العطور الراقية إحدى أهم حلقات مسلسل الفخامة

تعتبر الفخامة مسلسلا طويلا يستلزم من «مريديه» الالتزام بمجموعة من القواعد، التي تعتبر العطور الراقية إحدى أهم ركائزه التي لا يكتمل بدونها. فرشة من عطر فرنسي على العنق تعتبر حركة لا غنى عنها للرجال و النساء، على حد سواء، الباحثين عن أسلوب حياة راق وفخم.في أحد محلات بيع العطور ومستحضرات التجميل الشهيرة بمنطقة راسين بالدار البيضاء، تقف فتاة شابة رفقة صديقتها لتجرب أحد العطور. تسأل البائعة في المحل عن عطر معين ، فتومئ المرأة بالإيجاب وتحضره بكل سرعة، ومعه قنينة عطر آخر للتجريب، تؤكد البائعة أنه أطلق حديثا في الأسواق العالمية، وأن الإقبال عليه كبير في فرنسا. تجربه الفتاة وتبدي إعجابها به لصديقتها، لكنها تفضل اقتناء العطر الذي جاءت من أجله. تقدم بطاقتها النقدية التي تخصم منها البائعة مبلغ 1200 درهما، وتنصرف الفتاة مبتسمة لتستقل سيارتها الصغيرة والأنيقة المركونة غير بعيدة عن باب المحل.تؤكد البائعة أن الإقبال على العطور الراقية في تزايد في المغرب، ويتضاعف هذا الإقبال في موسم نهاية السنة، حيث تقدم محلات العطور الكبرى عروضا وتخفيضات، كما أن كثيرين أصبحوا يفضلون التهادي بقنينات عطر راقية، تنطلق أثمنتها من حوالي 300 درهم وتصل إلى أضعاف ذلك ست أو سبع مرات، حسب نوع العطر، إذا كان يتعلق ب"أو دو توليت" أو "أو دو بارفان"، وماركة العطر نفسه ومدى أقدميته أو جدته، وأيضا حجم القارورة، إذ تنزل قنينة العطر نفسها في أحجام مختلفة.يوجد في المغرب ثلاثة موزعين معتمدين للعطور العالمية، أغلبها مستوردة من عاصمة العطور باريس. يتخصص كل معتمد بماركات معينة يزود المحلات التجارية لبيع العطور ومستحضرات التجميل بها. وتؤكد البائعة أن الاقبال على العطور الراقية يرتفع سنة بعد سنة، رغم أثمانها التي تظل مرتفعة نوعا ما، ولا يقتصر الاقبال على الشريحة الميسورة بل يصل أيضا إلى الموظفين والمستخدمين متوسطي الدخل، الذين أصبح التعطر بالعطور العالمية بالنسبة إليهم أمرا ضروريا فرضه نماط الحياة المعولم.وإلى جانب المحلات الراقية لبيع العطور، تلقى محلات بيع مستحضرات التجميل المنتشرة في الأحياء التجارية "الأقل رقيا" بدورها إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح المجتمعية، وحلقة هامة في سلسلة تجارة العطور الراقية. ويفضل كثير من محبي العطور التوجه إلى هذه المحلات، نظرا إلى الثمن المنخفض نسبيا الذي تقترحه هذه المحلاتت مقارنة مع الواجهات الكبرى، والذي قد يصل إلى ثلاثين في المائة مقارنة مع الثمن المقترح في الواجهات الكبرى، نظرا لأن أغلب هذه المحلات تستورد العطور من الخارج عن تطريق التهريب، وتغيب عنها أيت ضمانات في ما يتعلق بجودة وأصلية هذه المنتجات. وفي الوقت الذي يعتنبر فيه كثيرون اقتناء العطور من المحلات الكبرى المنتشرة في الأحياء والمراكز التجارية الراقية أحد طقوس "نمط الحياة الراقي" الذي يسعون من أجله، فإن اخرين لا يترددون في التوجه إلى المحلات الصغرى طالما أنها توفر لهم ما يرغبون به من عطور راقية وبأسعار أقل بكثير، هذا إلى جانب المحلات المعفاة من الرسوم الجمركية في المطارات والطائرات والبواخر، والتي تشكل منافسا حقيقيا لمحلات العطور الراقية.وإلى جانب العطور الباريسية التي تشكل النسبة الأعلى من مبيعات العطور الراقية، انتشرت في العشرة سنوات الأخيرة في المغرب محلات بيع العطور الشرقية، التي تعرف بدورها إقبالا كبيرا من طرف الفئات الغنية أيضا. وتقدم هذه المحلت خلطات وعطور شرقية مستوردة بشكل خاص من بلدان الخليج، إلى جانب العود والبخور ومختلف النباتات العطرية، تصل أثمنتها إلى الاف الدراهم خصوصا لبعض الخلطات الخاصة بالعريس أو العروس، ورغم ذلك لا يتردد كثير من عشاق العطور الشرقية في اقتنائها، خصوصا الباحثين عن الرقي على الطريقة الشرقية، الذين دفعهم الانتشار الكبير للقنوات الفضائية الخليجية إلى تبني أسلوب حياة ساكني الحواضر الخليجية الكبرى، سواء في الذوق او الأغاني أو حتى اللهجة. صفاء النوينو

العطور الراقية إحدى أهم حلقات مسلسل الفخامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوادر أزمة جديدة بالصيد البحري

من "القيساريات" إلى "شوبار"... ولع خاص بالمجوهرات الفاخرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات