“كفى من سرقة التراث الجزائري”

زكريا بيقشة يكشف عن مشاريعه الفنية مع رواد الأغنية المغربية كشف زكرياء بيقشة، الشاعر الغنائي والملحن، عن مشاريعه الفنية المقبلة مع عدد من النجوم، مشيرا إلى أنه حريص على التشبث بالتراث المغربي، ويرفض ما يسمى "الموجات الفنية"، ومتحدثا في الوقت نفسه عن الصراعات في الوسط الفني. > أعلنت «ماي حريري» عن أغنية لها من كلماتك وتلحينك، ما يميز هذه الأغنية عن باقي أعمالك الفنية الأخرى؟ > الأغنية الجديدة للفنانة اللبنانية «ماي حريري» (من كلمات وتلحين وتوزيع حمزة الغازي) تندرج ضمن المشاريع الفنية التي أحرص فيها على التميز خاصة أنها تحتوي على لمسة فنية مستمدة من التراث المغربي، ويمكن للمتتبع أن يلاحظ أن جميع أعمالي الفنية أصولها تراثية، إذ أحرص على كتابة كلمات وتلحين أغان مغربية «حقيقية» لا علاقة لها بالموجات الفنية السائدة التي يُطلق عليها «مخليجي» (أي تزاوج بين الخليجي والمغربي). وأحرص في أعمالي ومشاريعي الفنية على التشبث باللهجة «الدارجة» والرؤية المستمدة من نبع التراث الأصيل. > وهل تتعامل بالرؤية نفسها مع باقي أعمالك الفنية؟ > بدون شك، فأنا أستعد، حاليا، لمشروع فني مع مريم بلمير، التي غابت منذ حوالي ست سنوات عن الساحة، وهو عبارة عن أغنية على شكل فيديو كليب من كلماتي وألحاني وتوزيع حمزة الغازي، ناهيك أنني تعاملت مع رواد الأغنية المغربية، مثل حياة الإدريسي، و لطيفة رأفت، وعائشة تشنويت، ورشيدة طلال. ومفاجأتي هو عمل فني جديد مع كاتب الكلمات محمد الباتولي، الذي كتب كلمات الأغنية الشهيرة «كان يا مكان « لعبد الوهاب الدكالي، في أغنية ستؤديها الفنانة سميرة بلحاج، إضافة إلى أعمال أخرى مع فنان عرب لم يحن الوقت للكشف عن هويتهم. > يعترف المتتبعون بتميز ألحانك خلال السنوات الماضية، فما السر في ذلك؟ > (يبتسم) إنه سر لا يمكن أن أعرفه، لكن تأكد أن التوجه والرؤية التي اخترتها أحد أسباب التميز، فأنا، مثلا، لا أؤمن ب»الموضة» في الفن، وأحرص على الإبداع خارج المتعارف عليه، وأرهق نفسي في تصور أشكال فنية جديدة، لذلك أعلنت القطيعة مع أغاني «مخليجي»، ليس لأنها سيئة، فعلى العكس لها جمهورها، لكن لي مساري الفني الخاص بي. يؤلمني جدا نسبة أغنية ما إلى الأغاني المغربية عبثا، حتى ولو استمع إليها الآلاف، وفي أوج «الأغنية الخليجية المغربية» ساهمت بأغنية «لا علاقة»، والحمد لله لقيت نجاحا كبيرا، فهي أول أغنية مغربية تردد صداها في الوطن العربي، بدءا من لبنان ومصر والخليج، وتغنى بها مطربون بالريفية والسوسية... وربما هذا هو سر التميز. > وهل التراث مازال قادرا على إبهار الأجيال الجديدة؟ > أولا، التراث المغربي عالمي بكل المقاييس، ولكي يتفوق فيه المبدعون لابد من التوفر على الموهبة ووضوح في الرؤية. ولن يؤدي تطاول المتطفلين على التراث إلا إلى الكوارث الفنية. > لكن مقاييس النجاح الفني تغيرت كثيرا؟ > أبدا، أنت تتحدث عن إنجاح الفشل، فالمال لا ينزع صفة الفشل عن المتطفلين، ربما ينجحون في اقتناء آلاف «جيمات» في مواقع التواصل الاجتماعي، وأداء مبالغ مالية كبيرة في «يوتوب» لرفع نسب المشاهدة، أو يجندون ما يسمى »الجيوش الإلكترونية»، لكن ذلك كله لا يعني نجاح الأغنية، فالإبداع يقاس بالجودة وليس بالأرقام. أداء الأغاني أصبح متاحا، الآن، للجميع، لكن ما يحز في النفس كثيرا السرقة وعدم احترام الملكية الفكرية، ف»الموجة» الجديدة تتمثل في السطو على التراث الجزائري ونسبته إلى بعض الفنانين، مما يشوه غنى الفن المغربي في وطن أنجب لطيفة رأفت، ونعيمة سميح، وعبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط. > أين تجد نفسك أكثر في الشعر الغنائي أم في التلحين؟ > أولا، أرتاح في الإبداع، مهما اختلفت مجالاته، سواء تعلق الأمر بالشعر الغنائي أو التلحين، والموهبة تنير طريق المبدع، وأحيانا ألحن شعرا لكاتب كلمات آخر شريطة أن يلتزم بالصدق واحترام المهنة، أما اذا اكتشفت عكس ذلك، فأتراجع عن المساهمة في مشروع لا يساير رؤيتي. تتميز بالصراحة، فكيف تواجه منتقديك في الوسط الفني؟ > من عادتي ألا أمنح وقتا للعداوة، فما أومن به أكثر الإبداع والبحث عن التميز، واهتماماتي وتركيزي تنصب على العمل، لكن اعترف بوجود أشخاص يكنون العداء لي، ليس بسبب صراحتي، بل لأني انتقد بعض الأعمال فنيا، دون أن يكون الأمر شخصيا، ورغم ذلك أتفادى كثيرا مثل هذه الصراعات، لإدراكي أنها مجرد عبث، خاصة حين يتعلق الأمر بالمتطفلين. أما المبدعون الحقيقيون، فلا مشاكل لي معهم، بدليل أني تقاسمت أعمالا فنية مع كبار الفنانين، واعتبرهم أصدقائي، وربما أنا الشاب الوحيد الذي وضعوا ثقتهم فيه، مما أكسبني تجربة كبيرة فنية، فشكرا لهم. أجرى الحوار: خالد العطاوي في سطور > من مواليد فاس 1985 > لحن وكتب كلمات عشرات الأغاني أشهرها لرواد الأغنية المغربية > كتب كلمات ولحن الأغنية الشهيرة «لا علاقة». > ولج الوسط الفني محترفا في 2006

“كفى من سرقة التراث الجزائري”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتحاوي: نعيش بداية الاستقلالية

رواح يصل إلى نهائيات "بروجيكت رونواي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات