التكوين المهني، موضحا أن عدد مؤسسات التكوين المهني في المغرب يصل حاليا إلى 584 مؤسسة في مختلف جهات وأقاليم المملكة، استقبلت هذه السنة 500 ألف طالب، مشيرا إلى أنه بحلول سنة 2021 ستخرج مؤسسات التكوين المهني مليون طالب. لكن الوضع على أرض الواقع يعكس حقيقة مخالفة لما تحاول الحكومة الترويج له، خاصة في ظل تقارير تحذر من تردي الوضع التعليمي بعد أن ارتفع الإقبال في محيط المدارس على كل أنواع المخدرات، ما أدى إلى ارتفاع الجرائم في صفوف المتمدرسين، إذ تعالج مختلف المحاكم سنويا 500 ألف قضية، تهم الاعتداء والسرقة والاتجار وتناول المخدرات. أ. أ

تبريرات في مواجهة الانتظارات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تكريـم بـن يحـيى بآزمـور

العثماني... سنة أولى حكم

مقالات ذات صلة