أنهت عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي ببني ملال، السبت الماضي، كابوس عصابة روعت سكان منطقة أولاد مبارك، باعتقال أربعة منها وتقديمهم في حالة اعتقال أمام الوكيل العام لدى استئنافية المدينة.

وحسب المعلومات التي توصلت بها «الصباح»، فإن اعتقال المتهمين جاء إثر تنفيذهم عملية سرقة ليلا، الاثنين الماضي، بعد اقتحام منزل بدوار أولاد مبارك وهم يخفون ملامح وجوههم بأقنعة، ليكبلوا ابنة صاحبه، قبل تنفيذ السرقة بطريقة هوليودية وباستعمال السلاح الأبيض للتهديد.

وتمكن الجناة من التسلل إلى المنزل عبر المطبخ ليتوجهوا مباشرة، حوالي الساعة الواحدة فجرا، إلى الغرفة التي تنام فيها ابنة صاحب المنزل، إذ أيقظوها بعنف وأشهروا في وجهها السلاح الأبيض، قبل أن يكبلوها ويطلبوا منها أن تمدهم بالمبالغ التي يحتفظ بها رب الأسرة، والتي تسلمها إثر بيع رؤوس أغنام قبيل عيد الأضحى الماضي.

وتمكن الجناة من السطو على مبلغ مالي وبعض الحاجيات، قبل أن يتركوا الضحية مكبلة ويلوذوا بالفرار. وفي حوالي الفجر، عندما استيقظ رب الأسرة لأداء الصلاة فوجئ بابنته مكبلة فأصيب بالذعر، لينادي بعد ذلك على شقيقه الذي يقطن ببني ملال ثم أبنائه، سيما أنه يعيش بالمنزل رفقة ابنته وزوجته فقط.

وفي حوالي الثامنة صباحا، تم إبلاغ المركز الترابي للدرك الملكي بواقعة السرقة وطريقة تنفيذها، لتنطلق التحريات من مسرح الجريمة، ومعاينة الأماكن التي نفذ منها المشتبه فيهم إلى المنزل.

وانتهت تحريات عناصر الدرك الملكي إلى الاشتباه في تعاون شخص أو أشخاص، على معرفة جيدة بالمنزل، وأيضا على إدراك بمكان وجود البنت التي تعد اليد اليمنى لأبيها، فتوصلوا إلى أن راعي غنم يقيم بغرفة داخل المنزل، وعند مواجهته أكد أنه لم يسمع شيئا، وأنه كان يغط في النوم، ما استدعى اقتياده إلى مركز الدرك حيث انتهى الاستماع إليه بضلوعه في الجريمة.

وانتهت مواجهته  بالتناقضات التي جاءت في تصريحاته، إلى اعترافه بأنه مد أفراد العصابة بالمعلومات الكافية وبأنه سهل لهم ولوج البيت بترك الباب مفتوحا.

وفي ظرف وجيز، تم الوصول إلى زعيم العصابة، قبل اعتقال الباقين، وهم شقيقه وشخص آخر. استمع إليهم في محاضر استماع تطابقت فيها تصريحاتهم، واعترفوا فيها بأنهم نفذوا الجريمة بعد جمعهم المعلومات من الراعي، وأنهم خططوا لتنفيذها منذ مدة، إلا أنهم تأخروا لظروف خاصة، قبل أن يقرروا اقتحام المنزل فجر الثلاثاء الماضي بإرشاد من الراعي الذي يقيم في المنزل.

وانتهت الأبحاث إلى أن أفراد العصابة روعوا بجرائمهم منطقة أولاد مبارك، وسجلت ضدهم شكايات متعددة على مدى خمس سنوات، دون أن يتم الوصول إليهم. وأفادت مصادر من المنطقة أن السكان ثمنوا مجهودات إيقاف أفراد العصابة، لأنها كانت بمثابة كابوس، إلى درجة أن بعض الضحايا أحجموا عن تسجيل شكاياتهم في ما سبق بسبب الخوف من الانتقام.

المصطفى صفر