ياجور: نستمد قوتنا من المعاناة

قال لـ "الصباح" إن مكانة الرجاء هي الصدارة ودعا إلى نسيان الخلافات قال محسن ياجور، مهاجم الرجاء الرياضي، إن الفريق يستمد قوته الموسم الحالي من معاناته، ويصر على تعويضها بالتتويج باللقب، وتحقيق الازدواجية في موسم استثنائي. وكشف هداف البطولة، في حوار مع "الصباح"، أن مهمة المنافسة على اللقب، لن تكون سهلة، في ظل الظروف الحالية، لكن اللاعبين يدركون حجم المسؤولية، ويعرفون أن اللقب هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، لذلك يصرون على المنافسة إلى آخر لحظة. وأثنى ياجور على إنجاز المنتخب المحلي، وتتويجه بلقب "الشان"، واعتبره تأكيدا للصحوة التي تعيشها كرة القدم الوطنية في الفترة الأخيرة، كما أشاد بإنجاز الأسود، بوصولهم إلى مونديال روسيا، معتبرا المرحلة الحالية زاهية، وتؤكد انتفاضة كرة القدم الوطنية، والتي يجب استثمارها على أحسن وجه. وختم ياجور أنه لا يفكر في الاحتراف في الوقت الراهن، وأن شغله الشاغل، تحقيق اللقب، وضمان الاستقرار لأسرته الصغيرة. وفي ما يلي نص الحوار: عاد الرجاء إلى صدارة الترتيب بعد فترة طويلة من الغياب، ما تعليقك على ذلك؟ المكان الطبيعي للرجاء، هو الصدارة، مهما كانت الظروف. الجمهور لا تهمه سوى النتيجة، بغض النظر عن الظروف التي تتم فيها، وهذا من حقه، لأن الرجاء خلق من أجل الألقاب والفرجة، والحمد لله تمكنا بفضل مجهوداتنا ومجهودات الطاقم التقني من تحقيق أمنيته، بمشاهدة فريقه في القمة، مكانه الطبيعي. لكن ذلك تحقق بصعوبة؟ وهنا تكمن حلاوة كرة القدم، فالفوز الذي حققناه أمام خريبكة لا يحصل إلا نادرا، ويؤكد شخصية الفريق البطل، الذي يتحدى كل الصعاب في سبيل إسعاد محبيه. في ظل كل الإكراهات نحاول الظهور بمظهر جيد، ولأن تاريخنا لا يسمح لنا سوى بذلك. ندرك حجم الانتظارات، ونحاول تحدي الصعاب، من أجل النتائج التي من شأنها أن تسعد هذا الجمهور الرائع. هل بإمكانكم المواصلة إلى النهاية؟ أكيد، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، في ظل الظروف الحالية، لكن اللاعبين يدركون حجم المسؤولية، ويعرفون أن اللقب هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، لذلك يصرون على المنافسة إلى آخر لحظة، وتحقيق الازدواجية، التي ستدخله التاريخ لطبيعة الظروف التي تحققت فيها. ماذا يقدم لكم غاريدو في مثل هذه الظروف؟ صحيح أن الرجاء أحسن الاختيار، حينما تعاقد مع مدرب بقيمة كارلوس غاريدو، الذي بث في اللاعبين حب التنافس على الألقاب، بغض النظر عن الظروف المحيطة. والجميع يتابع أداء اللاعبين داخل رقعة الميدان، همهم الوحيد هو ثلاث نقاط. صحيح أنهم يطالبون بحقوقهم، لكن بطرق ودية وحضارية، بعيدا عن المردودية التي تسعد الجماهير، وهنا تكمن قوة غاريدو، الذي نجح في تمرير الخطاب، وجعل الجميع يفكر بشكل جماعي، بعيدا عن الأنانية والمصلحة الشخصية، وأعتقد أن قوة الرجاء هذا الموسم، استمدها من معاناته. ما هي الأندية التي تراها قادرة على منافستكم حول اللقب؟ هناك العديد من الأندية التي ظهرت بشكل جيد هذا الموسم، وقادرة على المنافسة، من بينها طبعا الرجاء، الذي يحاول تحقيق الازدواجية، والعودة إلى سكة الألقاب. حسنية أكادير ظهر بمستوى جيد، وقادر على منافستنا، إلى آخر لحظة، واتحاد طنجة بدوره انتفض بعد البداية المتعثرة، دون أن ننسى الجيش الملكي العائد بقوة، والوداد، المتعود على الألقاب، خصوصا بعد التعاقد مع مدرب خبير بقيمة فوزي البنزرتي. البطولة هذا الموسم لن تحسم سوى في الدقائق الأخيرة من المباريات، وليس في الجولات الأخيرة، لأن المستويات متقاربة، وسنعمل كل ما في وسعنا من أجل الظفر باللقب، من رحم المعاناة. برأيك هل تطور أداء البطولة هذا الموسم؟ أداء البطولة في تطور مستمر، منذ سنوات، ونحن نحتل الصفوف الأمامية داخل القارة السمراء، وعلى المستوى العربي، لكن مع النتائج الأخيرة المحققة، سواء بالنسبة للمنتخب الأول، الذي عاد إلى المونديال، أو المنتخب المحلي الذي حقق "الشان"، دون نسيان الوداد الذي فاز بلقب عصبة الأبطال، كلها نتائج تؤكد صحوة كرتنا في الآونة الأخيرة، ومع بعض المجهودات على صعيد الأندية، سنسيطر عربيا وقاريا، وسنؤكد للمتتبعين أن المغرب يتوفر على الإمكانيات البشرية، وبقليل من الإمكانيات اللوجستيكية، سنصبح قوة كروية يضرب لها ألف حساب. هل كنت تتمنى المشاركة في "الشان"؟ بطبيعة الحال، لكن جمال سلامي مدرب المنتخب كان له رأي آخر ، وشارك بمجموعة أثبتت للعالم أنها الأحق، وظهرت أسماء جديدة، ستشكل مستقبل كرة القدم الوطنية. لقد دافعت عن ألوان هذا المنتخب لسنوات، وحان الوقت لترك الفرصة أمام اللاعبين الشباب، والمهم هو رفع العلم الوطني عاليا، مهما اختلفت الأسماء، فتحية لأشبال سلامي، وهذا الجيل من اللاعبين الذي شرف كرة القدم الوطنية. هناك من يرى أن ياجور كان يستحق المشاركة... الكلمة الأولى والأخيرة، تعود إلى المدرب، الذي نجح في اختياراته، وحقق اللقب الأول لكرة القدم الوطنية، بعد سنوات عجاف على مستوى المنتخبات. تنتظركم مشاركة في كأس "كاف"، هل تعتبرها فرصة لرد الاعتبار؟ ليس هناك أي رد للاعتبار، بل هناك فرصة لتأكيد صحوة الرجاء، والعودة إلى الألقاب القارية، لتأكيد صحوة كرة القدم الوطنية. سنحاول استثمار هذه الفترة على أحسن وجه، وإعادة شريط أندية مصر وتونس في فترات سابقة. لم يعد مسموح لنا بالتراجع، وعلينا استغلال هذه المرحلة، وتأكيد عودة كرة القدم إلى القمة. هل تعتقد أن الرجاء قادر بإمكانياته الحالية على المنافسة على اللقب؟ الرجاء قادر دائما على المنافسة. صحيح أن الظرفية الحالية استثنائية، لكن لا أعتقد أنها ستستمر، لأن هناك رجالا قادرون على انتشال الفريق من أزمته، إذا ما واصلت المجموعة ذاتها، أكيد أنها ستحقق نتائج إيجابية. الفريق يتوفر على المادة الخام، وبإمكانه التفوق على أي فريق في القارة، لذلك أنا متفائل. ما رأيك في نتائج المنتخب الأول؟ هذا المنتخب هو قاطرة كرة القدم الوطنية، ويوجد في أحسن حالاته، وحقق العبور إلى المونديال، صحيح أنني كنت أتمنى المشاركة في هذا الإنجاز، لكن الخير في ما اختاره الله، وأتمنى له التوفيق في روسيا، لننقل صورة جميلة عن كرة القدم الوطنية. هل تلقيت بعد العروض الاحترافية بعد تألقك بقميص الرجاء؟ اللعب بقميص الرجاء في حد ذاته فرصة للظهور، وكنت واثقا من أن العروض ستأتي، لأن الجميع يتابع عطاءات هذه الفريق عبر العالم. فعلا توصلت ببعض العروض الاحترافية من أندية خليجية، لكن ظروفي الحالية، لا تسمح لي بمناقشتها، خصوصا أنني مهتم أكثر بالحصول على اللقب، بقميص الفريق الذي تربيت بين أحضانه. هل بالإمكان أن نراك الموسم المقبل بقميص فريق جديد؟ أنا مرتبط مع الرجاء لموسم إضافي، ولا أبحث الآن عن تغيير الأجواء، لأن هناك العديد من الأمور تتحكم في مستقبل اللاعب، في مقدمتها ظروفه الاجتماعية، في الوقت الحالي، تفكيري منصب على ضمان الاستقرار لأسرتي الصغيرة، وأريدها أن تكبر في وطنها، وبين أفراد عائلتها، لذلك سأتريث قبل اتخاذ أي قرار. ما هـــي النصيحـــة التي يمكن أن توجهها لجميع الفعاليات الرجاوية؟ أن تترك خلافاتها جانبا، وتفكر في مصلحة الرجاء، وتضع في حسبانها أن الفريق ليس من نصيب أي أحد، وأن وراءه شعب يحميه، وأن الأسماء زائلة، مهما طال الزمن أو قصر. فاسم الرجاء قادر على استقطاب أكبر المقاولات لدعمه، لكن شريطة تصفية الأجواء. ما يمر به الفريق اليوم، ضريبة للإنجازات الكبيرة التي حققها، ويجب التعامل مع هذه المرحلة بالكثير من الحيطة والحذر، لكي لا تترك آثارا سلبية على تاريخه ومسيرته، ولدي اليقين أن الفريق سيعود. في سطور الاسم الكامل: محسن ياجور تاريخ ومكان الميلاد: 14 يونيو 1985 بالبيضاء مكان اللعب: قلب هجوم الفريق الحالي: الرجاء الرياضي الأندية التي دافع عن ألوانها: الوداد الرياضي والمغرب التطواني وكياسو (إيطاليا) وشارل لوروا (بلجيكا)، والأهلي وقطر والخور (قطر) أفضل إنجازاته: وصيف بطل العالم رفقة الرجاء ولعب نصف نهائي مونديال الشباب 2005. بورتري "الغوليادور" لا يخفي «الغوليادور» محسن ياجور، مدى تأثير أسرة الصغيرة على حياته، وعلى مسيرته الكروية، بعد أن ظل فترة طويلة تائها، يبحث عن خيط أمل يعيد إليه التوهج، قبل أن يعثر عليه في مونديال الشباب 2005، الذي شهد ميلاد نجم كبير، تنبأ له المتتبعون بمستقبل زاهر، قبل أن يضيع في زحمة الحياة، ويضطر إلى «الحريك»، ويعيش تجربة اعتبرها مفيدة، رغم قسوتها. في عقده الثالث يعترف ياجور، أنه بات يعيش من أجل هدف معين، وهو تربية ابنتيه إخلاص وزينب، وتوفير الظروف الملائمة لهما، لكي تتجنبا المرارة التي تذوقها في فترات من عمره، قبل أن ينبعث الأمل بدخولهما حياته... قدر ياجور أن يشغل البال في لمعانه وإخفاقه، وأحيانا كثيرة في قراراته. فاللاعب ذو 32 ربيعا، اختار الطريق الصعب لولوج عالم لطالما حلم به، عالم عاشه في مونديال هولندا للشباب قبل 13 سنة، وقبل ثلاث سنوات بقميص الرجاء في مونديال الأندية، حيث رسم أجمل اللوحات، ودوخ أعتد الدفاعات، ونال لقب أفضل ثالث لاعب في كأس العالم للأندية. ياجور الذي أطلق عليه المعلقون لقب رونالدو العرب، أهداه جمال فتحي بطاقة العبور نحو النجومية، حينما حوله من مدافع أيسر ضمن شباب الرجاء، إلى هداف مرعب، تخترق أهدافه الشباك المحصنة. في أزقة «اسباتة»، داعب ياجور معشوقته، وفي ملاعب هولندا التي ستبقى شاهدة على ميلاد نجم بمواصفات الكبار، ومونديال الأندية بمراكش وأكادير في مناسبتين، تفجرت مواهبه، وعاش الفتى الأسمر أحلاما وردية، قادته إلى قلوب عشاق الكرة الجميلة، وتربع على عرش المشاهير بالمغرب، كأول لاعب يخوض ثلاثة كؤوس عالمية، بعد انضمامه إلى المغرب التطواني، ممثل المغرب في النسخة الأخيرة.

ياجور: نستمد قوتنا من المعاناة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدفاع يرفض 200 مليون لأجل لكرو

الرجاء في الصدارة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات