معرض صناعات الحبوب يجذب أباطرة الخبز

الملتقى شكل مناسبة للمهنيين للمطالبة برفع الدعم عن القمح اللين والاطلاع على أحدث تجهيزات المطاحن لم يخلف المعرض الدولي لصناعات الحبوب "غران أند مايلينغ إكسبو" الموعد، حين نجح خلال يومين في استقطاب المئات من الزوار، من المغرب وخارجه، خصوصا أباطرة الخبز من المهنيين و الخبراء، وكذا المتعطشين للاطلاع على أحدث المستجدات التكنولوجية في هذه الصناعة، التي تعتبر عصب الصناعات الغذائية بالمغرب. موزعو آلات وأجهزة ومختبرات علمية، وفاعلون في بنيات للتلفيف والنقل والتخزين، أكدوا حضورهم خلال المناسبة، للبحث عن عقد شراكات، والاستفادة من لقاءات أعمال ثنائية "بي 2 بي"، ومناقشة جميع المشاكل والإكراهات التي تواجه القطاع، الذي يطالب مهنيوه بتحريره ورفع الدعم نهائيا عنه، في أفق توفير شروط تنافسية جديدة. الساعة تشير إلى الثانية زوالا، والحركة لم تخب جذوتها في أروقة المعرض الدولي بالبيضاء، قبل ساعات فقط على إسدال دورة أخرى من المعرض الدولي لصناعات الحبوب "غران أند مايلينغ إكسبو" الستار على أشغالها. أروقة للتخزين والتجهيزات والطاقة والمختبرات وغيرها من مجالات نشاط هذه الصناعة، أتاحت للزوار من العموم التعرف عن كثب على مستجدات القطاع، فيما عززت حظوظ المهنيين في عقد صفقات والتزود بأحدث التكنولوجيا، بما يعزز جودة المنتوج ويوفر تكاليف الاستغلال. تشير إحصائيات الفدرالية الوطنية للمطاحن، إلى وجود 280 مؤسسة للتخزين، منها ثماني تعاونيات، و316 وحدة لتخزين القمح، فيما تصل الطاقة الاستيعابية للتخزين خارج الموانئ إلى 67 مليون قنطار، منها 50.7 مليونا تعود لمؤسسات تخزين موزعة بين مختلف جهات المملكة، تتركز نسبة 28 % منها في فاس، متبوعة بالبيضاء بـ19 %. هذه المعطيات يستند إليها المهنيون في المطالبة بالمزيد من المزايا لتشجيع تطور القطاع، من قبيل تخفيض الرسوم الجمركية على واردات الآلات والمواد الأولية، وتقليص الضريبة على الشركات، باعتبار نشاط المطاحن، مجال استثمار مدرا لفرص الشغل. الكندي مطلوب لا حديث في المعرض الدولي لصناعات الحبوب إلا عن واردات الحبوب والقطاني، والمقصود بطبيعة الحال الجيدة منها، ذلك أنه بخلاف المتوقع، فإن حصة فرنسا ضعيفة في واردات المغرب من القمح الطري، المستخدم في إنتاج الدقيق الرطب "فرينة"، الأكثر استهلاكا، ليظل الطلب مرتفعا على ما يستورد من كندا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. "ما كاينش بحال القمح ديال كندا"، يؤكد مهني في جواب على سؤال لـ"الصباح"، حول أجود الحبوب المطلوبة من قبل المطاحن، مشددا على أن المنتوج المحلي يظل في المقابل، دون المستوى، ولا يتيح للمطحنة، تصنيع منتوج تنافسي في السوق. هذه المعطيات أكدتها مليكة بحراوي، أستاذة بمعهد التكوين في صناعة المطاحن، منبهة إلى أن قطاع المطاحن يعتبر أحد أكثر الأنشطة تنافسية، باعتبار ارتباطه بعلاقة مباشرة مع المستهلك، وتعدد وتنوع المنتوجات المطروحة في السوق، سواء تعلق الأمر بالدقيق أو السميد بأنواعهما المختلفة، موضحة في تصريح لـ"الصباح"، أن تنامي وتيرة التنافس على حصص جديدة في السوق، رفع الطلب على خدمات المختبرات، التي تستعين بها المطاحن، من أجل تجويد منتوجها، وضمان الاستفادة من مواد أولية بمواصفات علمية دقيقة. مختبر متطور لم يكتف معهد التكوين في صناعة المطاحن، الذي تم تأسيسه في التسعينات، بتحديث برامجه التكوينية، وإنما بتطوير بنياته التحتية أيضا، من خلال إطلاق "أكرو لاب"، الذي يعتبر من مختبرات الجيل الجديد في المغرب، متخصص في التحليل المخبري للقمح والدقيق والسميد، "يقدم خدماته للفاعلين الخواص في السوق، ويعتمد على كفاءة العاملين فيه"، يؤكد رشيد شمشام، مدير التطوير في الفدرالية الوطنية للمطاحن. ويتحدث شمشام، عن أهمية المختبر في تطوير قطاع صناعة الحبوب في المغرب، من خلال ضمان جودة المواد الأولية المستخدمة من قبل المطاحن، وكذا تتبع المنتوجات المسوقة للمستهلكين، مشددا على أن المختبر يعتبر أيضا، مشتلا لتكوين أطر في الشق البيولوجي في هذه الصناعة، التي تتسم بحساسية خاصة، بالنظر إلى حجم استهلاك المغاربة للحبوب، الذي يتجاوز متوسط الاستهلاك العالمي. تحرير القطاع استغلت الفدرالية الوطنية للمطاحن "غران أند مايلينغ إكسبو" لتمرير مجموعة من الرسائل إلى الحكومة، على رأسها المطالبة بتحرير القمح اللين من الدعم، بعد رصد استفادة 15 % فقط من إجمالي إنتاج الدقيق اللين "فرينة" من دعم الدولة، علما أن قطاع الحبوب يتضمن القمح الصلب الذي يعتبر محررا بالكامل ولا تتدخل الدولة فيه، والقمح اللين، ويشمل بدوره القمح اللين المدعم، المخصص أساسا لإنتاج الدقيق الوطني، والقمح اللين المحرر. ويستند هذا المطلب إلى تراجع كميات الدقيق المدعم من 10 ملايين قنطار إلى 6.5 ملايين حاليا، خصوصا أن القمح اللين المحرر، يستفيد بدوره من الدعم رغم تحريره، في حال ارتفعت الأسعار على مستويات معينة، إذ تشترط الدولة على المستوردين ألا يتعدى سعر وصول القمح اللين إلى المطاحن سقفا محددا، من أجل ضمان تسويق وحدات الطحن الدقيق إلى المخابز بسعر خاص، ما يمكنها من بيع الخبز من فئة 200 غرام بسعر لا يتجاوز 1.20 درهما. "بيزنس" التلفيف في إحدى جنبات المعرض الدولي لصناعات الحبوب، انزوت أروقة خاصة بشركات التلفيف، التي تسوق أنواعا مختلفة من "الخيش"، المنسوجة والورقية وغيرها، إذ أوضح أحد العارضين في حديث مع "الصباح"، أن شركته تصنع أكياسا حسب نوعية المنتوج وطبيعة المادة، ذلك أن هناك شروط تلفيف خاصة بالحبوب مثلا، باعتبارها مادة أولية. ونبه إلى استخدام مواد أولية جديدة في تصنيع الأكياس، تراعي البعد البيئي، وتحافظ على مكونات المنتوج، لتظل صالحة للاستهلاك، وتقاوم إكراهات التخزين، ذلك أن الأكياس الخاصة بالسميد مثلا، ليست هي المستخدمة ذاتها، في تخزين الدقيق اللين أو الصلب، علما أن الأكياس أصبحت تمثل نسبة 25 % في تكاليف الإنتاج، وتساعد على التسويق التجاري للمنتوجات والعلامة. بدر الدين عتيقي

معرض صناعات الحبوب يجذب أباطرة الخبز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"رشيد شو" على "فرانس 24"

عودة ثمانية أطفال مختفين بالبيضاء

مقالات ذات صلة