السيارات المستعملة… سوق “منتعشة”

حققت مبيعات قياسية في السنوات الأخيرة و البيضاء تصدرت نسب البحث والطلب سجلت مبيعات السيارات المستعملة في المغرب، أرقاما قياسية خلال الفترة الأخيرة، إذ تواصل منحاها التصاعدي في كل سنة، نتيجة أثمنتها المنخفضة مقارنة مع السيارات الأصلية. وتنشط سوق السيارات القديمة في المدن الكبرى، بحيث تتصدر البيضاء نسب البحث والطلب، كما يقبل عليها "البيضاويون" بكثرة، سيما الفئات التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة. تشير عقارب الساعة إلى الخامسة مساء. المكان البرنوصي. حركة دؤوبة بأحد محلات بيع السيارات المستعملة، التي تشهد إقبالا كبيرا عليها في السنوات الأخيرة بمختلف مدن المملكة، نتيجة غلاء أسعار السيارات الأصلية، ما يدفع شريحة كبيرة من المواطنين إلى الاتجاه نحو سوق السيارات القديمة، من أجل الحصول على مبتغاهم. رواج كبير أكد الحسين، مالك محل تجاري لبيع السيارات المستعملة، أنها تشهد رواجا كبيرا في صفوف "البيضاويين"، خاصة المنتمين إلى الطبقة المتوسطة، الراغبين في التنقل إلى مقرات عملهم بشكل يومي، في ظل إكراهات وسائل النقل العمومي، التي تدفع الموظف أو العامل في شركة معينة إلى ضرورة شراء السيارة، لكن غلاء تكلفتها في وحدات التسويق، يجعل محلات السيارات المستعملة سوقا نشيطة بالنسبة إلى هذه الفئة، على حد تعبيره. ويضيف صاحب المحل التجاري، أن "شريحة كبيرة من النساء يقبلن على شراء السيارات، بعدما تزايد وجودهن في سوق الشغل، سيما بالبيضاء"، مبرزا أن الزبناء يشترون بشكل كبير السيارات التي تتراوح أسعارها بين أربعة وسبعة ملايين. وبخصوص العلامات التجارية، التي يزداد الطلب عليها، أشار إلى أن "هيونداي» و»غولف» و»بوجو» و»كيا» و»رونو»، تعتبر أهم «الماركات» الرائجة حاليا في سوق السيارات المستعملة، لأنها اقتصادية وتلائم طبيعة المهن السائدة في المدينة. وشدد الحسين على أن السيارات القديمة لا تعني أنها غير صالحة للاستعمال، وإنما يتم إعادة بيع السيارات التي تتوفر فيها أدنى شروط السلامة، خاصة محرك السيارة، والدليل على ذلك أنها تعرض على مركز الفحص التقني للتأكد من سلامتها ميكانيكيا قبل بيعها للزبناء، تجنيا للوقوع في مشاكل السيارات المسروقة. وأضاف أن الأشخاص الراغبين في شراء سيارات جديدة، يتجهون إليه من أجل بيع سياراتهم القديمة، كما أن بعض الزبناء يودون استبدال سياراتهم بـ "ماركة" مغايرة لها، فيتم التفاوض بينهما، لافتا الانتباه إلى أن المحل التجاري الذي يشرف عليه، يعرض سيارات ليست قديمة جدا، إذ يتوفر على أحدث الطرازات، من قبيل 2015 و2016، كما أن أقدم سيارة يبيعها تعود إلى 2006. عروض مناسبة «اخترت المحلات التجارية التي تبيع السيارات المستعملة، بسبب القدرة الشرائية المتوسطة التي أحظى بها، ولا يمكنني أن أشتري سيارة فاخرة بثمنها الأصلي»، يتحدث أحد الزبناء الأوفياء لهذا المحل عن دوافع إقباله على شراء السيارات القديمة، ويضيف «صارت تكلفة السيارات الجديدة غالية جدا، وأنا موظف بسيط لدى الدولة، أتقاضى راتبا شهريا متوسطا، لن يمكنني من شراء سيارة أصلية». وقال عبد العالي (اسم مستعار)، من الزبناء الأوفياء لسوق السيارات المستعملة، في حديث مع "الصباح"، إنه يفضل هذا النوع من المركبات، لأنه يتناسب مع مستواه الاجتماعي، معللا بالقول "يجب ألا ننظر إلى تكاليف السيارة عند شرائها فقط، بل يتعدى الأمر ذلك إلى ما بعد عملية الشراء، إذ ترتفع كلفة صيانتها وتزويدها بالأجهزة الإلكترونية الذكية، فضلا عن بعض قطع الغيار التي لا تجد لها أثرا في السوق، وإن وجدت فإن تكلفتها تكون باهظة للغاية". ويوضح المتحدث ذاته، "لا يمكنني أن أؤدي المبلغ الكامل للسيارة الأصلية منذ البداية، مع العلم أنه تنتظرني مبالغ إضافية أكثر كلفة، سواء ما يتعلق بالصيانة أو الإكسسوارات، بينما أجزاء السيارات المستعملة موجودة بكثرة في أسواق المتلاشيات، وبأسعار أقل من قطع الغيار الأصلية"، مؤكدا أن الفكرة النمطية التي يتم تسويقها في صفوف الزبناء، المتمثلة في اهتراء السيارات القديمة، غير صحيحة دائما، وليست معيارا يمكن الاعتماد عليه، إذ توجد بعض «الهمزات» التي تشكل فرصة العمر بالنسبة إلى الفرد، كما أن مصطلح السيارة المستعملة لا يعني أنها «خرشاشة»، تكاد تنتهي مدة صلاحيتها، يعتمد الأمر فقط على المبلغ المالي الذي تنوي أداءه، مثلما جاء على لسان الزبون، الذي كان يتفقد «ماركات» السيارات المستعملة في المحل التجاري، بعناية فائقة. يجمع أغلب الزبناء، الذين تحدثت إليهم "الصباح"، أنهم يقبلون على شراء السيارات القديمة لسبب رئيس، يتجلى في انخفاض كلفتها، مقارنة مع السيارات الجديدة، التي تتطلب أموالا كثيرة، وما يوازي ذلك من ارتفاع مصاريف تجهيزها وصيانتها، فضلا عن اقتناء قطع الغيار الخاصة بها. كل هذه الجوانب تدفعهم لاتخاذ أسواق السيارات المستعملة وجهة أساسية لهم، ما ينعش الطلب عليها. مبيعات قياسية أصبح سوق السيارات المستعملة بالمغرب، يغري الكثير من التجار الراغبين في الربح السريع، إذ لا يؤدون أي ضريبة عن أرباحهم التي تبقى خارج رقابة الدولة، ما يحرم الخزينة العامة من موارد مهمة. وارتفع الطلب على أسواق السيارات المستعملة بمعدل يفوق ثلاث مرات نظيره في تسويق السيارات الجديدة، بحيث وصلت معاملات تسويق السيارات المستعملة، إلى ما يقارب 330 ألف سيارة تباع سنويا، في حين لا تتعدى مبيعات السيارات الجديدة 160 ألف وحدة سنويا. وفي دراسة سابقة أجراها فريق عمل موقع "Moteur.ma»، لتتبع توجهات الزوار المغاربة، تبين أن سوق السيارات المستعملة تنشط في المدن الكبرى، إذ تتصدر البيضاء مدن المغرب في نسب البحث والطلب، تليها كل من الرباط ومراكش، متبوعة بأكادير وطنجة، ثم باقي مدن المملكة. وتوضح الإحصائيات ذاتها، أن العلامات الفرنسية والألمانية الصنع تحتل أعلى ترتيب السيارات المستعملة، خصوصا "الغولف» و»رونو» و»فورد». نظام معلوماتي اعتمدت كتابة الدولة المكلفة بالنقل، بداية الشهر الماضي، نظام معلومات يمكن الأشخاص الراغبين في اقتناء مركبات مستعملة ومسجلة بالسلسلة العادية، من الاطلاع المسبق على ما إذا كانت هذه المركبات موضوع تعرض على انتقال ملكيتها أم لا.وذكر بلاغ لكتابة الدولة، أن هذا الإجراء سيمكن الأشخاص المعنيين من الاطلاع على المعلومات الشخصية لمالكي السيارات، وخصائصها التقنية، وكذلك السلطات أو المصالح المختصة الصادر عنها طلب تسجيل التعرض على تحويل ملكيتها. مصطفى شاكري

السيارات المستعملة… سوق “منتعشة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال محام مزور

الصحراء تصالح الأحزاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات