100 مليون ولقب قاري جديد للوداد

الفريق الأحمر أحرز السوبر الإفريقي لأول مرة في مسيرته على حساب مازيمبي أنعش الوداد الرياضي خزينته بمائة مليون سنتيم، القيمة المالية التي خصصتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للفائز بكأس السوبر. وأحرز الوداد أول لقب للسوبر الإفريقي في تاريخه، أول أمس (السبت)، بعد فوزه على ضيفه، مازيمبي الكونغولي، بهدف لصفر، أمام 40 ألفا من مناصريه، بملعب محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية. وجاء هدف المباراة الوحيد، عن طريق أمين تيغزوي، في الدقيقة 83، من ضربة خطأ مباشرة، أكد من خلالها استحقاقه جائزة رجل المباراة. ودخل الوداد المباراة بتشكيل غير مألوف، بالاعتماد على المهاجم النيجيري شيكاتارا، لأول مرة قلب هجوم، فيما لعب محمد النهيري ظهيرا أيسر. وبدأ الفريق البيضاوي المباراة بشكل جيد، وضغط على منافسه عبر الأطراف، باستغلال انسلالات الحداد، إلى أنه عجز عن تسجيل هدف السبق بشكل مبكر. وكاد عبد اللطيف نوصير أن يسجل للوداد، بعد مرور ربع ساعة، إثر تبادل جميل للكرة مع صلاح الدين السعيدي، إلا أن الحارس تصدى للكرة. وأقلق مازيمبي، الذي اعتمد على الهجمات المرتدة، دفاع الوداد، بواسطة لاعبه كالابا، إلا أنه لم يهدد فعليا الحارس العروبي. وحمل الشوط الثاني مستجدات مثيرة، منها احتساب ضربة جزاء للوداد، أهدرها وليد الكرتي، في الدقيقة 55، وبعدها عاد الحكم الزامبي سيكازوي، ليعلن عن ضربة جزاء ثانية، قبل أن يلغيها بعد اللجوء للفيديو. وفي الدقيقة 83، فاجأ تيغزوي مازيمبي، بضربة ثابتة سددها بإحكام، لتعانق الشباك، مانحا الوداد أول ألقابه في السوبر الإفريقي، خلال ثالث مشاركاته. وتوج الوداد بلقب دوري أبطال إفريقيا، فيما أحرز مازيمبي كأس الكونفدرالية. إعداد: نور الدين الكرف وتصوير (أحمد جرفي) "وينرز" يخطف الأضواء يشكل جمهور الوداد الرياضي قوة دفع حقيقية للاعبين داخل رقعة الميدان، بأناشيدهم وأهازيجهم التي تخترق آذان المنافسين، قبل أن تصل قلوب أصحاب الأرض... وبعيدا عن الكلمات النابية، والشعارات المسيئة، يظل تشجيع «وينرز» مثاليا ومحفزا لكل اللاعبين داخل المستطيل الأخضر... بألوانهم الحمراء الزاهية، يشكلون داخل المدرجات لوحات جميلة تؤثث لفضاء يتحول إلى بركان قابل للانفجار في أي لحظة. ما يميز الجماهير الودادية، هو ابتعادهم عن الصراعات الشخصية، والخوض في الأعراض، ما يهمهم دعم فريقهم و قيادته إلى تحقيق الانتصارات، بعيدا عن الصراعات وترديد أسماء بعينها. لقد كان لجمهور الوداد نسبة كبيرة في إحراز الفريق للقب عصبة الأبطال وكأس السوبر، بغض النظر عن الظفر بالبطولة الوطنية، فأصبح المتتبعون يطلقون على ملعب محمد الخامس اسم «البركان» الذي لا يمكن مقاومة درجات حرارته... أصبح اليوم للوداد جيش يحميه، وقادر على إحداث التفوق، مهما كانت قيمة المنافس، وهذا هو الدور الحقيقي للجمهور أثناء المباراة... لقد ردد في نهائي السوبر أمام مازيمبي النشيد الوطني بطريقة جميلة ومحترمة، بعيدا عن ترديد الشعارات المسيئة، التي تخدش الحياء وتمنع الحضور من اصطحاب المقربين إلى المدرجات... تيغزوي... القائد الجديد أكد أمين تيغزوي، المنضم إلى كتيبة الوداد بداية الموسم قادما إليها من أولمبيك خريبكة، أنه بات بحق القائد الجديد لفريق البنزرتي. فإضافة إلى إمكانياته التقنية، يتمتع هذا القادم من مركز تكوين نانسي الفرنسي، بسرعة اختراق وتسديدات غاية في الدقة... بدأ تيغزوي يتأقلم تدريجيا مع أسلوب البنزرتي، والأكيد أنه سيصبح مع توالي المباريات قائدا بامتياز لجوقته الموسيقية. صحيح أنه يشغل في المنظومة الحالية للوداد بكل امتياز الأروقة، لكن إمكانياته البدنية والتقنية وسرعته الفائقة، قادرة على أن تقوده إلى مركز رقم «10» الذي طالما اختفى من مياديننا. هذا الشاب القادم من فرنسا، مواليد 20 أبريل 1989، سيشكل لا محالة المعادلة الصعبة داخل تركيبة الوداد، خصوصا أنه استوعب بسرعة فائقة طريقة لعب المدرب، المهووس بالهجوم، ويبدو أن الولادة الثانية لهذا النجم ستكون على يد البنزرتي، لأن كرة القدم اليوم في حاجة إلى مبدعين وفنانين في زخم الخطط التكتيكية. البنزرتي... الثعلب لا أحد يجادل في أن التونسي فوزي البنزرتي، يعد ثعلب الألقاب قاريا ومحليا، كيف لا وقد حصل مع الوداد على لقبه السابع عشر، في مسيرته التدريبية، حينما حاز لقب السوبر... البنزرتي المحظوظ مع الأندية الوطنية، بالتعاقد معها في حالة جيدة، فدرب الرجاء في قمة عطائه وقاده إلى نهائي مونديال الأندية، وتعاقد مع الوداد بطلا للقارة السمراء، وقاده إلى التتويج بلقب السوبر، لأول مرة في مسيرته... في أول تجربة له مع النجم الساحلي في موسم 86 - 87 توج بلقب الدوري التونسي. وفي 1990 درب النادي الإفريقي وقاده في العام ذاته لإحراز لقب الدوري وبلوغ نهائي كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس. تسلم فوزي البنزرتي المسؤولية الفنية للترجي التونسي في 1993، وتوج معه بالدوري، وكأس إفريقيا للأندية خلال 1994، وتعاقد مع النادي الصفاقسي في يونيو 1996 ، لكنه لم يلبث أن غادره قبل الموسم ليخوض أول تجربة خارجية على رأس نادي الشعب الإماراتي. وعاد فوزي البنزرتي للنادي الإفريقي في 1999 ، وبلغ معه نهائي كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس، قبل أن يتولى مسؤولية الأمور التقنية للملعب التونسي في 2001، لكنه سرعان ما استقال ليعود في في 2003 لتدريب الترجي وتوج معه بلقب الدوري. في 2005 عاد فوزي البنزرتي إلى الاتحاد المنستيري قبل أن يتعاقد في يونيو 2006 مع النجم الساحلي. وفي يوليوز 2007، عاد من جديد لقيادة الترجي التونسي وسرعان ما غادره بعد شهر واحد ليتعاقد مع منتخب ليبيا، قبل أن يعود للترجي في 2009 ثم يغادره من جديد بعد خسارة نهائي دوري أبطال إفريقيا 2010. وعاد فوزي البنزرتي لتدريب النادي الإفريقي في 2011 ، ثم أشرف على النجم الساحلي، فالشارقة الإماراتي في 2012. وفي نونبر 2013 تولى تدريب الاتحاد المنستيري لمدة أسبوعين قبل أن يعلن انسحابه بشكل مفاجئ ليحط الرحال بنادي الرجاء الرياضي الذي بلغ معه الدور النهائي لمونديال الأندية. غادر فوزي البنزرتي الرجاء في ماي 2014 وتعاقد مع النجم الساحلي ليقوده لإحراز كأس تونس 2015 ثم كأس الاتحاد الإفريقي في نونبر من العام ذاته والدوري الممتاز في يونيو 2016. ودرب فوزي البنزرتي منتخب تونس لفترتين، الأولى في مارس 1994 والثانية في يناير 2010، كما درب منتخب ليبيا من 2007 إلى 2009. ويعد البنزرتي الأكثر تتويجا بالألقاب، فقد فاز بلقب الدوري التونسي في ثماني مناسبات سنوات 1987 و2007 و2016 مع النجم الساحلي و1990 مع النادي الإفريقي و1994 و2003 و2009 و2010 مع الترجي، كما قاد النجم لإحراز كأس تونس 2015. وأحرز مع الترجي كأس إفريقيا للأندية البطلة (1994) ، والسوبر الإفريقي (1995)، ودوري أبطال العرب (2009)، كما قاد النجم الساحلي للتتويج بكأس الاتحاد الإفريقي في 2006 و2015. الوداد أول "ضحية" لتقنية الفيديو بات الوداد أول «ضحية» لتقنية الفيديو بإفريقيا التي استخدمت لأول مرة في السوبر الإفريقي، الذي جمع بين الفريق الأحمر ومازيمبي. وأعلن الحكم الزامبي ضربة جزاء لفائدة الوداد، بعد سقوط شيكاتارا في منطقة العمليات، وبعد احتجاجات لاعبي مازيمبي توجه الحكم إلى الشاشة لإعادة اللقطة في الشاشة المرتبطة بغرفة الحكام الساهرين على تقنية الفيديو، ليتبين له بعد ذلك أن قراره كان خاطئا. وتراجع الحكم الزامبي عن قراره ما حرم الوداد من ضربة جزاء ثانية، كان ينوي شيكاتارا تسجيلها، بعد ضياع الأولى عن طريق وليد الكرتي. واعتمدت «كاف» تقنية الفيديو في البطولة الإفريقية للاعبين المحليين، وقررت اعتمادها لأول مرة في مباراة فريقين، بمناسبة السوبر الإفريقي. لقطات العروبي حظي زهير العروبي، حارس مرمى الوداد، باستقبال كبير من قبل الجماهير الودادية أثناء فترة التسخين، الأمر الذي رفع معنوياته كثيرا أثناء المباراة. الجواهري ظل محمد الجواهري، رئيس شركة «كازا إيفنت» يتجول داخل رقعة الميدان، وتابع كل صغيرة وكبيرة قبل انطلاقة المواجهة. تنظيم لم تبارح الخلية الإعلامية داخل الجامعة، الفضاء المخصص للصحافة، وحرصت على توفير كل الظروف المناسبة للإعلاميين من مختلف الجنسيات، ما خلف ارتياحا لدى كل الصحافيين الذين حضروا لتغطية الحدث القاري. صحافة تابع المباراة صحافيون من مختلف الجنسيات، منهم أوربيون وأفارقة عبروا عن ارتياحهم بظروف الاستقبال بالمنصة الصحافية. تذاكر بلغ ثمن التذكرة ساعتين قبل انطلاق المواجهة، في السوق السوداء، عشرة دراهم للمدرجات المكشوفة، في ضربة قوية ثانية بعد مباراة الديربي، لنشطاء هذه السوق. لوحات عادت لوحات الإشهار الإلكترونية لاستئناف نشاطها داخل محيط الملعب، بعد أن توقفت منذ نهاية منافسات «الشأن». جمهور تابع حوالي 30 متفرجا كونغوليا المباراة من المنطقة التي خصصت لهم من قبل اللجنة المنظمة. كاندا سبق لديو كاندا، مهاجم مازيمبي، أن لعب على أرضية ملعب محمد الخامس، حينما كان يدافع عن قميص الرجاء الرياضي، موسم 2012 - 2013 وكان وراء أول محاولة للفريق الكونغولي في الدقيقة التاسعة من المباراة. ■ تدخل كان تدخل مويس كاتمبي، رئيس مازيمبي، حاسما في لجوء الحكم الزامبي لتقنية «الفيديو»، للتأكد من صحة ضربة الجزاء الثانية التي أعلنها لفائدة الوداد، حينما طلب من أحد مساعدي مدرب مازيمبي تنبيه الحكم.

100 مليون ولقب قاري جديد للوداد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"خريستو" ينجو من الموت

تراجع عدد المغاربة المنخرطين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات