الساعة الإضافية … “شر لابد منه”

موظفون يتأخرون في الصباح عن العمل والإدارات خالية بسبب غياب المواطنين امتعض المغاربة من قرار الساعة الإضافية، سيما بعد اتجاه أوربا إلى إلغائها، الأمر الذي دفع بعض الأصوات إلى المناداة بالتخلي عن القرار الجديد. انتقلت "الصباح" إلى بعض الإدارات والمحلات التجارية، قصد الوقوف على مدى الانضباط للتوقيت الجديد، فضلا عن أخذ آراء المواطنين، بخصوص تداعياته. أثار قرار وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، بزيادة ساعة إضافية إلى التوقيت القانوني للمملكة، حنق أغلب المغاربة، بسبب "التعذيب الجسدي والنفسي" للمواطنين، سيما بالنسبة إلى الأطفال الصغار، في ما يرتبط بالاستيقاظ المبكر. تأخر الموظفين قامت "الصباح" بجولة في بعض الإدارات العمومية بالبيضاء، من أجل معرفة مدى حضور جميع الموظفين إلى مقرات عملهم، منذ التاسعة صباحا، فوجدت أن عددا كبيرا منهم لا يحضرون في الوقت المناسب، إذ يتأخرون إلى غاية التاسعة والربع، بل من يتجاوزها بكثير. سألنا أحد الموظفين، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، عن رأيه بخصوص التوقيت الجديد، فأجاب بلغة منفعلة "ما عندي ما ندير بهاد الساعة الجديدة، جابت لينا غير الصداع"، ويضيف "الاتحاد الأوربي حيدها وحنا باقي خدامين بيها، الدول اللي كتحترم راسها كتشاور مع المواطنين، وكولشي مكيحملهاش فالبلاد". امتعاض المواطنين من جهة أخرى، يبدو أن الساعة الإضافية لا يشتغل بها حتى المواطن، الذي اعتاد على التوقيت القديم، فالإدارات تفتح أبوابها منذ التاسعة صباحا، وينتظر الموظف قدوم المواطنين، لكن لا يأتي أغلبهم إلى غاية حلول العاشرة، ما يدل على أن المغاربة ما زالوا متشبثين بالتوقيت القديم. عمر (اسم مستعار)، حاصل على الإجازة في القانون، 26 سنة، يعلق ساخرا على القرار الجديد للحكومة، "لا أوافق على طريقة عمل حكومة العثماني مثل جميع المغاربة، الذين عبروا عن امتعاضهم من هذا الإجراء، إذ يجب استشارة المواطن أولا، لأنه سيكون إما المستفيد أو المتضرر من القرار، أما الحكومة فتسن القوانين ولا تشملها". ويضيف "أثبتت التجارب العلمية أن إضافة ساعة إلى التوقيت القانوني للبلد مضر من الناحية الصحية، ولا يعقل أن ذهن الإنسان اعتاد على نمط محدد طيلة السنة، سواء على مستوى الاستيقاظ أو الذهاب للعمل أو المدرسة، وتأتي في الأخير لتغير النظام برمته، سيؤدي بطبيعة الحال إلى اختلالات وأضرار جانبية". ويرى عمر، الذي يبدو عليه الاستياء من الساعة الإضافية، أننا غير قادرين على العمل بالتوقيت الجديد، سيما أن أغلب الموظفين لا يلتحقون بمقرات عملهم منذ الصباح المبكر، والأمر نفسه ينطبق على التلاميذ، الذين يواجهون صعوبات في الاستيقاظ، الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج سلبية مخالفة للتوقعات التي سطرتها الحكومة. ركود في الصباح الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا. ساحة "ماريشال" بوسط المدينة، خاوية على عروشها. جل المحلات لم تشرع بعد في تقديم خدماتها للزبناء. العديد من المتشردين، الذين اتخذوا الساحة مكانا لمبيتهم، مازالوا نائمين لحد الساعة. ما إن وصلت عقارب الساعة إلى التاسعة والربع، حتى بدأت الحياة تدب قليلا في قلب المدينة، إذ بدا الإقبال على بعض المحلات التجارية، وإن كان قليلا، رغم أن الوضع العام يوضح أن الناس لم يعتادوا على الساعة الإضافية، ما دفع التجار إلى العمل بالتوقيت القديم، لأن الرواج يكون قليلا في الساعات الأولى من الصباح. "ما يمكنش ليا نخدم بالتوقيت ديال الحكومة، وأنا عارف باللي مغاديش يجي لعندي حتا كليان فديك الوقيتة د الصباح"، يؤكد حماد، بلكنته السوسية، على استحالة فتح مركزه التجاري في غياب الإقبال من قبل الزبناء. "لماذا سأنصاع للقرار الجديد؟، تتساءل رشيدة، مالكة محل للمنتوجات الغذائية، وتواصل محتجة "إذا كانت الساعة الإضافية تدر أرباحا طاقية للحكومة، فإنها لم تجلب إلي سوى الخسارة، سيما في الفترة الصباحية"، تتريث قليلا للتخفيف من حدة لهجتها وتواصل، "أعتقد أنه يجب عدم العمل بهذا القرار في الأشهر المقبلة، بعدما تبين أن المغاربة لا يطيقون الساعة الإضافية". مصطفى شاكري

الساعة الإضافية … “شر لابد منه”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غفران سعيدة بـ "جابني الغرام"

تسكت على "سناب شات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات