المغاربة والمثلية … “بعبع” المقاولات

استبعادهم دفعهم إلى تأسيس وكالة تجنبهم التمييز خلال مقابلات التوظيف كشف استطلاع أنجزه مكتب الدراسات الدولي "بوسطن كونسلتينغ غروب"، عن نتائج صادمة حول ظروف ولوج المثليين إلى العمل، إذ يتسبب الكشف عن الميولات الجنسية خلال مقابلات التشغيل، عن خسارة ما متوسطه ألف و200 أورو، أي أزيد من 12 ألف درهم سنويا، من الأجر المتفاوض بشأنه، فيما أظهرت الدراسة أن أزيد من ثلث الخريجين (34 %)، لا يحبذون الإعلان عن هوياتهم الجنسية في بيئة العمل. هذه المعطيات العلمية، لا تعكس الوضع القائم في سوق الشغل المغربي، ذلك أنه لا وجود لمقاولات صديقة للمثليين، باختلاف ميولاتهم الجنسية، إذ تحدث مدير للموارد البشرية في إحدى شركات التأمينات بالبيضاء، عن تلقيه تعليمات شفهية من المدير العام، توجهه إلى تتبع سلوك المرشحين للتوظيف، خلال مرحلة التجربة "سطاج"، والإشارة إلى ذلك في التقرير التقييمي المرفوع إليه، وهو الأمر الذي رفضه، بدعوى أنها خرق لحريات الآخرين، طالما أن الأمر لا يتعلق بسلوك يضر بمصالح الشركة والسير العادي. ويتخذ أغلب المشغلين من الحفاظ على السلم الاجتماعي في المقاولة، ذريعة لرفض توظيف المثليين، بغض النظر عن خبرتهم ومؤهلاتهم العلمية، إذ يوضح ياسين (اسم مستعار)، إطار بنكي، أنه اضطر لإخفاء هويته الجنسية في علاقته مع زملائه في العمل، مخافة التضييق عليه أو دفعه إلى الاستقالة، طالما أن مدونة الشغل، لا تتضمن أي مقتضى ينص على طرد الأجير بسبب ميولاته الجنسية، علما أن القضاء الأمريكي فصل في قضية من هذا النوع لصالح المستخدم في ولاية لوس أنجلوس خلال التسعينات. وتظل أمريكا نموذجا للتعدد وتجنب رهاب المثليين، من خلال قانونها الشهير "لا تسأل.. لا تتكلم" (dont ask dont tell)، الذي جاء لمحاصرة ظاهرة الاعتداء على المجندين المثليين في الجيش الأمريكي، ذلك أن استمارات التسجيل كانت تتضمن خانات خاصة بالهوية والميولات الجنسية. ويتحدث مصدر مطلع، عن رفض مؤسسة عمومية ضخمة، توظيف مهندس شاب بسبب مثليته الجنسية، موضحا أن المسؤول عن الموارد البشرية، الذي أدار مقابلة التوظيف، استشف الاتجاهات الجنسية لطالب العمل، إلا أنه لم يضمنها في تقريره، ورفعها بشكل شفهي إلى رؤسائه، الذين تعللوا للشاب بتعذر تشغيله لأسباب تتعلق بنقص خبرته، علما أن إعلان التوظيف لم يكن يتحدث عن شرط الخبرة المهنية. وكشف المصدر ذاته، عن تشكل شبه وكالة للتوظيف، أسسها مثليون في البيضاء، يساعدون بعضهم البعض في الحصول على فرص عمل، بعد تسطيرهم لبروتوكول، يشدد على ضرورة إخفاء الميولات الجنسية في فضاءات العمل، لغاية تجنب أي اصطدامات مع الآخر، سواء تعلق الأمر بالمشغل أو زملاء العمل، إذ يشدد ياسين مرة أخرى، على صعوبة الإعلان عن الهوية الجنسية في مجال الشغل، وحجم المخاطر التي تتهدد المثلي بعد ذلك. بدر الدين عتيقي «الميلتي ناسيونال» تفتح أذرعها أمام انغلاق المقاولات المغربية وعدم ترحيبها بالمثليين، إذ ينظر المشغلون إليهم، باعتبارهم مصدرا للقلق والتوتر، بما يؤثر سلبا على السلم الاجتماعي ويربك السير العادي للعمل، فتحت الشركات متعددة الجنسيات "الميلتي ناسيونال" أذرعها لهذه الفئة المجتمعية، من منظور الفصل بين الكفاءة والحرية الشخصية. ويتحدث نوفل (اسم مستعار)، مصمم أنفوغرافيا، من جنسية تونسية، عن مواجهته صعوبات في الالتحاق بمقاولات محلية منذ قدومه من فرنسا، باعتبار جنسية والدته المغربية، موضحا أنه اضطر للعمل مع شركة فرنسية مستقرة بالمغرب، تمكن لـ"حسن الحظ"، من إقناع مديرها بمؤهلاته المهنية، التي تتجاوز أهميتها بالنسبة إلى المشغل، ميولاته الجنسية. مواضيع الملف: المغاربة والمثلية… العشق الممنوع “الهمج” يعبثون بأجساد المثليين هـروب من الكـراهية عشق الغلمان “بلية” قديمة عند العرب مشاهير المثليين… كسر جدار الصمت جميع المجتمعات ترفض المخالف أنا “نـص عـقـل” علاقات شاذة انتهت بالقتل سجناء في ورطة “بيض ومطيشة” ميكروطروطوار العقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات انحراف الآباء ينعكس على الأبناء تناقض الفطرة

المغاربة والمثلية … “بعبع” المقاولات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغاربة والمثلية ... سجناء في ورطة "بيض ومطيشة"

ملف ... علاقات شاذة انتهت بالقتل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات