حج المئات من النشطاء الأمازيغ إلى منطقة صاغرو الجبلية بتنغير، من أجل تخليد الذكرى الثانية لوفاة الطالب الجامعي عمر خالق الملقب في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية بـ "إزم" )الأسد(، الذي قتل قبل عامين متأثرا بجروح بليغة، عقب استهدافه من قبل أجنحة البوليساريو داخل جامعة القاضي عياض في مراكش. ونظم الحاضرون مسيرة على الأقدام من مركز إكنيون بصاغرو إلى مقبرة "أيت الخلف"، السبت الماضي، قصد زيارة قبر الشهيد عمر خالق، وحملوا الدولة مسؤولية وفاته، منددين بالعنف داخل الجامعة المغربية، التي صارت "مقبرة" للطلبة عوض استكمال الدراسات العليا، كما ردد المشاركون في المسيرة شعارات تهاجم الطلبة الانفصاليين الموالين للبوليساريو الذين ارتكبوا جريمة القتل. وقام النشطاء الأمازيغ ومعهم سكان صاغرو بزيارة عائلة عمر خالق، المناضل في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية، وقدموا التعازي مرة ثانية للأسرة قصد مواساتها والتخفيف من معاناة فراق ابنها الشاب، الذي كان له مستقبل واعد لولا الغدر الذي تعرض له. وتزامنا مع تخليد الذكرى الثانية لوفاة الطالب عمر خالق، بادرت لجنة متابعة ملف الضحية بإعلان انسحابها من متابعة الملف وسط الجموع الأمازيغية، داعية الدولة إلى أن تتحمل مسؤوليتها في الواقعة، ومعاقبة كل من كانت له يد في هذه الجريمة، خاصة أنها جرت في الحرم الجامعي. وقال الحسين شنوان، منسق لجنة متابعة ملف الشهيد، "نتمنى أن نرى أشخاصا آخرين يتحملون مسؤولية متابعة هذا الملف، فمنذ انتدابنا وسط هذه الجموع في الذكرى الأولى لوفاة خالق، ناضلنا من أجل رد الاعتبار للشهيد ولعائلته ولإطاره ومنطقته، وها نحن الآن وسط الجموع نفسها وفي الذكرى الثانية لتخليد استشهاده، نعلن أن اللجنة تضع الملف بين يدي الأب بعد سنتين من المتابعة، متمنيا التوفيق لمن سيتقدم لتحمل هذه المسؤولية". وبخصوص أسباب الانسحاب من الملف، أضاف شنوان في معرض مداخلته بالمسيرة، "بعد مرور أشهر قليلة على انتدابنا، بدأت سلسلة من التهجمات والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة سواء من قبل بعض الجموع الأمازيغية التي انتدبتها أو عائلة الشهيد. وبعد تحقيقنا للمكسب الأول المتمثل في الحكم الابتدائي، ومع عدم توفر الشروط الموضوعية للمعركة الثانية اتخذنا القرار، فاتحين المجال أمام كل من له رأي أو تصور جديد في تتبع هذا الملف". يذكر أن الطالب الجامعي عمر خالق، باغته الموت داخل قسم الإنعاش الطبي بمستشفى ابن طفيل بمراكش، عقب استهدافه بـ "محاولة اغتيال" قبل عامين، من قبل "فصيل الطلبة الصحراويين" مسنودا بمجموعات العنف الثوري لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي، بعد اعتداء استعملت فيه السيوف والسواطير والسلاسل، بسبب خلافات في إحدى الحلقيات حول الموقف من أحداث الشغب ومحاولة إقامة مخيم احتجاجي من قبل الانفصاليين ببوجدور. مصطفى شاكري