ملف: القمار… “ربحة ولا ذبحة”

أنشطة ألعاب الرهان تحقق رقم معاملات بقيمة 45 مليار درهم والمدمنون يبدعون أشكالا جديدة لتحقيق أحلامهم تجني شركات الرهان أرباحا خيالية نتيجة الإقبال الكبير من المقامرين الباحثين عن الثروة وتحقيق أحلامهم، وتقدر بعض الإحصائيات عدد المقامرين بالمغرب بأزيد من ثلاثة ملايين تتزايد أعدادهم سنة بعد أخرى. ويصنف مليون مغربي على أنهم لاعبون منتظمون يلعبون مرتين على الأقل في الشهر، بينما يعتبر مليونان منهم لاعبين مؤقتين يتعاطون لتلك الألعاب بين 3 مرات و4 على الأقل في السنة، دون احتساب أنشطة "الكازينوهات" التي تجذب إليها الأثرياء. فهل أدمن المغاربة ألعاب الرهان؟ وتراهن حكومة العثماني على موارد بقيمة 19 مليارا من أنشطة ألعاب الحظ والرهان القانونية. لم يعد القمار وسيلة فقط لتحقيق الثروة، بل أصبح نشاطا يدر مداخيل مالية، بل إنه النشاط الوحيد الذي لا يتأثر بالأزمات الاقتصادية أو الركود التجاري، بل على العكس ينتعش في أوقات الشدة، فكل المدمنين يتمنون تقليد شخصية "سعيد الزهراوي"، حين اعتلى اللوحات الإشهارية في كل الشوارع ووعد المغاربة بتحقيق الثراء في ألعاب الحظ. خ . ع الحكومة تراهن على كسب 19 مليارا مغاربة يقامرون بستة ملايين سنويا في ألعاب الحظ والرهان القانونية علاقة المغاربة بالقمار لا يمكن تأريخها، فالاعتماد على الحظ والبحث عن الربح السريع، شكلا على مر الزمن ضمانات استمرار لجذوة الرهان في نفوسهم، فلا يبخل المقامرون في إنفاق مبالغ مهمة يوميا، لإشباع رغبة تستبد بهم، سرعان ما تتحول إلى حالة اختلف المختصون في الطب النفسي في تصنيفها، ضمن خانة الإدمان أو الجشع المرضي، باعتباره حالة متقدمة من الطمع. يتعلق الأمر برغبة في الاغتناء عبر ضربة حظ غير متوقعة، عن اختيار موفق لحصان رابح أو أرقام فريدة، أو تخمينات صائبة لنتائج مباريات رياضية. على مدى سنوات توسعت قاعدة لاعبي الحظ والرهان لتصل إلى حوالي ثلاثة ملايين شخص، وفق آخر المعطيات، أي ما يمثل 10 % من المغاربة، فيما مليون مغربي يصنف على أنه لاعب منتظم يلعب مرتين على الأقل في الشهر، بينما يعتبر مليونان منهم لاعبين مؤقتين يتعاطون لتلك الألعاب بين 3 مرات و4 على الأقل في السنة، ما يطرح التساؤل حول معدل إنفاق هذه الفئة من المجتمع على القمار. وبهذا الخصوص، فإن معدل الإنفاق على الرهان يستقر عند 63 ألف درهم للفرد، أي أزيد من ستة ملايين سنتيم، يمكن احتسابه من خلال تجميع الموارد التي تراهن الحكومة على تحصيلها من أنشطة الحظ والرهان ضمن القانون المالي الحالي، إذ تصل إلى 190 مليون درهم (19 مليار سنتيم)، عبر استخلاص ما قيمته 90 مليون درهم من خلال الحساب الخاص بالاقتطاع من الرهان المتبادل، وكذا 100 مليون درهم من الحساب الخاص بنتاج اليانصيب، وبالتالي فإن قسمة حاصل هذه الموارد على عدد اللاعبين المغاربة، تحدد إنفاق الفرد الواحد على أنشطة القمار سنويا. وتفيد المؤشرات التجارية لأنشطة ألعاب الحظ والرهان تحقيق رقم معاملات بقيمة 45 مليار درهم، تستفيد الخزينة عبره من مداخيل جبائية بقيمة خمسة ملايير درهم، في شكل ضريبة على الشركات وضريبة عامة على الدخل وضريبة على القيمة المضافة، فيما صرف فاعلو القطاع، تحديدا الشركة الملكية لتشجيع الفرس "صوريك" والمغربية للألعاب والرياضات، واليانصيب الوطنية، ما مجموعه 31 مليارا أرباحا للمراهنين خلال الفترة بين 2010 و2015، فيما بلغت قيمة عمولات ألفي نقطة بيع بالتقسيط، 2.3 ملايير مليار درهم، تستخلص بشكل يومي مراهنات من ثلاثة ملايين لاعب. وسجلت الرهانات الرياضية واليانصيب الفورية نموا بزائد 19 % متم السنة ما قبل الماضية، لتستقر عند 2.2 ملايير درهم، وتمثل هذه الألعاب المدبرة من قبل "المغربية للألعاب والرياضة"، ما نسبته 23.5 % من حصص سوق ألعاب الحظ والرهان، علما أن أنشطة الشركة تطورت بزائد 57 % خلال الفترة بين 2013 و2016. أما حصة شركة "اليانصيب الوطني"، المحتكرة للألعاب الرقمية، فلم تتجاوز 6.5 %، رغم تسجيل رقم معاملتها السنوي نموا بزائد 9 %، ليستقر عند 603 ملايين درهم. وأفادت الإحصائيات الواردة حول سوق ألعاب الحظ والرهان، ارتفاع عدد اللاعبين بزائد 5 % خلال السنة ما قبل الماضية، بفضل إستراتيجية التسويق التي نهجها الفاعلون الثلاثة في السوق، "صوريك" و"المغربية للألعاب والرياضة" و"اليانصيب الوطني"، إذ ركزت على استقطاب لاعبين جدد، خصوصا من الفئة العمرية بين 15 سنة و35، من خلال تطوير قنوات تواصل جديدة. الأنترنت لاستقطاب لاعبين جدد كثف الفاعلون في قطاع ألعاب الحظ والرهان حضورهم في شبكة "يوتيوب"، من خلال مقاطع فيديو موجهة لشرح وتفسير كيفية المشاركة في الألعاب، وكذا إحداث قنوات للعب عبر الأنترنت، مكنت "المغربية للألعاب" مثلا، من تحقيق أرباح بقيمة 6 ملايين درهم، و"اليانصيب" من تحقيق 1.6 مليون درهم. بدر الدين عتيقي مواضيع الملف: ألعاب رهان في “النوار” “ألف خمار ولا قمار” الباحثون عن “الاغتناء السريع” المقامرة مرض نفسي من العهد الاستعماري إلى “سعيد الزهراوي” الحمداوي: حرب الأعصاب الرهان الرياضي يكتسح السوق

ملف: القمار… “ربحة ولا ذبحة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرهان الرياضي يكتسح السوق

القمار ... الحمداوي: حرب الأعصاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات