هذا ما ربحه المغرب من “شان 2018”

زكى عودته إلى إفريقيا وروج ملف المونديال واقترب من "كان 2019" حقق المغرب عددا من المكتسبات من تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم، أبرزها تزكية عودة الكرة الوطنية إلى الساحة الإفريقية، والترويج لملف الترشح لكأس العالم 2026. ونجح المغرب في إقناع المسؤولين الأفارقة بأنه مؤهل لتنظيم أكبر التظاهرات القارية، وأولاها كأس إفريقيا للأمم 2019، إذا سحبت من الكامرون. العودة إلى إفريقيا كرست كرة القدم المغربية عودتها القوية إلى الساحة الإفريقية، من خلال تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، في آخر لحظة، بعد سحبها من كينيا، والظروف التي مرت فيها التظاهرة. وأجمعت تصريحات جل أعضاء الكونفدرالية الإفريقية على ارتياحهم لنجاح التظاهرة، وتطور الأوضاع بالمملكة، وحفاوة الاستقبال، الأمر الذي تماشى مع توجهات الانفتاح على القارة السمراء، بل أعطاه دفعة أخرى، على مستوى إشعاع المملكة على الصعيد القاري، وتسويق صورتها الثقافية والرياضية والإنسانية. يقول أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية، في هذا الخصوص، "عندما يصل بلد إلى هذا التطور الكبير في كل المجالات، خاصة الشق المتعلق بالبنيات التحتية الرياضية والقدرة على تنظيم منافسات كبرى، فأعتقد أن كل المسؤولين الأفارقة سيكونون فخورين وسعداء". ويضيف أحمد، في حوار مع "الصباح"، أن "ما يقدمه الملك محمد السادس والمغاربة لإفريقيا في كل المجالات، غير مسبوق، بل تجاوزت استثمارات المملكة ما تقدمه بعض الدول الأوربية مثل فرنسا". وأكد أحمد "يقدم المغرب عروضا مبهرة تفيد القارة بشكل كبير، بل تخدم التعاون جنوب جنوب، الذي هو السبيل الوحيد من أجل تقدم القارة وتنميتها. على بعض الرؤساء والزعماء بإفريقيا الاقتداء بالمغرب من أجل مصلحة القارة". وتابع "ما يوفره المغرب من خلال استضافته لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين حاليا، خير دليل على رغبة المغاربة في تقديم الدعم الكبير للأفارقة، مؤكدا أن أغلب المسؤولين الحاضرين والمنتخبات المشاركة منبهرون بما تتوفر عليه المملكة من إمكانيات في كل المجالات، والتطور السريع الذي شهدته في السنوات الأخيرة. ويأتي هذا المكسب الإفريقي، في خضم نجاحات أخرى على المستوى القاري، على غرار انتخاب فوزي لقجع، في عضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية، والتقارب الكبير مع الرئيس أحمد أحمد، وتتويج الوداد بعصبة الأبطال الإفريقية. الترويج لـ "المغرب 2026" شكلت"الشان" فرصة ذهبية للمسؤولين المغاربة للترويج لملف كأس العالم على الأقل على المستوى الإفريقي، وتدعيم الشعور في أوساط القارة السمراء بأن هذا الترشح مشروع قارة. وتجلى هذا التوجه الذي سار عليه المسؤولون المغاربة أكثر في ردود أفعال عدد من الفاعلين الأفارقة ومسؤولي الكونفدرالية الإفريقية، وفي مقدمتهم الرئيس أحمد أحمد. ورغم تزامن "الشان" مع دورية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التي تقيد الترويج لملفات الترشح في مثل هذه الملتقيات، إلا أن المسؤولين الأفارقة لم يخفوا دعمهم للملف المغربي. يقول أحمد إنه لن يكون أبدا محايدا في هذا الموضوع، وسيدعم المغرب بشكل شخصي، بكل الوسائل المتاحة، من أجل استقبال أكبر عرس كروي في العالم، مؤكدا "أنا شخصيا لست من بين المصوتين، لذلك فالإفصاح عن رأيي أمر عاد." أما عوماري كونستون، نائب الرئيس، فيقول "بجب في بداية الأمر معرفة أن المغرب يمثل إفريقيا في هذا الملف. لدينا حق من أجل الدفاع عن ملف المغرب، وملزمون بمساندته للفوز بحق التنظيم. لدينا أصدقاء حول العالم، وعلينا تمرير رسائل أمل من أجل احتضان هذه المنافسة. أعتقد أن كل إفريقي يحب قارته، بات عليه من الضروري التحرك من أجل ملف المغرب 2026". إنفانتينو وقرارات كبرى تحول المغرب خلال بطولة إفريقيا للاعبين إلى مسرح لعدد من الأحداث الكبيرة، والتي حضرها عدد من الشخصيات، ما زاد في تسويق صورة المملكة وكرة القدم المغربية. واحتضن المغرب الجمع العام للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الجمعة الماضي بالبيضاء، بحضور الاتحادات 54 المشكلة ل"كاف"، وجياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، والذي وجد نفسه "محاصرا" بأسئلة تتعلق بترشح المغرب لمونديال 2026. والتقى إنفانتينو، على هامش الجمع العام، فوزي لقجع، رئيس جامعة كرة القدم، وأحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية، رغم أنه حاول التزام الحياد في التعليق على الملف المغربي. وشكل الجمع العام مناسبة للمصادقة على قوانين وصفت