القيل والقال حول ظروف تشكيل حكومة بنكيران

تصريحات متناقضة لقطبي الحكومة تثير علامات استفهام حول تجانس أحزاب الأغلبية «قال ليه باك طاح، قال ليه من الخيمة اخرج مايل» مثال ينطبق، إلى حد ما، على حكومة عبد الإله بنكيران التي ما زال المغاربة حائرين في أمرها وفي تصريحات قطبيها الكبيرين: العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، اللذين يقدمان هذه الأيام تصريحات متناقضة تشير إلى أن ثمة شيئا ما غير عاد في حكومة كان المغاربة يتمنون أن تشكل محطة فاصلة بين مرحلة سابقة كانت تتشكل فيها الحكومات وتتفرق في الخفاء، وحكومة حالية رفع رئيسها شعار الشفافية والتواصل مع المواطنين.فبنكيران، رئيس الحكومة المعين، يقول إنه رفع اللائحة النهائية للأسماء المرشحة للاستوزار إلى القصر، ومن المنتظر أن يتلقى الجواب من الملك في الساعات المقبلة، وزاد على ذلك بطمأنة المغاربة بأن عباس الفاسي «تعاون معه وكان ممتازا في المشاورات»، قبل أن يخرج عباس الفاسي ليقول نقيض كلام بنكيران، إذ أقسم أمام أعضاء اللجنة التنفيذية لحزبه أنه لم يقدم أي لائحة للاستوزار إلى رئيس الحكومة، كما طلعت علينا جريدة «العلم» الناطق الرسمي باسم الحزب لتخبرنا أنه لم تنطلق، إلى حدود صباح الاثنين، أي مشاورات بشأن الأسماء المرشحة للاستوزار، وأن ما يتم الترويج له لا يتعدى مجرد معلومات تستقيها وسائل الإعلام من مصادرها المتباينة.من نصدق من الرجلين، عبد الإله بنكيران الذي وعد المغاربة بـ«الشفافية» و«المعقول» وإخبارهم بكل ما يجري حتى لا يلوموه عند المحطة الانتخابية المقبلة ويصوتوا على حزبه تصويتا عقابيا، أم عباس الفاسي الوزير الأول في حكومة تصريف الأعمال التي لم يبق منها إلا الاسم بعد أن استقال منها عشرة وزراء، إلى حدود كتابة هذه الأسطر؟؟لنترك الجواب على هذا السؤال للأيام، ولنقتبس المثل المصري القائل «يا خبر بفلوس، بكره يبقى ببلاش»، وننتقل إلى سؤال أعمق من هذا، هل ما يجري الآن مجرد تشويش من قبل جهات لا ترغب في إنهاء تقاليد مصاحبة لتشكيل الحكومات قائمة على الدسائس وقلب الطاولة في اللحظات الأخيرة؟ أم أنه خلاف عميق نابع من عدم تجانس مكونات الحكومة التي لا يجمع بينها سوى هم المشاركة في حكومة محسوبة على الربيع العربي؟ الأكيد أن البدايات تتحكم في الخواتيم، وكلما كانت هذه البدايات واضحة كانت مأمورية الحكومة أسهل، غير أن هذه البدايات التي اطلع عليها المغاربة خلال أربعة وعشرين يوما الماضية لا تبشر بخير، فقد كان المغاربة يراهنون على أن يكسر عبد الإله بنكيران الطقوس المخزنية المصاحبة لتشكيل الحكومات، لكن ذلك لم يتحقق، ما فتح الباب أمام العديد من الإشاعات، إذ شٌكلت حكومات من تخمينات بعض الصحافيين، وأسقطت في اليوم الموالي من قبل آخرين، ورشحت أسماء وأعيد سحبها بعد أن لم يتلقوا الخبر الأكيد من رئيس الحكومة، الذي لم يجرؤ على تقديم لائحة الوزراء المرشحين، مع الحرص على التذكير أن قبولها أو رفضها اختصاص ملكي خاص، وهي خطوة لن تمس بالاحترام الواجب لجلالته، لكنها ستسجل في الميزان الانتخابي لحزب المصباح.تكتم بنكيران يكرس الأعراف السابقة والغموض المصاحب لتشكيل الحكومات، كما كشف هشاشة قطبي الأغلبية، ليكون الضحية الأول هو المواطن الذي كان يمني النفس باتباع أساليب جديدة في تشكيل حكومة أتت بها الصناديق في زمن الربيع العربي، وقيل للمغاربة إنها ستكون مختلفة عن سابقاتها. الصديق بوكزول

القيل والقال حول ظروف تشكيل حكومة بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الـفــتــح بــطــلا لـلـخــريــف

الحبس لأربعة دركيين بتهمة الارتشاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات