عرضت، نهاية الأسبوع الماضي، أزيد من عشرين لوحة تشكيلية للفنان الراحل الطيب الصديقي للبيع بمزاد علني أقيم بمراكش. واكتشف عشاق الفن التشكيلي من خلال الأعمال النادرة للخطاط والمخرج المسرحي والممثل والكاتب والفنان التشكيلي الراحل الطيب الصديقي، وهي اللوحات التي أبدعها انطلاقا من شغفه بالخط العربي الغني بأشكاله وتعابيره ومعانيه. وتوزعت لوحات الصديقي المعروضة بين أشكال وأحجام مختلفة، اعتمد فيها على تركيبات فنية من الخط العربي مستوحاة من التراث العربي والإسلامي، مضفيا عليها لمساته الخاصة. علما أن مصدر اللوحات عن طريق جامعيها ومقتنيها إذ لم تتدخل أسرة الطيب الصديقي وورثته في المعرض ولم تقدم لوحات جديدة من الإرث الذي ما زالت تتوفر عليه. وارتبطت حياة الصديقي بالخط منذ طفولته في الصويرة، حيث فتح عينيه على بيت تزدحم جنباته بالكتب والمخطوطات العربية، وفي وسط عائلي تسوده الثقافة، إذ كان والده رجل علم ودين وفكر. ومن خلال هذا المعرض اكتشف العديدون الوجه التشكيلي للفنان الطيب الصديقي، الذي واكب الحركة المسرحية الحديثة بالمغرب، منذ انطلاقها بعد الاستقلال، وعايشها عن قرب عبر كل تحولاتها وازدهارها وانتكاساتها، وساهم بقسط كبير في التعريف بالمسرح المغربي، سواء في أوربا، أو في العالم العربي، اشتغل على التراث العربي، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية مثل «سيدي عبد الرحمان المجدوب»، و»الحراز»، و»بديع الزمان الهمداني»، و»سلطان الطلبة»، و»مدينة النحاس»، التي كتبها أخوه الراحل سعيد الصديقي، وسلسلة مسرحية حول البساط. وأوضح المنظمون أن الهدف من وارء تنظيم هذه التظاهرة هو تكريم الراحل الفنان الطيب الصديقي، الذي وافته المنية منذ عامين، إذ أنه عرضت بهذا المزاد العلني للبيع ما لا يقل عن 120 لوحة فنية وتحفة متميزة لعدد من الفنانين المغاربة والأجانب. ومن بين الأعمال الفنية التي تم عرضها هناك لوحة «يوم العيد برياض بفاس» للفنانة مريم مزيان (1930-20109)، وهي أحد الوجوه النسائية المتميزة في ميدان الفن التشكيلي المغربي والمرأة الأولى عربيا التي تعرض أعمالها الفنية، فضلا عن عرض أعمال أخرى للفنان الأمريكي ستيوارت شيرش (1931-2013)، الذي حل بطنجة خلال ستينات القرن الماضي واستقر بها، ولوحات فنية لفنانين معروفين كالفنان عبد الرحمان رول، ومويا بناني، ورشيد وطاسي، والشعيبية طلال (1929-2004)، وجيلالي غرباي (1930-1971)، وماحي بنبين، وأنطوني تابي (1923-2012)، وأحمد الشرقاوي (1934-1967)، ومحمد مليحي، ومحمد طلال، والمحجوبي أحرضان، وفاطنة غبوري (1924-2012). عزيز المجدوب