بالتاريخية حول نظام المسابقات القارية، التي ستتغير مواعدها بداية من موسم 2019 - 2020ـ ويتعلق الأمر بعصبة الأبطال الإفريقية، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وكأس إفريقيا للأمم، كما طرأت تعديلات على قوانين بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، المتعلقة باحتراف اللاعبين أثناء مشاركتهم مع منتخباتهم في البطولة. اختبار القدرات التنظيمية شكلت "الشان" اختبارا حقيقيا للقدرات التنظيمية للمغرب والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي نجحت إلى حد كبير في الاستجابة لشروط دفتر التحملات، على أساس الاستفادة من مجموعة من الدروس التي سجلت في التظاهرة. وأثبتت الملاعب الأربعة التي احتضنت "الشان" قدرتها على احتضان مباريات من المستوى العالي، رغم ضغط المواجهات في فترة زمنية قصيرة والتساقطات المطرية في النهائي والترتيب، كما أكد الجمهور المغربي شغفه بمباريات المنتخب الوطني، إذ حضر بكثافة رغم سوء الأحوال الجوية. وخلفت "الشان" مجموعة من الدروس بالنسبة إلى المنظمين، في ما يتعلق بأساليب تعبئة الجماهير، وتنظيم الولوج، وعملية تسويق التذاكر. وقال أحمد "لم تكن هناك أي ملاحظة، في ما يخص الملاعب والتجهيزات وظروف الاستقبال والفنادق والتحكيم. الجميع سعيد ومرتاح". أما عوماري كونستون، فيقول "تقدم المغرب بطلب احتضان البطولة مباشرة بعدما سحب التنظيم من كينيا، وأعتقد أنه أظهر قوته التنظيمية، ويؤكد أنه بلد منظم، ويتوفر على بنيات تحتية من الطراز الرفيع في كل المجالات. يمكننا القول إننا لم نخطئ". رد الاعتبار للاعبي البطولة ردت بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بعض الاعتبار للاعبي البطولة الوطنية، الذين شكلوا المنتخب المحلي، المتوج باللقب. ورغم تراجع مستوى البطولة والأندية الوطنية في السنوات الأخيرة، فإن المجموعة التي اعتمد عليها جمال سلامي أثبتت تنافسية وكفاءة كبيرتين في المباريات، بغض النظر عن ضعف المنافسين، مستفيدة من الاستقرار الذي عرفه هذا المنتخب والظروف التي تم توفيرها. وساهمت "الشان" في ارتفاع أسهم بعض لاعبي البطولة واحتراف آخرين، على غرار جواد اليميق المنتقل إلى جنوى الإيطالي، وأشرف بنشرقي، المنتقل إلى الهلال السعودي، في صفقة قياسية في تاريخ كرة القدم الوطنية، والتي بلغت قيمتها خمسة ملايير. وبزغ نجوم آخرون في البطولة، في مقدمتهم أيوب الكعبي، فيما زكى آخرون تألقهم مع أنديتهم كصلاح الدين السعيدي ووليد الكرتي وإسماعيل الحداد (الوداد) وبدر بولهرود (الفتح) والمهدي برحمة (الجيش الملكي) وبدر بانون (الرجاء)، كما كانت المنافسة فرصة للاعبين آخرين لتسجيل ولادة جديدة في مسارهم الكروي مثل الرجاوي زكرياء حدراف، فيما توج أنس الزنيتي مساره بلقب على صعيد المنتخب الوطني. وردت البطولة أيضا الاعتبار إلى الأطر الوطنية، ممثلة في الطاقم التقني، المشكل من المدرب جمال سلامي ومساعده سمير عجام، والمعد البدني صلاح الدين الحلو، ومدرب حراس المرمى سعيد بادو، والطبيب سعيد زكيني. ويأتي هذا التتويج بعد أشهر من تتويج الحسين عموتة بلقب عصبة الأبطال الإفريقية مع الوداد الرياضي. الاقتراب من "كان 2019" وجه المغرب من خلال تنظيم شان 2018 رسائل أخرى تثبت جاهزيته لتنظيم أي تظاهرة قارية أخرى، وأولها كأس إفريقيا للأمم 2019، والتي تتجه الكونفدرالية الإفريقية إلى سحبها من الكامرون، بدعوى أنها تواجه مصاعب في الاستجابة لشروط دفتر التحملات. وبات المغرب، في نظر المسؤولين الأفارقة، الأولى بتنظيم كأس إفريقيا 2019، في وقت لم يبد فيه أي بلد إفريقي آخر استعداده لمنافسة المملكة على الترشح لتنظيم هذه التظاهرة. وحددت الكونفدرالية الإفريقية شتنبر المقبل للاطلاع على تقرير مكتب الدراسات حول استعداد الكامرون، والذي على ضوئه ستقرر مصير الدورة، لكن كل المؤشرات تفيد بسحبها من هذا البلد، ومنحها إلى المغرب. يقول أحمد "علينا انتظار تقارير اللجنة المستقلة لمتابعة تقدم الأشغال، التي عيناها. علينا ترك اللجنة تعمل، ومن بعد ذلك سنقرر في مصير كأس إفريقيا 2019. بالنسبة إلي، الأمور واضحة. هناك قرار اتخذ بالإجماع، وعلينا احترام كل المكونات التي ساهمت فيه، ومن ثم يأتي دوري بحماية هذا القرار الذي شارك فيه الجميع". وأكد أحمد أن هناك فرقا شاسعا بين تقدم الأشغال وشروط دفتر التحملات. إنجاز: عبد الإله المتقي وتصوير: (أحمد جرفي)

هذا ما ربحه المغرب من “شان 2018”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حموشي يضيق الخناق على الحكام الأمنيين

خريبكة يفشل في فسخ عقد سيلفا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات