ضرب لهم المثل بجهة الداخلة ودعا إلى النهوض بالصلاحيات والحفاظ على وحدة الوطن حملت الرسالة الملكية إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى "كرانس مونتانا" بالداخلة، توبيخا إلى الماسكين بزمام الجهات، إذ شدد على أن الجهوية مدعوة اليوم لتصبح مجالا ترابيا يملك صلاحية تدبير الشؤون المتعلقة بمستقبله في إطار الوحدة الترابية للمملكة. وضرب الملك المثل بجهة الداخلة وادي الذهب في النهوض بالصلاحيات وصون وحدة الوطن، معتبرا أن "الجهوية المتقدمة ليست مجرد تدبير ترابي أو إداري، بل هي تجسيد فعلي لإرادة قوية على تجديد بنيات الدولة وتحديثها، بما يضمن توطيد دعائم التنمية المندمجة لمجالاتنا الترابية، ومن ثم تجميع طاقات كافة الفاعلين حول مشروع ينخرط فيه الجميع"، وبالتالي "التحول إلى مجال ترابي يملك صلاحية تدبير الشؤون المتعلقة بمستقبله، في إطار الوحدة الترابية للمملكة". وقال جلالته، في افتتاح المنتدى، أول أمس (الخميس)، "لقد أردنا لجهات المغرب الاثنتي عشرة أن تؤسس لشكل جديد من النمو الاقتصادي: نمو شامل، تساهم فيه كل القطاعات العمومية والخاصة، مع التركيز على تقوية التماسك الوطني وتعزيز الولوج إلى الخدمات العمومية في مناطق تتمتع بمؤهلات تنموية واعدة"، وإنه "إذا كانت هناك جهة تجسد التنزيل الفعلي لمفهوم الجهوية، فهي هذه الجهة (الداخلة -وادي الذهب) الجميلة، التي تجتمعون فيها اليوم، لاسيما هنا في مدينة الداخلة : فقد شهدت تحولا عميقا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، شأنها في ذلك شأن باقي الأقاليم الجنوبية. وإننا لعازمون على المضي قدما على هذا الدرب، حتى تستعيد الصحراء المغربية دورها التاريخي، بوصفها ملتقى طرق وصلة وصل بين مختلف أرجاء القارة". وأكد الملك أن القارة الإفريقية لا يعوزها الطموح ولا الإرادة اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة واستثمار الفرص التي تتيحها العولمة والاستفادة منها على النحو الأمثل، "بقدر ما هي في حاجة إلى بلورة أشكال تنظيمية جماعية جديدة لإدارة المجالات الترابية وتدبيرها. وذلكم هو المنطق الذي يحكم اختيارنا للجهوية المتقدمة محورا لنموذجنا التنموي الاقتصادي"، وأن المغرب ظل وما يزال ملتزما بتقاسم تجربته في هذا المجال مع البلدان الإفريقية الشقيقة، سواء في إطار تنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع شركائه، أو من خلال موقعه داخل منظمة "المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية" التي تحتضن الرباط مقرها. وتعرف الدورة الرابعة لمنتدى (كرانس مونتانا)، التي تستمر إلى غاية 20 مارس الجاري تحت شعار "إفريقيا والتعاون جنوب- جنوب"، مشاركة أزيد من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية والإقليمية، وشملت لائحة الضيوف رؤساء دول وحكومات سابقين، في مقدمتهم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي ووزراء، ورؤساء برلمانات، وصناع قرار وبرلمانيون وخبراء دوليون، من أجل مناقشة مستقبل إفريقيا، والتنمية المستدامة، والتعاون جنوب- جنوب، ومختلف التحديات التي تواجهها إفريقيا في زمن العولمة. ياسين قُطيب